تحليل رواية أولاد حارتنا لنجيب محفوظ ولماذا تم منعها؟

عرف نجيب محفوظ برواياته الشهيرة، وعند تحليل رواية أولاد حارتنا لنجيب محفوظ، فإننا نتحدث عن إحدى رواياته المثيرة للجدل، والتي قد تم منعها لبعض الأسباب الدينية على حد قول البعض؛ ومن خلال مقالنا على موقع لحظات نيوز نتناول ملخص الرواية وشخصياتها، كما نقوم بتوضيح سبب منع الرواية.
تحليل رواية أولاد حارتنا لنجيب محفوظ
في هذه الرواية نجد أن أديبنا الشهير قد جعل حارة الجبلاوي مكانًا تدور فيه أحداث الرواية، وقد سميت الحارة بهذا الاسم نسبة لصاحبها الجبلاوي، وهو رجل عظيم وكبير في السن، كان يمتلك بيتًا كبيرًا محفوفًا بالحدائق.
كان للجبلاوي أبناء، لكن إدريس كان أكثرهم تمردًا وعنادًا، وهو ما جعل الجبلاوي يطرده من المنزل؛ في حين كان أدهم يتنعم بحدائق البيت، وهو ما جعل إدريس يحرض أدهم على العصيان، ليتم طرده من البيت أيضًا.
تبدأ الأحداث بعد طرد أدهم وزوجته، حيث يكبر أبناؤهما، وتتوالى الأجيال وتتعاقب؛ وتستمر الشجارات والنزاعات في الحارة، وقد ظهر خلال القصة أبطالًا لا يرضون بالظلم، وقد عمل كل منهم على نصرة قومه وإقامة العدل.
لم يعد هناك أبطال في الحارة بعد ذلك، إلا أن الحارة قد وفد عليها شخص غريب جذب الناس بما يملك من سحر وخدع غيرت حياة الناس، إلا أن هذا التغيير كان سلاحًا ذو حدين أدى إلى ضياع الحارة في نهاية المطاف،
أهم شخصيات رواية أولاد حارتنا
بعد التعرف فيما سبق على تحليل رواية أولاد حارتنا لنجيب محفوظ بشيء من الإيجاز، ننتقل الآن إلى تناول الشخصيات المحورية في هذه الرواية، والتي دارت حولها معظم الأحداث:
- الجبلاوي: هو صاحب الحارة، عرف الجبلاوي بسلطانه العظيم الذي جعله يتحكم في مقاليد الأمور، وقد كان يعيش في بيت كبير، وكان له أبناء؛ وقد تم إنشاء هذه الشخصية لتشابه الذات الإلهية.
- أدهم: هو أحد أولاد الجبلاوي، وكان يتميز بالتواضع والهدوء؛ كان أدهم يحب الجلوس في حديقة المنزل كثيرًا، وهو يشبه بذلك شخصية آدم عليه السلام.
- إدريس: هو الابن الآخر للجبلاوي، وكان معروفًا بتمرده وعصيانه؛ وهو ما تسبب في طرده من المنزل، وقد عمل كذلك على طرد أدهم معه؛ وبذلك يشبه إبليس.
- جبل: هو من أحفاد الجبلاوي، وقد ولد في أسرة فقيرة؛ إلا أن هناك أسرة ذات شأن قد تبنته، وقد عرف جبل برد الحقوق لأهلها وإقامة العدل، وكان المقصود به شخصية موسى عليه السلام.
- رفاعة: كان شخصًا مسالمًا يدعو إلى الحب والتسامح، فكان يجتنب الكراهية لنشر الأمان في المجتمع، وهو بذلك يشبه عيسى عليه السلام.
- قاسم: عرف بتأثيره في الحارة، حيث عمل على لم شمل أهل الحارة، كما كان يختلي بنفسه أحيانًا؛ وهو يشبه في ذلك محمد عليه الصلاة والسلام.
- عرفة: هو شخص مجهول الهوية على الرغم من انتمائه لحارة الجبلاوي، وكان شخصًا يمتلك قدرات ساحرة جذبت إليه الناس، إلا أنه لم يكن مؤمنًا بحكايات أهل الحارة عمن سبقوه؛ وهذه الشخصية في الرواية تمثال العلم والمعرفة بخيرها وشرها.
سبب منع رواية أولاد حارتنا
تم نشر رواية أولاد حارتنا خلال أواخر خمسينيات القرن الماضي، وقد تعرضت حينها إلى العديد من الانتقادات من رجال الدين وغيرهم من الناس لما فيها من أحداث ورموز تكاد تشبه الأنبياء وقصصهم، وهو ما يراه الكثيرون ازدراءً للأديان وإهانة للمقدسات.
وقد تم منع نشر الرواية خلال الثمانينيات، كما اكتفى البعض بمنع بعض الأجزاء عند نشرها؛ إلا أن البعض رأوا في الرواية تصويرًا للقيم الحميدة بصورة مبسطة تغوص في أعماق الإنسان المصري وشوارعه.
ويمكن القول إنه ما غفل عنه الناس رغم ذلك، أن الرواية قد هدفت في الواقع إلى تمجيد القيم التي نادى بها الأبطال ممن يشبهون الأنبياء من حيث إقامة العدل ورفع الظلم عن الناس، كما أشارت نهاية الرواية إلى كون العلم يقتل أحيانًا.
إلى هنا نكون قد تناولنا تحليل رواية أولاد حارتنا لنجيب محفوظ بشكل مبسط، حيث استعرضنا أحداث الرواية التي تمت في حارة الجبلاوي بواسطة العديد من الأبطال ممن يرمزون إلى الأنبياء وقيمهم، إلى جانب غيرهم من الناس؛ وقد أشرنا إلى سبب منع الرواية، وآراء البعض فيها في هذا الشأن.