ما هي أسباب سقوط الدولة الأموية في الأندلس

سقوط الأندلس أحد أكثر الجراحات ألمًا في التاريخ الإسلامي، ومما يثير التساؤل كثيرًا ما هي أسباب سقوط الدولة الأموية في الأندلس، خاصة وقد ترك الأمويين فيها آثار من حضارة ورقي جعلها منارة في أوروبا يستنير منها طالب العلم، خصوصًا وأن أوروبا في هذا الوقت كانت تمر بما يسمى “عصور الظلام”، ومن خلال موقع لحظات نيوز نتعرف على تاريخ الأندلس والدولة الأموية في الأندلس وأسباب سقوطها.
فتح الأندلس
فُتحت الأندلس عام (95هـ- 1092م) في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك، على يد القائد طارق بن زياد، وقد مر بالأندلس كثير من النزاعات والخلافات منذ فتحها لبعدها عن مركز حكم الدورة الأموي في دمشق، وقربها من جنوب أوروبا التي كانت تضم فلول المنهزمين ساعة النصر.
وبعد سقوط الخلافة الأموية قد حاول كثيرًا الاستقلال بها وجعلها إمارة لا تتبع الخلافة العباسية إلى وصول عبد الرحمن معاوية بن هشام الملقب بـ “عبد الرحمن الداخل” فغيّر أمورها وجعلها إمارة مستقلة وراثية تحكمها الأسرة الأموية.
ويكون بهذا قد كسر القاعدة الأساسية للحكم: وهي وحدة المسلمين تحت خلافة واحدة، ومن هنا تخرج الأندلس من عصر الولاية إلى عصر الإمارة.
شاهد ايضاً: الحياة السياسية في العصر الأندلسي وفي العصر العباسي الأول pdf
طبيعة الخلافة في الأندلس
كان الحكم في الأندلس يزامن الخلافة العباسية في بغداد إلا أنه كان يختلف معها، فالخلافة تقوم على مبدأ الشورى والانتخاب، بينما يكون الحكم في الأندلس بالتوارث.
في هذه الأثناء لم تحاول الخلافة العباسية إخضاع الأندلس لحكمها، لبعدها الجغرافي الذي جعلها لا تشكل خطرًا سياسيًا على الدولة غير أنه كان هناك بعض المحاولات العابرة لكنها باءت بالفشل.
وقد أثمرت الدولة الأموية في الأندلس ثقافيًا وتجاريًا إلى درجة أن كانت قرطبة أكثر المدن اتساعًا عان 323 هـ كما شهدت روائع في العبارة الإسلامية كالجامع الكبير في قرطبة وقصر الحمرا.
كما شجع الخلفاء على العلم والعلماء فكانت قرطبة منارة للعلم في هذا الوقت، وقد توسعت قرطبة حضاريًا إلى أن جعلها تنافي بغداد عاصمة الخلافة العباسية وقسطنطينية عاصمة البيزنطيين.
وقد استمرت الإمارة الأموية من عام 138هـ حتى سقطت رسميًا عام 422هـ حيث سقطت الخلافة تفككت الأندلس إلى دويلات صغيرة.
شاهد ايضاً: لمحة تاريخية عن بلاد الأندلس للسنة 2 ثانوي
أسباب سقوط الإمارة الأموية في الأندلس
يرجع المؤرخون سقوط الدولة الأموية في الأندلس إلى أسباب من أبرزها:
1ـ الانشغال بالترف والبذخ
فقد كان أمراء الدولة الأموية في الأندلس يبالغون في مظاهر الترف والبذخ، وكانت ظاهرة في عهد عبد الرحمن الناصر الذي اشتهر بتباهيه وكثرة صرفه على زخرفة القصور والمباني وانشغاله بملذات الدنيا.
شاهد ايضاً: مراحل تطور الشعر الأندلسي ما هو الشعر الأندلسي
2ـ البُعد عن الدين
فقد كان الناس يعيشون في رفاهية وبذخ وملهيات لدرجة أن تركوا المبادئ الأساسية والقيم الدينية وانشغلوا باكتساب الأموال ومجالس الملهيات والخمور،
3ـ تولية من لا يستحق
يعد هذا أكثر سبب من أسباب سقوط الدولة الأموية في الأندلس تأثيرًا، ويتضح ذلك من خلال تولية عبد الرحمن الناصر ابنه على زمام الأمور مع صغر سنه الذي لم يتعدى الثانية عشر في هذا الوقت.
الدول على مر الأزمنة تبدأ صغيرة ضعيفة، ثم تكون قوية مزدهرة، ثم ما تلبث أن تضعف وتسقط، وهكذا دواليك، هي سنة الله في خلقه، كأنما يقول لنا التاريخ: اعملوا أنا أرى وأحفظ.