حكم العلم قبل الدعوة إلى الله

ما هي شروط الدعوة إلى الله؟ وما حكم العلم قبل الدعوة إلى الله؟ إذ إن كثيرًا من الناس لا يزالون على غير علم بأن دعوة الآخرين إلى طريق الله لا تتم بطريقة عشوائية ولا يقوم بها أيٌ من كان، بل إن لها أصول، أساسيات وفئات بعينها هم من يشرع لهم هذا الأمر العظيم، وهذا ما سنقوم بتوضيحه من خلال جريدة لحظات نيوز بالتعرف على طرق الدعوة إلى الله.
حكم العلم قبل الدعوة إلى الله
إن الدعوة إلى الله من أعظم الأعمال التي قد يقوم بها أي مسلم لما لها من أجرٍ عظيم في الدنيا والآخرة، لكن هذا لا يعني أن أي فرد لمجرد اتباعه دين الإسلام يكون مؤهلًا للقيام بهذا الأمر الجليل.
هنا في هذا الصدد نشير إلى واحدٍ من الأحكام التي يجب أن يعلمها كل مسلم راغب في السير في طريق الدعوة إلى الله وهو؛ ضرورة أن يمتلك أساس من العلم الشرعي الذي بحسب ما قاله العلماء أنه بالأمر الواجب قبل الدعوة.
فلا يمكن لجاهلٍ بأصول الدين، الأحكام الشرعية، تفسير القرآن، علم الأحاديث وغيرها من العلوم الدينية أن يتصدّر مشهد الدعوة؛ ذلك لأن عواقب هذا الفعل ستكون أكبر من منافعه، والضلال سيكون أكبر من الهدى.
تجدر الإشارة إلى نقطة في غاية الأهمية هنا وهو أن أهل العلم قد قالوا إن المسلم يجب عليه أن يدعو بقدر العلم الذي يملكه وألا يتطرق إلى الدعوة لأمور هو جاهلٌ بها.
اقرأ أيضًا: حكم دعاء غير الله عز وجل
دليل عدم جواز الدعوة بدون علم
في إطار الحديث عن الدعوة إلى الله عز وجل التي بيّنا فيما سبق ذكره أعلاه أن من أهم وأول شروطها هو علم الداعي، وهذا الشرط قاله الفقهاء استنادًا على العديد من الأدلة الشرعية والتي من بينها:
الآية الكريمة: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} [الأعراف: 33].
أيضًا الحديث الشريف “عن عبد الله بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اتَّقوا الحديثَ عنِّي إلَّا ما علِمتُمْ فمَن كذبَ عليَّ مُتعمِّدًا فليتَبوَّأْ مَقعدَهُ مِن النَّارِ، ومَن قال في القرآنِ برأيِّهِ، فليتَبوَّأْ مَقعدَهُ مِن النَّارِ” [رواه الترمذي].
بالاطلاع على حكم العلم قبل الدعوة إلى الله يتبين أن المسلم يجب أن يكون واعيًا وفطنًا بأمور دينه الذي سيقوم باستقطاب الناس إليه، وأنه لا بد ألا يأخذه الغرور بأن يتصدر منبر الدعوة وهو غير مؤهل لذلك؛ حتى لا يقع في براثن الإثم بدلًا من تثقيل ميزان الحسنات.