بما عذب الله قوم عاد ومن هم وأين كانوا يسكنون؟

يعتبر قوم عاد من العرب العاربة، وقد كانوا أقوى الأمم في زمانهم وأعظمها، مما دفعهم نحو الطغيان والتجبر وعبادة الأصنام، وفي هذه الحالة يسأل الكثير من الناس بما عذب الله قوم عاد، فقد تميز قوم عاد بالرقي في العمران والبناء، ومن خلال هذا المقال سوف نقوم بالإجابة عن هذا السؤال وذلك بما فيها من دروس وعبر من قصة قوم عاد.
بما عذب الله قوم عاد
كذب قوم عاد رسولهم وسخروا منه ورفضوا الخضوع لدعوة الله سبحانه وتعالى والخضوع له، وأراد الله أن ينزل عليهم العذاب، فكان عذابهم كما أخبر القرآن بالريح التي أرسلها الله عز وجل عليهم، فقد أمسك الله تعالى المطر عنهم فترة من الزمن حتى تعرضت أراضيهم للجفاف وأصبحوا ينتظرون المطر ويترقبونه.
عندها ساق الله إليهم سحابة أخذت بالاقتراب منهم، فلما رأوها ظنوا أن المطر قد أقبل وفرحوا واستبشروا بذلك حتى أنهم قالوا (هذا عارض ممطرنا)، إلا أن الله سبحانه وتعالى وضح أن تلك السحابة لم تكن مطر كما ظنوا ولكنها كانت عذابا من عنده.
سلط الله عليهم الريح
نزل الله عليهم الريح، وسلطها عليهم لمدة سبع ليال وثمانية أيام، فلم تنقطع عنهم لحظة أبدا، وكانت كلها ريح عقيم ليس فيها شيء من الخير أو البركة، فلم تلقح الشجر ولم تحمل أي مطر، ولكنها كانت شديدة البرودة، وكان صوتها مرعب، فكانت نتائج هذه الريح وذلك العذاب شديدة على قوم عاد، لأنها أهلكت كل شيء.
كانت الريح تحمل الرجل منهم عاليا ثم تنكسه على رأسه فينقطع عن جسده، وهكذا تمت إبادتهم وقتلهم جميعهم، فلم يبق منهم أحد وأصبحت مساكنهم خالية، ولا يرى أثرهم غيرها، فقد اتبعوا في الدنيا لعنة وفي الآخرة لعنة وكانوا عبرة لمن يعتبر، وبهذه الطريقة نكون أجبنا على سؤال بما عذب الله قوم عاد.
من هم قوم عاد؟
كان قوم عاد أقوى الأمم وأعظمها مما دفع بهم نحو الطغيان والتجبر وعبادة الأصنام، وينسب هذا القوم إلى عاد بن إرم بن عوص بن سام بن نوح عليه السلام، وعاد هو أول من عبد الأصنام بعد دعوة نوح عليه السلام، وعندما كانوا على هذا الحال من عبادة الأصنام أرسل الله عليهم أخاهم هود ليدعوهم ويحذرهم من أفعالهم.
أين كانوا يسكنون قوم عاد
كان قوم عاد يسكنون في مدينة تسمى إرم، بالإضافة إلى أنهم كانوا على درجة عالية من الري في العمران والبناء، وكانت بيوتهم ومساكنهم جميلة للغاية وكانت أراضيهم جنات خضراء ترعى فيها المواشي، وبذلك تفيض الأموال ويكثر الأبناء، ومع اجتماع هذا النعيم كله فقد عاشوا حياة من الترف والانشغال بالدنيا، وكانوا يرفعون بنيانهم ويتباهون به دون الحاجة إليه، وأكثروا من بناء البروج شديد الارتفاع بهدف تخليد اسمهم في العالمين.
تابع المزيد: قصة مقتل فاطمة الزهراء في صحيح البخاري
إصرارهم على الشرك بالله
بالرغم من كل هذه النعم إلا أنهم أصروا على أن يستكبروا على الله عز وجل، وأشركوا به واتجهوا إلى عبادة الأصنام، كما انتشر فيهم الظلم والبطش، فأرسل الله عليه هود عليه السلام من أجل دعوتهم إلى عبادة الله سبحانه وتعالى وترك ما كانوا عليه من عبادة الأصنام، وأمرهم بالاستغفار والتوبة عن أفعالهم، ولكن كذبوه وسخروا منه واختاروا طريق الهوى والتكذيب برسل الله وآياته.
في النهاية هذا المقال تمكننا من الإجابة على سؤال بما عذب الله قوم عاد، بالإضافة إلى سرد أبرز المعلومات المهمة عن قوم عاد وما فعلوه حتى يستحقوا هذا العذاب.