لميس محمد تكتب: فيروز ووجع الأم الذي لا يشيخ أبداً

لميس محمد تكتب: فيروز ووجع الأم الذي لا يشيخ أبداً
لحظات مؤثرة لفيروز قبل توديع جثمان زياد الرحباني

في رحلة حياة مليئة بالمشاعر والذكريات، تعيش السيدة فيروز الأسطورة التي غنت للأوطان والقلوب، سنواتها الأخيرة محاطة بأوجاع فقدان تفطر الفؤاد عاشت فيروز لحظات صعبة عندما فقدت ابنتها ليال في عام 1988، وبعد مضي 37 عامًا جاء موت ابنها زياد ليعيد الوجع إلى قلبها.

القصة الأولى: ليال

في عام 1988، رحلت ليال الابنة الكبرى لفيروز بشكل مفاجئ وبلا أي توديع، عن عمر لم يتجاوز 28 عامًا، بسبب مضاعفات صحية طارئة كانت ليال بعيدة عن أضواء الإعلام، تعيش في ظل عائلة فنية عريقة بصمت كأنها لحن لم يُعزف بعد هذا الفقد ترك ندبة عميقة في قلب فيروز لم تلتئم أبدًا، بالرغم من غياب ليال عن الصور العائلية، إلا أن ذكراها بقيت حيّة في الأغاني وحنين الشجن.

الوجع المتجدد: وفاة زياد

وبعد مرور سنوات طويلة، عاد الألم بوقع أعمق مع وفاة زياد الرحباني، الابن الأكبر والمتمرد، الذي توفي في 26 يوليو 2025 عن عمر ناهز 69 عامًا كان زياد رفيقًا فنيًا هامًا، أضاف نكهة جديدة لأعمال والدته، وصاحب عبقرية موسيقية قلّ نظيرها كان يُلبس صوت فيروز ثوبًا جديدًا، ورغم الخلافات بينهما كان الحُب عميقًا وصادقًا.

أن تعيش الأم هذا الوجع مرتين، وتودع أبناءها بفارق ثلاثة عقود ونصف، هو حزن لا يعرفه الزمن بشكل طبيعي بل انتطار يشوبه الأمل والخذلان والصمت اليوم، تجلس فيروز في صمت بيتها، وقد دفنت قلبها في مكانين واحد في ضاحية الروشة حيث دفن جثمان ليال وآخر بعد ذلك عند فقدان زياد وكما غنت في “الوداع” التي ألفها زياد: “دايمًا بالآخر في آخر في وقت فراق”.

احدث الاخبار