متى وقعت معركة دير الجماجم … تفاصيل المعركة

شهدت العراق عدة معارك وحروب عديدة في العصر الأموي؛ وقد حرص الخلفاء وقتها على إرسال الولاة الأشداء إليها لكثرة اضطراباتها آنذاك، ويعد الحجاج بن يوسف الثقفي أشهر هؤلاء الولاة وأشدهم؛ وفي موقع لحظات نيوز سنعرف متى وقعت معركة دير الجماجم، بالإضافة إلى تفاصيل المعركة.
متى وقعت معركة دير الجماجم؟
قامت هذه المعركة خلال فترة حكم الدولة الأموية في شهر شعبان عام 83 هجريًا؛ وهو ما يوافق عام 702 ميلاديًا؛ كان طرفي المعركة هما الحجاج بن يوسف الثقفي، والي العراق وقتها، وعبد الرحمن بن الأشعث، قائد جيش الحجاج.
أما عن مكان المعركة، فقد كانت المعركة في منطقة دير الجماجم الواقعة قرب مدينتي الكوفة والبصرة في العراق؛ وهي كانت إحدى المناطق المعروفة في العراق بكثرة الاضطرابات والثورات ضد الدولة الأموية، والتي قام الحجاج باخمادها بواسطة جيشه تحت قيادة عبد الرحمن بن الأشعث،
أسباب حدوث معركة دير الجماجم
يأتي السبب بعد أن عرفنا متى وقعت معركة دير الجماجم؛ حيث عرف الحجاج بن يوسف الثقفي بين أهل العراق بالظلم والطغيان؛ فقد عمل الحجاج على إذلالهم وكسر شوكتهم، كما سفك دماء العديد من الناس والعلماء؛ وكان الحجاج يشغل الناس عن ظلمه من خلال إلهائهم في الفتوحات.
كثرت الفتوحات في عهد الحجاج بفضل جيشه الذي كان يقوده عبد الرحمن بن الأشعث، مما جعل منه تهديدًا صريحًا للحجاج؛ حيث كان عبد الرحمن من الأبطال الشجعان المرشحين لمنافسته.
يقال أن الحجاج قد أرسل جيشه بقيادة عبد الرحمن إلى البلاد المجاورة للعراق، وقد حقق الجيش انتصارات عديدة على الملك رتبيل، والذي أرسل طلبًا إلى الجيش من أجل الصلح، إلا أن عبد الرحمن رفض الأمر وواصل تقدمه.
لكن فيما بعد، قام بن الأشعث بمراسلة الحجاج من أجل وقف الحرب وعقد الصلح، فرفض الحجاج طلبه بقسوة ووصفه بالجبن، كما هدده بالعزل إن لم يواصل التقدم؛ وقد استشار بن الأشعث رجاله لينتهي الأمر بعدم طاعة الحجاج.
عمت الثورات بعد هذا الحدث، حيث أراد الناس خلع الحجاج بن يوسف من الحكم وتولية عبد الرحمن بن الأشعث مكانه؛ إلا أنه وفقًا للدولة، فقد كان لا بد أن يكون الخليفة من نسب قرشي، في حين كان بن الأشعث من أهل اليمن،
تفاصيل المعركة
تبدأ المعركة عند اندلاع الثورات في أرجاء العراق، حيث انضم الثوار إلى جيش بن الأشعث من أجل مواجهة الحجاج؛ وقد وقعت بينهما معارك ضارية في منطقة دير الجماجم، والتي كان النصر فيها لعبد الرحمن ومن والاه من الثوار.
قام الحجاج بالتراجع وقتها ليعيد ترتيب الأمور، إلا أن بن الأشعث قد لحق به وطارده، كما حث أهل البصرة على الثورة، وقد دعاهم إلى قتال الخليفة الأموي نفسه، والذي كان عبد الملك بن مروان آنذاك.
استطاع الحجاج بن يوسف أن يجمع شتات جيشه وعاد ليحارب بن الأشعث، وقد حدثت بين كليهما اشتباكات شديدة أدت إلى فرار بن الأشعث إلى الكوفة؛ مما زاد من اضطراب الدولة وتربص الأعداء لها؛ وفي ذلك الوقت، قام الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان بإرسال رسالة لتهدئة الثوار.
وكان مفاد الرسالة أنه سيقوم بعزل الحجاج وتعيين ابنه محمد بن مروان مكانه، كما أراد أن يجعل بن الأشعث واليًا على بلد آخر؛ فرفض الثوار ذلك، وهو ما دفع الخليفة إلى إكمال المعركة، والتى انتهت بنصر الحجاج بن يوسف على عبد الرحمن بن الأشعث.
قام بن الأشعث بالفرار إلى الملك رتبيل، حيث أكرمه الملك؛ إلا أن الحجاج قام بتهديد رتبيل بتخريب بلاده إذا امتنع عن إرسال بن الأشعث إليه، وانتهى الأمر برضوخ الملك رتبيل في النهاية؛ حيث قتل بن الأشعث، وأرسل رأسه إلى الحجاج.
هنا نختم مقالنا بعد أن عرفنا متى وقعت معركة دير الجماجم، بالإضافة إلى تفاصيل المعركة الضارية بين كل من الحجاج بن يوسف والي العراق، وقائد جيشه عبد الرحمن بن الأشعث؛ والتي انتهت بقمح ثورات أهل العراق بعد انتصار الحجاج في المعركة، وقد فر بن الأشعث وقتله من لجأ إليه وقتها.