حكاية عصفورة

يفضل الأطفال الاستماع إلى الحكايات وتعتبر حكاية عصفورة من أفضل الحكايات التي يرغبون في الاستماع لها، حيث تضم العديد من الدروس المفيدة وبها أحداث مشوقة يحبها الأطفال، وتعد العصافير من الطيور المميزة التي يعيشها الأطفال بألوانها الرائعة، وسوف نتناول الحديث عن عصفورة مميزة في هذا المقال.
حكاية عصفورة
تحلق عصفورة في السماء بحجمها الصغير وتطير في فضاء الكون الفسيح، تطير بدون قيود بحرية تتراقص بين الأشجار، وتتمايل مع الأزهار وتتمتع بأيامها الجميلة وتتألق بجمال مظهرها وتسعد بطفولتها تملأ البسمة وجهها، وتصدر من حلقها أجمل الألحان، تحمل كل الآمال بداخلها وتحلم بتحقيقها إلي أن حدث ما حدث في يوم من الأيام.حيث إنها كانت تطير في إحدى الغابات البديعة وفجأة وبدون إنذار منع طريقها قفص واسع بحجم كبير مزين بألوان مميزة، ومزخرف بالورود الخلابة جذبها مظهره البديع ورائحته العطرة، فتوقفت عن الطيران وبدأت تتأمله، ثم استمرت في طيرانها مرة أخرى.
بداية حكاية العصفورة
بعد أن رأت العصفورة ذلك القفص الرائع سمعن أنه سيكون موطنها الجديد وسوف تسكن بداخله فقد جهز بذلك الجمال من أجلها، ولكن العصفورة فجئت بما قيل لها وبدأت تفكر كثيرًا في هذا الأمر، وفي النهاية رفضت أن تسكن في هذا الفقص وفضلت أن تظل حرة طليقة على أن يتم أسرها في ذلك القفص مهما كان جميلًا، ولكنها تعرضت للضغط و الإلحاح القوي وحاولوا أن يقنعوها بأن ذلك هو الأمر الطبيعي الذي يجب أن تعيشه.وأن لكل عصفورة في الوجود تسكن في داخل قفص مشابه لهذا الذي أعد من أجلها وتسكن بداخله بكل فرحة وفخر، وبالرغم من قوة إصرارها إلا أن مشيئة الله جعلتها تدخله وحدث ما حدث، دخلته ووقعت بين أسواره التي حرمتها من التحليق، وظهر لها مضمونه الحقيقي بالرغم من مظهره الجميل إلا أنه من الداخل مختلف كليًا، وذلك ما جعلها تحاول الخروج منه سريعًا ولكن بابه قد غلق خلفها بمجرد دخولها.
مأساة العصفورة
فأصبحت تبكي بشدة ويزداد بكاؤها على أمل أن يسمعها أحد أو يشفق على وضعها ويخرجها من أسرها ولكن كل هذا لم يجدى نفعًا واستمرت في الأسر فترة طويلة من الزمن وكلما رغبت في الهروب تذكرت البلبلين الذان يسكنان معها في ذات القفص وتشفق عليهما لأنها تغمرهم بالحنان، ولن تستطيع الهروب بهما، فاستمرت في العيش داخل تلك المأساة الصعبة المريرة وحاولت أن تتأقلم مع الوضع الجديد ولكنها في كل مرة كانت تفشل في التأقلم أو تقبل الحياة في هذا القفص اللعين.وحاولت كثيرًا أن تنعم بالتفاؤل ولكن بلا أمل لم تستطيع العيش بسعادة داخل هذا السجن اللعين، وحاولت الصبر ولكنها ضجرت، لم تعد تتقبل الحياة ولا تستطيع الاستمتاع بالطعام، كما أن النوم هرب منها، وصارت تردد أغانيها بدون ألحان مميزة،وغنت حزنًا على نفسها حتى بح صوتها.
تابع أيضًا: قصة الأميرة والصياد
حياة جديدة للعصفورة
طلع الصباح على الدنيا ولكنه لم يطلع على حكاية عصفورة فهي تعيش أيام تملأها الظلمة لا يتخللها نور، وقد تحطمت آمالها وتدمرت أحلامها، حتى قامت باتخاذ قرارها في الخروج من ذلك الأسر اللعين ومواجهة الصعاب، واستعانت بالله وبدأت تخطط لمغادرة القفص باصطحاب البلبلين، فعزمت النية وتوكلت على الله، وواجهت الكثير من الصعاب في محاولة الخروج.فقد أصيبت بجروح فاقت قوتها على تحملها، وشحب ووجها وتكسر قلبها وضاقت عليها أزمتها واشتدت، ثم فرجت بقدرة الله تعالى، نعم قد عادت لحريتها ورجعت البسمة تسكنها، وعادت تحمد الله وتشكره لأنه ساعدها ووفقها، وعادت تغرد من جديد بألحانها العذبة وتحلم بمستقبل زاهر داعية ربها بأن يجعلها قادرة على العيش في هدوء وحرية. الكثير من الدروس يمكننا الاستفادة منها من خلال حكاية عصفورة التي تعلمنا الصبر على المصاعب والاستعانة بالله حتى يأتي الفرج بإذنه في الوقت المناسب.