أحاديث عن إتقان العمل.. دُرر من هُدى النبي في إتقان العمل

شهرين منذ
كريم احمد الحسيني

العمل هو كل نشاط بدني يبذله الإنسان من أجل تحقيق ذاته والاستفادة من كل ما تعلمه في مراحله التعليمية المختلفة، ويساعد به مجتمعه ويساهم في تقدمه؛ لهذا حثنا الله في كتابه العزيز ورسولنا الكريم في سنته النبوية بالعمل، ومن خلال موقعنا لحظات نيوز سنتعرف على بعض من الأحاديث النبوية التي تتحدث عن العمل.

أحاديث  نبوية تتحدث عن العمل

أحاديث عن إتقان العمل

لقد ذكر لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مجموعة من الأحاديث التي تتحدث عن العمل، وفي الآتي سنذكر بعض من هذه الآيات:

  • “عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَجِدْ؟ قَالَ: فَيَعْمَلُ بِيَدَيْهِ فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ وَيَتَصَدَّقُ، قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ أَوْ لَمْ يَفْعَلْ؟ قَالَ: فَيُعِينُ ذَا الحَاجَةِ المَلْهُوفَ، قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ؟ قَالَ: فَيَأْمُرُ بِالخَيْرِ ،أَوْ قَالَ: بِالْمَعْرُوفِ، قَالَ: فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ؟ قَالَ: فَيُمْسِكُ عَنِ الشَّرِّ فَإِنَّهُ لَهُ صَدَقَةٌ”

في هذا الحديث الشريف نجد أن رسول الله يحث المسلمين على إخراج الصدقات، وإن لم يستطع فليأمر بالمعروف وينهي عن المنكر، ويعين كل من يحتاج المساعدة، فالإنسان عندما يعمل ويعين الآخرين يتصدق بذلك عن صحته ، ويشعر بطعم عمله فعندما يطعم أهل بيته من صنع يديه وعمله سيشعر بالرضا عن نفسه.

  • ” يا معشر القراء خذوا طريق من كان قبلكم وارفعوا رؤوسكم، ولا تكونوا عيالاً على المسلمين. وفيه: إنّ المؤمن إذا لم يقدر على باب من أبواب الخير ولا فتح له فعليه أن ينتقل إلى باب آخر يقدر عليه فإن أبواب الخير كثيرة، والطريق إلى مرضاة الله غير معدومة”

يطلب الرسول صلى الله عليه وسلم من المسلمين في هذا الحديث الشريف السعي وراء كل أبواب الرزق، فإن لم  يقدر أن يعمل عملا بعينه يتركه ويسعى لعمل آخر ويجلس في مكانه ويقول لا أجد عملاً ففي أحد الأيام ذهب أحد المسلمين إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وطلب منه أن  يعطى له أموالاً ليطعم أولاده، فأعطى له رسول الله أموالاً وطلب منه أن يشتري بالأموال فأسًا ويذهب للزراعة ويطعم أهل بيته من قوت يومه ثم يرد له الأموال بعد أن يرزقه الله.

  • إن الْعَبْدُ إِذَا نَصَحَ لِسَيِّدِهِ وَأَحْسَنَ عِبَادَةَ اللَّهِ، فَلَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ”

في هذا الحديث الشريف ينصح رسول الله عليه وسلم جميع العباد المسلمين بطاعة صاحب العمل وولي الأمر، ولكن يجب طاعته في كل ما يرضي الله  والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما أمرنا رسولنا الكريم خاتم الأنبياء والمرسلين بالعمل  الصالح، وسيجازيه الله جزاءً كبيرًا.

اقرأ أيضًا: إليك مجموعة من الأحاديث عن العمل

 العمل في السنة النبوية الشريفة

لقد حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على العمل وإتقانه، والرسول صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة لنا فكان يعمل منذ الصغر في رعي الأغنام ليساعد عمه، ولا يثقل عليه وعندما كان في ريعان شبابه كان يعمل في تجارة السيدة خديجة رضى الله عنها وأرضاها، وعند ظهور شمس الإسلام كان يدعو المسلمين إلى عبادة الله وحده.

وخاض الكثير من المعارك والحروب لينصر الإسلام والمسلمين ويرفع لواء الإسلام في أرجاء العالم كله وهذا كان جهادًا، وما أعظمه من عمل عندما يجاهد الإنسان في سبيل الله، ولا يشترط الجهاد في الحرب فقط فكل إنسان في عمله مجاهدًا، الطبيب يجاهد في مساعدة مرضاه وعلاجهم من الألم.

المهندس في بناء المستشفيات والمنشآت، المعلم الذي يعد من أكبر المجاهدين في سبيل الله فهو كالرسول الذي يبلغ رسالته كاملة وينشئ أجيالاً تنفع الأمة في المستقبل، والجندي الذي يقف على الحدود ليخدم وطنه ويدافع عن كل فرد من أفراد أمته.

اقرأ أيضًا: أحاديث نبوية عن الأخلاق الحسنة وأجمل ما قيل عن الأخلاق

أهمية إتقان العمل

إن للعمل أهمية كبيرة للفرد والمجتمع، ولقد حثنا الإسلام على العمل وإتقانه لأن العمل يساعد في تقدم الأمم، ويزيد من ثقة الفرد لتحمله المسؤولية والقضاء على وقت الفراغ لأن الله سبحانه وتعالى سيسألنا يوم القيامة عن الوقت فيما أفناه، كما أن العمل يساهم في تقدم الأمم ونهضة الشعوب، ويجب على كل مسلم أن يتقن عمله لأن الله سبحانه وتعالى يراقبنا في كل الأوقات.

فاعبد الله كأنك تراه وإن لم تكن تراه، فيقول الله سبحان وتعالى {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}  [سورة التوبة – الآية 105]، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم “إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا أَنْ ‌يُتْقِنَهُ“.

اقرأ أيضًا: أحاديث نبوية شريفة قصيرة عن العمل

حكم العمل في الإسلام

إن العمل فرض على كل مسلم بالغ قادر عاقل، والعمل عبادة والإنسان يجب عليه طاعة الله في كل شيء، وحثنا الإسلام على مساعدة الغير وتقديم يد العون لهم فعندما تعمل تفيد مجتمعك وسرتك، فلقد خلق الله الإنسان في الأرض ليعمل ويعمرها، فعندما قال الله سبحانه وتعالى أنه سيخلق الإنسان في الأرض ليعمرها قالوا له بأن الإنسان سيفسد الأرض لن يعمرها، ولكن الله ميز الإنسان وكرمه وجعله خليفة له في الأرض ليسكنها وسخر له الدواب والكون كله من أجل خدمته.

ولكن يجب على الإنسان السعي والعمل وأن يتوكل على الله، ويعمل بكل جد ولا يتواكل بجلوسه مكانه ويقول سيرزقني الله، إن الله قادر أن يرزقك ولكن الله يحب التوكل والجد في العمل، فيقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز { هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ} سورة هود – الآية 61.

إن العمل عبادة وعبادة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم واجبة؛ ومن خلال مقالنا تحدثنا عن موضوع العبادة في الإسلام فهي أكثر المواضيع التي يهتم بها المسلمون، فعرضنا لحضراتكم أهمية العمل في الإسلام وحكم العمل، بالإضافة إلى بعض الأحاديث النبوية الشريفة.

آخر الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى