تحليل قصيدة نهج البردة لأحمد شوقي

شهرين منذ
كريم احمد الحسيني

إذا أردنا أن نقف على الأدب العربي الحديث لابد أن نقف على تحليل قصيدة نهج البردة، لما حظيت به من مكانة قيمة في الشعر الأدبي الحديث، خاصة وأنها معارضة لقصيدة البردة المشهورة للبوصيري، الذي ألفها البوصيري في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، ومن خلال موقع لحظات نيوز نتعرف على مناسبة القصيدة وشرح بعض أبياتها، تحليلها.

مناسبة قصيدة نهج البردة

قصيدة نهج البردة هي معارضة لقصيدة البردة المشهورة للبوصيري، ويعد البوصيري أول من ابتكر فن المدح النبوي وأطال فيه، إلا أن شعراء كُثر سبقه في المدح مثل: حسان بن ثابت، وكعب بن زهير وقصيدته المشهورة ” بانت سعاد”.

وضع أحمد شوقي قصيدته “نهج البردة” احتفالًا لحج حاكم مصر، فأفاض فيها تجاه الدين ومدح النبي صلى الله عليه وسلم، وتعد أطول القصائد التي نظمها شوقي، فعدد أبياتها 190 بيتًا وكانت من بحر البسيط.

شرح أبيات نهج البردة أحمد شوقي

كان شوقي من أبرز رواد مدرسة الإحياء التي تدعو إلى نهج مسالك القدماء في نظم الشعر، من التزام بالوزن الشعري والقافية، والمقدمة الغزلية، وهذه القصيدة مثالٌ لذلك.

لتحميل قصيدة “نهج البردة” كاملة لأحمد شوقي pdf، يُرجى الضغط على هذا الرابط “من هنا“.

1ـ المقدمة الغزلية

على غرار القدماء في الشعر بدأ أحمد شوقي قصيدته:

ريم على القاع بين البان والعلم  *  أحل سفك دمي في الأشهر الحرم

رمى القضاء بعيني جؤذر أسدا  *  يا ساكن القاع أدرك ساكن الأجم

مقدمة غزلية رائعة، يصور الشاعر فيها محبوبته أنها ظبي ينتقل بين السهول في حسن ورشاقة، وقد قتله هذا الحسن.

2ـ وعظ النفس

وهو على نهج القدماء ينتقل إلى غرض ثاني وهو الوعظ فتراه يقول:

يا نفس دنياك تخفي كل مبكية  *  وإن بدا لك منها حسن مبتسم

 يخاطب فيها الشاعر نفسه مخاطبًا واعظًا لها، نادمًا على ما بدر منه من ذنوب في معانٍ وحكم راسخة.

3ـ مدح أشرف المرسلين

ثم ينتقل بعد ذلك إلى الغرض الأساسي وهو المدح النبي:

محمد صفوة الباري ورحمته  *  وبغية الله من خلق ومن نسم

يبدأ بتعريف النبي صلى الله عليه وسلم، الذي خصه الله تعالى برسالة التوحيد، وهو صاحب الحوض الذي ندعو الله أن نشرب منه يوم القيامة.

لما رآه بحيرا قال نعرفه  *  بما حفظنا من الأسماء والسيم

يبدأ بسرد معجزات النبي صلى الله عليه وسلم؛ من قصة الراهب بحيري، وتفجير الماء بين أصاعبه، وظل الغمام فوق رأسه.

ونودي اقرأ تعالى الله قائلها  *  لم تتّصل قبل من قيلت له بفم

ثم يصف مشهد نزول الوحي عليه صلى الله عليه وسلم، ثم ينتقل إلى وصف القرآن بصفته معجزة النبي صلى الله عليه وسلم الخالدة.

 4ـ معجزات النبي صلى الله عليه وسلم

ثم يتطرق إلى ذكر معجزات النبي صلى الله عليه وسلم في معانٍ تشع روعة وجمالًا:

أسرى بك الله ليلا إذ ملائكه  *  والرسل في المسجد الأقصى على قدم

يبدأ بذكر معجزة الإسراء وما تلاها من معجزات عظيمة، ثم يصف مشهد الغار وكيف حفظه الله سبحانه وتعالى من كيد المشركين.

المادحون وأرباب الهوى تبع  *  لصاحب البردة الفيحاء ذي القدم

ثم يبين سبب معارضته إنه ليس تحديًا للبوصيري وإنما هو من سبيل الاعجاب والنهج على نفس الخطى.

قالوا غزوت ورسل الله ما بعثوا  *  لقتل نفس ولا جاؤوا لسفك دم

ثم يدافع في أبيات طويل عن الإسلام وأنه   لم ينشر بالسيف كما يقول عنه الحاقدين، ثم يعقد مقارنة بين الحضارة الإسلامية والحضارات الأخرى، مشيرًا إلى تفوق الشريعة الإسلامية بسبب القيم الأخلاقية القائمة عليها

شريعة لك فجرت العقول بها   *  عن زاخر بصنوف العلم ملتطم

وتتوالى الأغراض الشعرية بعد ذلك بين دفاع و فخر واعتزاز، إلى أن ينهي قصيدته بابتهالٍ وصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

يا رب صل وسلم ما أردت على  *  نزيل عرشك خير الرسل كلهم

يارب هبت شعوب من منيتها   *  واستيقظت أمم من رقدة العدم

لا يختلف أحد عن نهج البردة، فهي قصيدة قيمة جميلة، فقد أفاض فيها شوقي بمشاعر فياضة تجاه نبيه صلى الله عليه وسلم ودينه وربط ذلك بأزمات ومشكلات الأمة، فذكر الداء وأعطى الدواء وهو نهج الاقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم.

آخر الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى