قصص رمضانية يومية عن أنبياء الله للأطفال (26) | قصة السيدة مريم العذراء بين معجزات ولادة عيسى وقصة موتها

السيدة مريم العذراء هي مثال للذكاء والحكمة، وقصتها يأخذ بها العبرة بسبب ما تحمله من امتحانات والبلاءات، ومعجزات الله التي ميزها بها عن غيرها، وكيف صبرت على ما كتبه الله تعالى لها صبرا حليمًا، وذكر اسم مريم عليها السلام أكثر من ثلاثين مرة في القرآن الكريم بداية من سورة آل عمران إلى سورة مريم، ويقوم موقع لحظات نيوز بعرض تفاصيل قصة السيدة مريم العذراء عليها السلام وولادتها لنبي الله عيسى.
مولد السيدة مريم
كانت السيدة حنة آنية فاقوذ بن قتيلا أم السيدة مريم عاقر، لا تنجب اطفالاً، و في يوم رأت طائر يقوم بإطعام فرخة (صغير الطيور) فحزنت على حالها وسألت الله عز وجل أن يهبها ولد وأن تصبح أمً، فحملت السيدة حنة وما لبث إلا وقد توفي عمران فنذرت السيدة حنة ما في بطنها لله عز وجل متفرغًا للعبادة وخدمة بيت الله.
فلما ولدت السيدة حنة وجدت أن ما وضعته أنثي وليس ذكر، وكانت خدمة بيت الله يختص بها الرجال والغلمان ولا يصلح للسيدات، فأسمتها مريم ودعت الله أن يحفظها هي وذريتها من الشيطان الرجيم، وأخذت السيدة حنة ابنتها لبيت الله حتى تنشأ فيه وتقوم على خدمته حتى توفي بنذرها لله عز وجل.
كيف كفل النبي زكريا السيدة مريم بعد وفاة والدها
كانت كفالة السيدة مريم بعد وفاة أمها السيدة حنة عليها السلام أمر مهم، وكان أهل المدينة يتصارعون من أجل كفالتها وتربيتها ورعايتها فكانت مريم ذات مكانة وشأن عظيم، فهي من نسل آل عمران، وابنت معلمهم عمران، حتى اتفقوا انهم سيقمون برمي اقلامهم في البحر بسبب أن سيدنا عمران علمهم بالقلم وأن صاحب القلم الذي سيظل ثابتًا مكانة ولن ينجرف مع النهر سيقوم كفالة مريم ورعايتها.
ورمي جميعهم اقلامهم في البحر وظل قلم ذكريا مكانه لم يتحرك أبدا، فأعادوا رمي الأقلام في البحر مرة ثانية، فظلم قلم زكريا ثابت في النهر ولم ينجرف، فقاموا برمي الأقلام للمرة الثالثة وحدث ما حدث في المرتين السابقتين.
نشأة السيدة مريم العذراء
بقيت السيدة مريم عابدة زاهدة معتزلة الناس في بيت الله كما نذرتها أمها، وكانت صائمة قائمة عابدة لله عز وجل، تقوم بخدمة بيت الله و لا تريد أمر من أمور الدنيا سوى إرضاء الله تعالى، وقد تولاها الله واصطفاها عن جميع النساء، فكان يأتيها الطعام من الغيب، وكان سيدنا ذكريا عند دخوله عليها يجد لديها فاكهة الشتاء في الصيف، وفاكهة الصيف في الشتاء.
وفي يوما من الأيام بينما كانت السيدة مريم تتعبد لله عز وجل، أرسل الله إليها جبريل على هيئة رجل، يبشرها بحملها في سيدنا عيسى، ففزعت السيدة مريم من ما سمعت واستعاذت بالله، فخفف من روعها جبريل عليه السلام أنها ستنجب غلامًا سيكون له شأن كبير وسيكون لها ابن صالح يرعاها، وشرح جبريل عليه السلام أنه مأمور ورسول من الله عز وجل أتى ليتم مهمته وغاب عن نظرها.
ولادة نبي الله عيسى عليه السلام
السيدة مريم عليها السلام بما كتبه الله، وحملت في نبي الله عيسى وهي تحمل العدد من الأسئلة داخلها، ماذا تقول لأهلها وماذا ستفعل وكيف تخبر قبيلتها، فخرجت السيدة مريم لمكان بعيد واعتزلت الناس بادعائها المرض، حتى تتم شهور حملها.
وجاء وقت الوضع فخرجت السيدة مريم من عزلتها وقد أسلمت نفسها وأمرها لله عز وجل، فأخذت تمشي حتى وصلت إلى نخلة يابسة، وتمنت السيدة مريم رضى الله عنها الموت بسبب خوفها من قومها، ولكن لم يتركها الله عز وجل حتى أجرى من تحتها نهرًا لتشرب منه فتروى عطشها، و كلما لمست جذع النخلة تسقط عليها ثمار لتأكلها، فولدت السيدة مريم نبي الله عيسى.
(فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا. فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا. فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا) [سورة: مريم | الآية (22) : (24)].
وفاة السيدة مريم العذراء
يقال أن السيدة مريم توفيت بعد رفع نبي الله عيسى عليه السلام إلى السماء بخمس سنوات، وأن الملائكة هي من غسلتها وكفنتها، ودفنت السيدة مريم في أرض الشام بدمشق، وكان عمرها يصل إلى ثلاثة وخمسين عامًا.
نصر الله السيدة مريم بحملها في نبي الله عيسى، حين دخلت علي قومها فأنكروا ما فعلت، حتى أشارت لهم على أبنها ليكلمهم وهو رضيع ليقول لهم أنه نبي الله وعبده، وأن الله أمره بالصلاة والزكاة، وأن يكون بارا بوالدته، ثم سكت عيسى حتى وصل إلى سن النطق عند الأطفال.