مصر تسعى لتوطين صناعة الطاقة الشمسية وتعزيز مكانتها الإقليمية

تشهد صناعة الطاقة الشمسية عالميًا نموًا غير مسبوق، مدفوعة بزيادة الطلب على مصادر الطاقة النظيفة وانخفاض تكاليف الإنتاج، ما يجعل مصر أمام فرصة استراتيجية لتوطين صناعة الألواح الشمسية بفضل مقوماتها الطبيعية والبشرية وموقعها الجغرافي المتميز الذي يربط الأسواق الإقليمية والعالمية.
وتتمتع مصر بثروة من الموارد الطبيعية، أبرزها الرمال البيضاء عالية الجودة المستخدمة في إنتاج السيليكون لصناعة الخلايا الشمسية، إلى جانب مستويات سطوع شمسي مرتفعة طوال العام، ما يوفر بيئة مثالية لتطوير تقنيات الطاقة الشمسية وربط الإنتاج بأسواق إفريقيا وأوروبا وآسيا.
واتخذت الحكومة خطوات عملية لتعزيز التوطين، حيث وافق مجلس الوزراء على دراسة مقترح مجموعة “إندوراما” العالمية لإنشاء مصنعين للأسمدة الفوسفاتية والسيليكون المعدني باستثمارات تصل إلى 700 مليون دولار، مع تخصيص إنتاج السيليكون للتصدير، كما تم التعاقد مع شركة “صن شاين برو” السويدية لإنشاء “مصنع الطاقة العربي السويدي – ASEF” بطاقة إنتاجية 1 غيغاواط سنويًا.
على أرض الواقع، تمتلك مصر مصانع بارزة مثل مصنع بنها لإنتاج الألواح الشمسية، الذي يستخدم تقنيات حديثة لتلبية احتياجات المشروعات السكنية والتجارية، ومصنع الهيئة العربية للتصنيع الذي يزود المحطات الشمسية الحكومية والإقليمية بالألواح وفق المعايير العالمية.
وتستهدف الحكومة تحديث خطوط الإنتاج لرفع الكفاءة ومواكبة التكنولوجيا العالمية، وزيادة نسبة المكون المحلي لتقليل الواردات، فضلاً عن جذب استثمارات أجنبية جديدة للاستفادة من الموقع الاستراتيجي والموارد الطبيعية الغنية.