موسى و السحرة وعقابهم من فرعون

قصص الأنبياء مليئة بالعبر والحكم التي يجب أن نطلع عليها ومن أهمهم قصة موسى و السحرة بها الكثير من العبر التي تجعلنا نتذكر معجزات الله عز وجل وكيف يسخر كل شيء لمساعدة أنبيائه وتثبيتهم وإظهار الحق ونصرته على الظلم مهما كان قويًا، فالجميع يعلم قصة كليم الله موسى ولكن البعض يجهل ما حدث مع السحرة يوم الزينة وسوف نتناول ذلك من خلال هذا المقال.
موسى و السحرة
لقد أخذ الكثير من الناس يتبعون نبي الله موسى دون علم فرعون خشية من العقاب الذي ينزله على كل من يقومون بإتباع موسى وتعاليم دينه، بالرغم من أنه شاهد بعينه المعجزات التي جاء بها موسى ليثبت بها أنه بعث بالحق ويريد أن يهديهم إلى طريق النور.ولكن فرعون تكبر وأصر على الظلم والكفر، وأشاع أن موسى ساحر وجاء ليسحر القوم ليخرجهم من البلاد، فأراد أن يصد الناس عن إتباعه وتصديقه خاصة بعدما رأي قدرته على تحويل العصا إلى أفعى، ويده التي أخرجها وكانت بيضاء من جيبه.فأعلن بأنه سوف يجمع له السحرة وأن يحدث بينهم تحدى حتى يتمكنوا السحرة من هزيمته، فلم يتمكن من معرفة أن ما جاء به موسى كان معجزة وليس سحرًا.
مواجهة موسى و السحرة
اتفق فرعون مع موسى وأخاه هارون بأن يأتوا وسوف يقوم فرعون بجمع الناس في يوم الزينة على أن تقام مواجهة بين موسى والسحرة يمارس كل منهم ما يمتلكه من مهارات، حتى يثبت فرعون أن موسى مجرد ساحر يمكن هزيمته بسهولة من قبل السحر وقد وعدهم بأن لهم أجر عظيم عند تمكنهم من تحقيق الفوز على موسى في ذلك التحدي.وسوف يجعلهم من المقربين منه ويعطيهم المال، وتمت المواجهة بين موسى والسحرة وطلب موسى منهم أن يقوموا بإلقاء ما لديهم أولًا، وتمكنوا من فعل سحر عظيم وسحروا أعين الناس جميعًا وقاموا بإلقاء حبالهم وعصيهم فأصبحت القاعة التي تتم بها المواجهة مليئة بالعصيان والحبال التي تتحرك وكأنها أفاعي وثعابين.ودخل الخوف في قلب موسى من المشهد وخاف إلا يصدقه الناس بعدما رأوا ما يحدث، ولكن الله أوحى إليه بألا يخشى ويطمئن وبأنه سوف ينتصر ويكون هو الغالب في تلك المواجهة.وأمره بأن يلقي عصاه وفعل موسى عليه السلام وإذا بالعصا تتحول إلى أفعي كبيرة تلقف وتأكل جميع ما ألقاه السحرة، وقد ذكرت بعض كتب التفسير أن عدد السحرة في ذلك اليوم وصل إلى 60 ساحر تمكن موسى من هزيمتهم.
تابع المزيد: قصة هابيل و قابيل وتعلم أصول الدفن
موقف السحرة من معجزة موسى
أصاب الاندهاش سحر فرعون وهم يرون العصا تتحول إلى أفعى وتلتقط كافة عصيهم وحبالهم، وأيقنوا أن ما جاء به موسى هو الحق واليقين وأنه ليس سحرًا مثلما فعلوا بل هو معجزة لا يمكن أن تأتي إلا من عند الله الواحد الأحد.ولم يفكروا كثيرًا بل سجدوا جميعًا لله رب السموات والأرض وأمنوا به أمام أعين الناس وعلى مرأى من فرعون ولم يخشوه أبدًا، وأخبروه بأنهم لا يخشون الموت وأنهم جاهزون لمواجهة العذاب وتحمله حتى يرضى الله عنهم ويغفر لهم ما ارتكبه في السابق بسبب أوامر فرعون.وقد أبلغهم بأنه لم يأذن لهم ليؤمنوا برب موسى وأنه هو كبيرهم الذي قام بتعليم السحر ووعدهم بالعذاب الشديد وأنه سوف يقطع أيديهم وأرجلهم ويقوم بصلبهم ولكنهم لم يخافوا وظلوا على دينهم الحق.ظهور الحق بعد فترة من الظلام يزيد من قوة القلب ويجعله قادر على تحمل الصعب والعذاب في سبيل الاستمرار على الحق والوصول إلى الجنة والنجاة من النار وهذا ما حدث في موسى و السحرة.