هل يقبل الصيام بدون صلاة

هل يغفر الله لمن مات وهو لا يصلي؟ هل يقبل الصيام بدون صلاة؟ إن الصلاة من أجلّ العبادات التي شرّعها الله على عباده المسلمين، والتي تستوجب منهم ضرورة الإلمام بكافة تفاصيلها بكل ما أُوتوا من سبل العلم والقوة، أو على الأقل معرفة الأساسيات التي تجعلهم في منطقة آمنة من ارتكاب الذنوب، وهذا ما سيشير إليه جريدة لحظات نيوز بالتعرف على حكم الصيام دون صلاة.
هل يقبل الصيام بدون صلاة
إن أمورٍ الدين من أكثر الموضوعات التي يجب على كل مسلم أن يتعمق فيها وأحكامها خاصةً المتعلقة منها بالفروض مثل الصلاة؛ إذ إن تلك العبادة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، والتي أمرّ الله بها عباده في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وبالتالي هي فرضٌ على كل مسلم عاقل وبالغ.
في هذا السياق نتطرق إلى جانبٍ في غاية الخطورة ألا وهو ترك الصلاة وهل يكون مرتكب هذا الذنب مقبول صيامه أم غير مقبول، وفي الحقيقة انقسم العلماء في فتواهم حسب نية المسلم من وراء ترك الصلاة.
إذا كان ترك الصلاة بعمدٍ، أو كفر بها، أو عدم الإقرار بوجوبها من الأساس فهنا ذكر بعض العلماء أن المسلم حينها قد وقع في الكفر الأكبر؛ ذلك لأنه كفر بأمرٍ تم ذكره في كتاب الله.
في تلك الحالة يكون عمله كله محبطًا سواءً الصيام أو غيره، وهذا الحكم تم الاستدلال به من كثيرٍ من الآيات ومنها: {…ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [الأنعام: 88].
أما في حال كان ترك الصلاة بسبب الكسل أو التساهل فهنا رجّح بعض أهل العلم أن الكفر لا يكون كفرًا أكبر، ومن ثم لا تُحبط كافة أعماله من صيام وأي عبادة أخرى، لكن يظل إثم ترك الصلاة قائمًا ما دام لم يتب المسلم.
اقرأ أيضًا: هل يجوز لبس النقاب في العمرة
ماذا قال الرسول عن تارك الصلاة
إن ترك الصلاة من الذنوب العظيمة التي قد يرتكبها المسلم في حق نفسه، وكثرت الأحاديث النبوية الشريفة التي يحذّر فيها النبي المصطفى منها والتي من بينها نذكر ما يلي:
“عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنَّ أوَّلَ ما يُحاسَبُ بهِ العبدُ يومَ القيامةِ من عمَلِهِ الصلاةُ، فإنْ صلُحَتْ فقدْ أفلَحَ وأنْجَحَ، وإنْ فسَدَتْ فقدْ خابَ وخَسِرَ، وإنِ انْتقَصَ من [فَرِيضَتِهِ] قال الربّ: انظُرُوا هل لعبدِي من تَطُوُّعٍ؟ فيُكْمِلُ بِها ما انْتقَصَ من الفريضةِ، ثمَّ يكونُ سائِرُ عمَلِهِ على ذلِكَ” [حديث صحيح].
يُستدل من هذا الحديث أن الصلاة هي أول عبادة يحاسب الله عز وجل عليها المسلم، وأن بصلاحها يكون دين المرء قد صلُح والعكس صحيح، ويتبين أيضًا أن المسلم لا بد من الاهتمام بالنوافل لأنها تعوّض التقصير في الفروض، ومن ثم فإن ترك الصلاة برمّتها هي بالأمر العظيم.
بهذا القدر نكون قد وضحنا هل يقبل الصيام بدون صلاة بحسب الآراء المختلفة لأهل العلم، إلا أن هذا الأمر يجعلنا نشير إلى أن الصلاة هي عماد الدين وأنها أول ما سيُحاسب عليه العبد يوم القيامة، ومن ثم لا يسعه التقصير فيها فضلًا عن تركها من الأساس، ومن كان هكذا فليسارع بالتوبة ولا ييأس من رحمة ربه ومغفرته.