قصة الأقزام وصانع الأحذية.. سلسلة حكايات وعبر

تعتبر قصة الأقزام وصانع الأحذية من حواديت الأطفال المميزة، فهي تحكي عن رجل يصنع الأحذية ولكنها لا تباع وذات يوم وبعد أن قد اشترى آخر ما يستطيع شرائه من الجلد ليصنع آخر حذاء قبل أن يترك العمل، فيحدث معه شيء يصدمه فما هو يا ترى، هذا ما سنعرفه في القصة من خلال السطور التالية.
بداية قصة الأقزام وصانع الأحذية
يحكى أن صانع أحذية كان يتعب في عمله ويمتاز بالأمانة، ولكن مع ذلك لم يستطع كسب ما يكفيه من المال لسد احتياجاته، وفي النهاية قد خسر جميع ما يملكه في الحياة، فيما عدا قطعة من الجلد تكفيه لصنع زوج واحد من الأحذية، فقص صانع الأحذية قطعة الجلد ليصنع منها الحذاء في اليوم التالي، وقد عزم على الاستيقاظ باكراً في الصباح ليبدأ العمل، وكان صانع الأحذية مرتاح الضمير وخلي البال بالرغم من كل مشاكله.
كان واثق أن الله لن يتخلى عنه، لذلك سرعان ما استغرق في نوم هانئ وعميق، وفي الصباح بعد أن أدى صلاته، فجلس للعمل، ولكن لدهشته الكبرى، قد عثر على الحذاء مصنوع بالفعل فوق الطاولة، فشعر الرجل الطيب بالذهول، وقد شل عقله عن التفكير بعد أن رأى هذا الحدث الغريب، فنظر إلى الحذاء ليتفقد صناعته، ولم يجد به عيب واحد، فكان مصنوع بإتقان ودقة، إنه كان تحفة فنية.
ثراء صانع الأحذية
وفي ذلك اليوم حضر زبون، فوجد أن الحذاء مناسب له ودفع سعر أعلى من السعر المعروف، فاشترى صانع الأحذية الفقير قطعة أكبر من الجلد لصنع زوجين من الأحذية، وفي المساء قص قطعة الجلد وجهزها، فأوى إلى فراشه مبكراً لكي يستيقظ ويبدأ عمله في اليوم التالي، ولكنه لم يتكبد أي مشقة.
وفي اليوم التالي عندما استيقظ في الصباح وجد أن الحذائين مصنوعين، وسرعان ما حضر زبونين، ودفعوا له مال وفير مقابل الحذائين، فاشترى بالمال قطعة أكبر من الجلد لصنع أربعة أزواج من الأحذية.
قص صانع الأحذية قطعة الجلد وأعدها طول الليل، ووجد الأحذية مصنوعة في الصباح كما في السابق، فاستمر هذا الأمر لبعض الوقت، فما يعده صانع الأحذية في المساء، يستيقظ يجده مصنوع قبل طلوع الفجر، وسرعان ما أصبح هذا الرجل ثري مرة أخرى.
الأقزام يصنعون الأحذية
وفي مساء أحد الأيام وقت احتفالات أعياد الميلاد، قد جلس صانع الأحذية وزوجته بجوار المدفأة يتحدثان.
فقال لها:أود أن نظل متيقظين طوال الليل، لعلنا نعرف من يأتي إلى بيتنا لينجز العمل بدل مني.
أعجبت الزوجة بهذه الفكرة، فتركوا النور مشتعل، واختبأ في زاوية بالغرفة خلف الستارة، وراقبوا ما سيحدث.
ما إن حل منتصف الليل، حتى حضر إثنا عشر قزم مجردين من الثياب، وجلسوا فوق مقعد صانع الأحذية، وأخذوا قطع الجلد المقصوصة، وبدؤوا يعملون بتعب واجتهاد بأصابعهم الصغيرة، يخيطون الأحذية ويدقون فوقها في سرعة هائلة.
فتعجب صانع الأحذية من هذا الأمر، ولم يستطع رفع عينيه عن الأقزام، واستمر الأقزام في العمل، حتى أنجزوه كله، وأصبحت الأحذية جاهزة للبيع، وكان هذا قبل طلوع الفجر بمدة طويلة، ثم بعد ذلك انطلقوا بسرعة البرق.
تابع المزيد: قصة التاجر الأمين للأطفال
نهاية قصة الأقزام وصانع الأحذية
وفي اليوم التالي.
قالت الزوجة لزوجها:لقد جعلونا أولئك القوم الصغار أغنياء، ولا بد أن نعبر لهم عن امتناننا، ونرد لهم الجميل، فأشعر بالأسى لأنهم يتجولون عراة هكذا، ولا يصح أن يظلوا هكذا بدون ارتداء شيء يحميهم من البرد، سأصنع لكل منهم قميص ومعطف وصدرية، وسروال، وأنت تصنع لكل واحد منهم زوج حذاء صغير.
أعجبت الفكرة صانع الأحذية الطيب، وذات مساء، بعد أن انتهى هو وزوجته من صنع كل شيء، وضعا الأشياء فوق الطاولة، بدل من جلد الأحذية الذي اعتاد صانع الأحذية قصه ووضعه هناك، وبعد ذلك اختبأ يراقبوا رد فعل الأقزام.
فعند منتصف الليل، حضر الأقزام يرقصون ويقفزون في الغرفة، ثم جلسوا يشرعوا في العمل كالعادة، ولكنهم وجدوا ملابس فوق الطاولة، فضحكوا وفرحوا، فارتدوا الملابس في لمح البصر، ورقصوا وقفزوا فرحاً، حتى خرجوا من باب الغرفة ثم انطلقوا في الحقول الخضراء.
لم ير الزوجان الطيبان الأقزام منذ هذا اليوم، لكن سار كل شيء على ما يرام معهما منذ ذلك الوقت وحتى مماتهما.
إلى هنا نكون قد وصلنا لختام مقالنا والذي من خلاله تم سرد قصة الأقزام وصانع الأحذية كاملة، حيث أنها من امتع قصص الأطفال وأكثر تشويقاً