تعريف الفقه لغة واصطلاحا.. تعريف الفقه عند المالكية

يتساءل الكثير عن معنى الفقه لغةً واصطلاحًا، والفقه والفهم وجهان لنفس المعنى فقد كانت الشريعة تطلق على الدين كله لذلك تحولت جميع العلوم والمعارف المرتبطة بالأحكام الشرعية إلى ما يسمى بالفقه، وللإجابة على هذا السؤال يستعرض موقع لحظات نيوز تعريف الفقه لغة واصطلاحاً، بالإضافة إلى تعريف الفقه عند المالكية.
تعريف الفقه في اللغة
الفقه لغة يعنى الفطنة وفهم الشيء والعلم به وبأحكامه وفهم ما به من مسائل غامضة، وهو مطلق الفهم ولكنه يستعمل غالبًا في علم الشريعة، وقيل في فهم الفقه أنه الفهم الدقيق ويأتي الفقه في آيات القرآن الكريم بمعنى الإدراك الدقيق والعميق لقوله تعالى: {سَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} [الإسراء: 44].
تخبرنا الآية أن هناك أمر لا ندركه ولكنه موجود فجميع مخلوقات الله تعالى تسبح له سبحانه، ولكن لا يدرك الجميع أسرار هذا التسبيح، وقال الله تعالى: {قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا ۖ وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ} [هود: 91] ويظهر في هذه الآية عدم الفهم مطلقًا،
تعريف الفقه اصطلاحًا
تعريف الفقه اصطلاحًا هو العلم بالأحكام الشرعية المستنتجة والمكتسبة من الأدلة التفصيلية، ويرجع اسم الفقه الإسلامي إلى أن هذا العلم مستنتج ومستخرج من أدلة التشريع الإسلامي التي أساساها مصدران وهما الكتاب والسنة.
فهما مصدران لجميع مناحي حياة المسلم وتشمل العبادات المكلف بها وأحكام المعاملات المدنية وأحكام الأحوال الشخصية والقضائية والدولية والجنائيات والأحكام المتعلقة بالإمامة والسياسة والخلافة، فالتشريع الإسلامي هو مصدر الفقه الإسلامي ومستنده، وهو العلم الذي يقرر حكم الشيء سواء كان حلال أو حرام أو واجب أو مكروه،
الفقه عند المالكية
المذهب المالكي هو أحد المذاهب الإسلامية السنية الأربعة، وسمى بذلك لتبنيه آراء الإمام مالك بن أنس الفقهية، وأصبح مذهب واضح في القرن الثاني الهجري، وكان من أهم أفكاره الاهتمام بعمل أهل المدينة، وكان يتبع في الحكم الإسلامي للأندلس وإمارة صقلية وأوروبا، ويمثل الآن 35% من إجمالي المسلمين وينتشر بشكل أساسي في دول شمال أفريقيا وهي تونس والمغرب وليبيا وموريتانا ومصر والسودان والجزائر وإريتريا.
كما ينتشر في شبه الجزيرة العربية وتشمل دول الإمارات العربية المتحدة والكويت والبحرين وسلطنة عمان وأجزاء من السعودية ودول أخرى في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى انتشاره في غرب أفريقيا في تشاد ومالي والنيجر وشمال نيجيريا.
مذهب الإمام مالك بن أنس مذهب معتدل بين أهل الحديث والرأي ويرجع ذلك لكثرة استناده على الأحاديث النبوية نظرًا إلى بيئته بالحجاز والتي تزخر بالعلماء الوارثين والمتلقيين للأحاديث النبوية عن الصحابة حيث ورثوا من السنة الكثير مما لم يتح لغيرهم، وقد شهد الإمام الشافعي له قائلًا: “ما ظهر على الأرض كتاب بعد كتاب الله أصح من كتاب مالك” وهذا القول قيل قبل ظهور صحيح البخاري.
خصائص الفقه عند المالكية
يمتاز الفقه عند المالكية بعده خصائص ومميزات من أهمها:
- تعدد ووفرة المصادر، وتنوع الأصول بين النقل والرأي المستند للشرع.
- الوسطية والاعتدال.
- اليسر والسماحة.
- قابليته للتطور والتجديد والمرونة.
- قبول أنواع من الحديث لا يقبلها غيره من المذاهب، مثل الحديث المرسل.
- مراعاة المآلات.
- مراعاة البعد الاجتماعي والمقصدي والمصلحي.
- الواقعية والمنطقية والعقلانية.
- السلامة من البدع.
أصول الفقه عند المالكية
اعتمد مذهب الإمام مالك على استنتاج الأحكام الفقهية على الأصول التالية:
- القرآن الكريم ونصوصه الظاهرة ومفهومها.
- السنة النبوية.
- عمل أهل المدينة.
- القياس.
- الإجماع.
- الاستحسان.
- المصالح المرسلة.
- قول الصحابي.
- الاستصحاب.
- العادات والعرف.
- الذرائع.
وبذلك يكون قد تم الإجابة عن سؤال معنى الفقه لغة واصطلاحاً، وتعريف الفقه عند المالكية، كما تم ذكر أهم خصائص وأصول الفقه عند المالكية، فمن الضروري على كل مؤمن مسلم أن يكون على دراية كاملة بالفقه الإسلامي والأحكام الشرعية والتي على أساسها يحيا حياته لله بكل أمانة ونقاوة قلب ويتعبد له وحده لا سواه.