من هو النبي الذي دخل السجن ظلمًا واصبح وزير

من هو النبي الذي دخل السجن ظلمًا واصبح وزير؟ وما كان سبب دخول هذا النبي إلى السجن؟ يضم القرآن الكريم قصصًا للكثير من الأنبياء السابقين للنبي صلى الله عليه وسلم، قصها الله عليه لكي يبلغها لأمته فيتعظوا منها ويتعلموا منها الكثير، ومن بين القصص المؤثرة في كل من سمع بها هي قصة النبي المسجون الذي صار وزيرًا، والتي سنعرض تفاصيلها عبر جريدة لحظات نيوز.
من هو النبي الذي دخل السجن ظلمًا واصبح وزير
الإجابة عن سؤال من هو النبي الذي دخل السجن ظلمًا واصبح وزير هي أنه سيدنا يوسف عليه السلام، الذي ألقت به امرأة العزيز في السجن زورًا وعدوانًا لمجرد أنه أبى الانصياع إلى أوامرها له بالفسق والخيانة.
سيدنا يوسف عليه السلام
هو يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إسماعيل بن إبراهيم عليهم السلام والابن رقم 11 لسيدنا يعقوب، ولد ليعقوب من زوجته رحيل وكان له أخ وحيد منها وهو بنيامين بن يعقوب الأخ الشقيق الوحيد ليوسف من أمه.
آتى الله يوسفًا من صغره حسنًا وبهاءً في طلعته فكان شديد الجمال في الشكل والخلق، وظهرت عليه بعض العلامات التي لاحظها سيدنا يعقوب عليه وتأكد من أنه سوف يكون خليفته من بين سائر إخوته في النبوة، وتأكد من ذلك عندما رأى سيدنا يوسف في منامه أنه يقف وأمامه 11 كوكبًا والشمس والقمر يسجدون له، هنا تيقن يعقوب أن ليوسف الولاية عليه.
كان سيدنا يعقوب شديد الحب ليوسف وأخوه الذي ماتت أمهما رحيل بعد مولد بنيامين، وكان خوفه وحبه الزائد لسببين الأول لأنهما أيتام الأم منذ الطفولة وأراد أن يعوضهم، والسبب الثاني هو إدراكه بأن يوسف هو هدية الله له ووريث النبوة وكان عليه أن يحافظ على تلك الأمانة.
مما أثار حقد وحنق إخوة سيدنا يوسف عليه حتى قرروا قتله، حتى تدخل أخ له وأقنعهم بأن يطرحوه في أرض بعيدة ليأخذه أحد النخاسين إلى بلاد نائية فلا يعود، وقد كان لهم ما خططوا له ولكن سيدنا يعقوب لم يصدق يومًا أن ابنه قد أكله الذئب مثلما ادعى أولاده.
يوسف عليه السلام وزيرًا
دخل سيدنا يوسف السجن ظلمًا بافتراء امرأة العزيز عليه وأظهر علامات نبوته وهو داخل السجن، لأن الله قد علمه تأويل الأحاديث وأفتى 2 من السجناء في رؤياهما التي تحققت بالفعل، وبعد أعوام رأى ملك مصر آنذاك حلمًا عجز جميع المعبرين عن تفسيرها حتى دلهم الناجي من السجينين على سيدنا يوسف.
فسر سيدنا يوسف الرؤية تفسيرًا سليمًا وطلب الملك أن يخرجوه من السجن ليكون قريبًا منه، فاشترط سيدنا يوسف أن يواجه الملك النسوة اللاتي كدن له واتهموه ظلمًا لكي يرد اعتباره، وخضع الملك لطلبه وأقرت النسوة ببراءته وأعلنها الملك وأخرجه من السجن، ولأمانته وصدقه وحكمته نصبه وزيرًا له على بلاد مصر وما تبعها.
(قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ ۚ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاءُ ۖ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) [سورة يوسف، الآيات 55 و56].
إن وصف الله لسورة يوسف بأنها أحسن القصص كان دقيقًا جدًا وفي محله، فمن تلك القصة نتعلم معنى الأمل وألا نيأس أبدًا من روح الله، وأن الظروف والحياة مهما تعسرت فبعدها يسرًا.