--:-- AM الاثنين، ١ سبتمبر ٢٠٢٥
المشرف العام: وليد خالد

إنتاج 3 ملايين هاتف محليًا سنويًا: تطور صناعة الهواتف الذكية في مصر

الاقتصاد احمد المصري

يشهد قطاع الهواتف المحمولة في مصر تحولًا كبيرًا، حيث تتسارع الدولة نحو تعزيز صناعة الإلكترونيات محليًا، مما جعل السوق المصري يجذب المزيد من الاستثمارات العالمية والإقليمية، يتجلى هذا التحول في زيادة معدلات الإنتاج وتقليل الاعتماد على الواردات، مما يساهم في توسيع قاعدة المستهلكين، ويضع مصر في مكانة مميزة على خريطة تصنيع الهواتف الذكية في المنطقة.

من المتوقع أن يشهد سوق الهواتف المحمولة في مصر نموًا كبيرًا من حيث القيمة، حيث قد يرتفع من 2.5 مليار دولار في عام 2024 إلى أكثر من 4.8 مليار دولار بحلول عام 2031، هذا التوسع يعكس توجه الدولة نحو تحسين قطاع الإلكترونيات وتعزيز التصنيع المحلي، مما يساهم في تعزيز المركز الاقتصادي لمصر في هذه الصناعة الحيوية.

يسجل السوق معدل نمو سنوي مركب يبلغ 11.4% حتى عام 2031، مما يشير إلى توسع كبير في الطلب وزيادة في الإنتاج، تعمل المصانع في مصر بكفاءة عالية لتلبية هذا الطلب المتزايد، وهو ما يعكس مدى جدية الدولة في تطوير هذا القطاع المهم وجعله قادرًا على المنافسة إقليميًا ودوليًا.

تمتلك المصانع في مصر قدرة إنتاجية تصل إلى 11.5 مليون وحدة سنويًا، ومع ذلك يتم استغلال 26% فقط من هذه القدرة، هذا يعني وجود فرصة كبيرة لزيادة الإنتاج وتوفير فرص عمل جديدة، مما يعكس قدرة مصر على التحول إلى مركز تصنيع رئيسي في المنطقة بالاستفادة من هذه القدرات المتاحة.

ارتفع الإنتاج المحلي من 1.5 مليون جهاز في عام 2021 إلى 3 ملايين وحدة بحلول عام 2024، هذا النمو يعكس نجاح الاستراتيجيات التي تنتهجها الدولة لتعزيز الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على الاستيراد، مما يساهم في تعزيز اقتصاد البلاد وتأمين حاجة السوق المحلية بمنتجات ذات جودة.

تراجعت واردات أجهزة الاتصالات من 1.8 مليار دولار في عام 2020 إلى 54 مليون دولار فقط في 2024، هذا الانخفاض يعكس نجاح مصر في تقليص الاعتماد على الاستيراد بفضل تعزيز قدراتها الإنتاجية وتوجيه الموارد نحو دعم الصناعة المحلية، مما يعزز مكانتها التجارية والاقتصادية في المنطقة.

ارتفعت واردات المكونات الإلكترونية اللازمة للتصنيع من 91 مليون دولار في عام 2020 إلى 435 مليون دولار في 2024، يعكس هذا زيادة في الاستثمار في المكونات الأساسية للتصنيع المحلي، مما يساعد في تحسين جودة المنتجات وزيادة القدرة التنافسية للمنتجات المصرية على المستوى العالمي.

من المتوقع أن ينخفض معدل التضخم إلى حوالي 6.5% في الفترة من 2025 إلى 2031، هذا التحسن يعكس استقرار الاقتصاد والسياسات المالية الناجحة، مما يدعم النمو الاقتصادي ويعزز ثقة المستثمرين في السوق المصرية، مما يساهم في تحسين الظروف الاقتصادية للمستهلكين في البلاد.

من المرجح أن يبلغ متوسط نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي 4.3% سنويًا خلال نفس الفترة، هذا النمو يعكس تحسن الأداء الاقتصادي واستفادة مصر من النمو في قطاع الإلكترونيات، مما يعزز دورها كاقتصاد ناشئ وقوي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويعزز من جاذبية السوق للاستثمارات.

كبرى العلامات التجارية مثل سامسونج وأوبو وشاومي وفيبو ونوكيا وإنفينيكس بدأت تصنيع وتجميع هواتفها في مصر، هذه الخطوة تعكس ثقة الشركات العالمية في السوق المصرية كقاعدة تصنيع، مما يسهم في توفير فرص عمل جديدة وزيادة مهارات العاملين المحليين، ويعزز مكانة مصر كمصدر رئيسي للتكنولوجيا.

تشكل فجوة تتجاوز 8.5 مليون وحدة سنويًا فرصة كبيرة لزيادة الإنتاج والتوسع في التصدير للأسواق الإقليمية، هذه الفجوة تتيح لمصر فرصة لتحقيق مكاسب اقتصادية كبيرة من خلال تعزيز قدراتها الإنتاجية وتحقيق الاكتفاء الذاتي، مما يفتح آفاق جديدة للنمو الاقتصادي وتحسين ميزان التجارة.

تابعنا

أحدث الأخبار