ما حكم القنوط واليأس من رحمة الله

ما الذي يؤدي إلى القنوط من رحمة الله؟ ما حكم القنوط واليأس من رحمة الله؟ كثيرٌ من المسلمين أمام ابتلاءات الدنيا ومشقّتها مهما اختلفت درجاتها يجدون أنفسهم غير قادرين على مواجهتها، ليس هذا فقط بل يبدأ اليأس يتغلغل إلى قلوبهم شيء فشيئًا ليس من إيجاد حلول بل يصيبهم في مقتل ألا وهو اليأس من رحمة الله؛ لذلك نوجه الحديث من خلال جريدة لحظات نيوز إلى حكم القنوط من رحمة الله.
ما حكم القنوط واليأس من رحمة الله
في كثيرٍ من الأوقات نتحدث عن رحمة الله عز وجلّ ونحث على ضرورة أن يكون المسلم مؤمنًا بتلك الرحمة، مصدقًا بسعتها وعلى يقين بأن الله يشمله بها مهما بدا له من ضيق الدنيا وظلمتها، ومن هذا المنطلق نتطرق إلى جانبٍ آخر متعلق أيضًا برحمة الله وهو القنوط منها.
اليأس أو القنوط من رحمة الله يعني أن يفقد الإنسان تلك الثقة في رحمة ربه –حاشا لله- سواءً كان هذا اليأس متعلق بمغفرة ذنوبه، أو تفريج كربه، أو نجاته من همٍ ما، أو سعة رزقه، أو أي شيء لا بد فيه على المسلم أن يكون متعلقًا بحبل الرحمة.
هذا الفعل قد يبدو عاديًا لدى كثيرٍ من الناس بل ويُوجدون لأنفسهم أعذارًا بأن هذا الشعور رغمًا عنهم، وحتى لو كان كذلك فيجب على المسلم أن يعرف الحكم الشرعي لهذا القنوط والذي أقرّ العلماء بأنه من أعظم الذنوب بل إنه من الكبائر.
فضلًا عن أن بعضًا من أهل العلم قالوا إن اليأس من رحمة الله هو من باب الكفر، خاصةً لو كان ما استقر في قلب العبد هو إنكار تلك الرحمة، أو أنها غير واسعة أو أن الله لن يشمله بها –حاشا لله-
دليل تحريم القنوط من رحمة الله
في إطار الحديث عن الحكم الشرعي لقنوط المسلم من رحمة ربه بكل تأكيد لا بد من التطرق إلى السند الذي استدل به أهل العلم على حكمهم هذا، وفي حقيقة الأمر إن الأدلة كثيرة من قلب القرآن الكريم والتي منها نذكر ما يلي:
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53].
{قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّالُّونَ} [الحجر: 56].
{لا يَسْأَمُ الإِنسَانُ مِن دُعَاء الْخَيْرِ وَإِن مَّسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُوسٌ قَنُوطٌ} [فصلت: 49].
علاج القنوط من رحمة الله
من تلك الآيات السابقة يتبين لنا أن الله قد كتب على نفسه الرحمة وجعلها واسعة وشاملة لجميع عباده، حتى المذنبين منهم لم يطردهم منها بل دعاهم للإقبال عليه والتوبة ووعدهم بالمغفرة.
لذلك في أي لحظة يشعر الإنسان بأن بذرة اليأس تُغرس في قلبه عليه أن يكون فطنًا وأن يقتلعها على الفور ولا يسقيها، وأن يستعيذ بالله من الشيطان وهمزاته؛ لأن هذا هو هدفه أن يصرف العباد عن رحمة ربهم حتى يصبحوا مثله من الهالكين.
بالتعرف على ما حكم القنوط واليأس من رحمة الله يجب على المسلم أن يحارب نفسه، شيطانه وأي شيء آخر بكل ما أُوتي من قوة يحاول أن يزعزع بداخله ثوابت الإيمان بالله، أو يحاول أن يجعل قلبه بيتًا لليأس بشكلٍ عام فضلًا عن اليأس من رحمة الله لأنها المنجاة الوحيدة في تلك الدنيا.