كان موقف أبي الصديق رضي الله عنه حازما مع من أرتد عن الإسلام فكيف كان؟

من يدرس التاريخ الإسلامي يدرك كيف كان موقف أبي الصديق رضي الله عنه حازما مع من أرتد عن الإسلام، وقد جاء ذلك بعد أن بويع أبو بكر بالخلافة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم؛ وفي موقع لحظات نيوز نتناول سيرة أبي بكر الصديق، وكيف كان موقفه مع المرتدين.
نبذة عن أبي بكر الصديق
إن أبو بكر الصديق هو عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة؛ وكانت كنيته أبا بكر بسبب جمال وجهه، وقد ولد أبو بكر بعد عام الفيل بسنتين وبضعة أشهر في مكة المكرمة.
وقد لقب أبا بكر بالصديق بعد حادثة الإسراء والمعراج، حيث كان الوحيد الذي صدق النبي صلى الله عليه وسلم حين كذبه المشركون؛ وكان بذلك أول من أسلم من الرجال، وقيل إنه لقب كذلك لأنه في المرتبة الثانية في الصدق بعد النبي.
وقد قال عنه الرسول: (إن الله بعثني إليكم فقلتم: كذبت، وقال أبو بكر: صدق، وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركوا لي صاحبي؟ مرتين) وهنا كان الرسول صلى الله عليه وسلم من أعطى هذا اللقب لأبي بكر رضي الله عنه.
خلافة أبي بكر الصديق
عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، تم مبايعة أبي بكر الصديق على الخلافة في سقيفة بني ساعدة من قبل الصحابة رضوان الله عليهم، وقد تمت البيعة بسرعة قبل دفن الرسول، وذلك من أجل الوقاية من الفتن وإراقة الدماء.
هنا صار أبو بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين في الإسلام، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم باتباعه خلال حياته حين جعله إمامًا على الناس وقت اشتد به المرض قبل الوفاة، وبذلك عرف الصحابة أن أبو بكر هو من سيخلفهم بعد وفاة النبي.
عرف أبو بكر الصديق ببعض الإنجازات المهمة عند خلافته، إذ كانت خلافته في حد ذاتها إنقاذًا للمسلمين من التفكك بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ وكان أبو بكر معروفًا بصلاحه وإكثاره من الصدقات، مما جعل المسلمون يرتضون خلافته في نهاية المطاف.
كان موقف أبي الصديق رضي الله عنه حازما مع من أرتد عن الإسلام
يحكى أنه قد حدث وارتدت بعض القبائل عن الإسلام بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم؛ وقد انقسم المرتدون حينها إلى ثلاث شعب: منهم من عاد إلى عبادة الأصنام، ومنهم من اتبع مدعي النبوة من أمثال مسيلمة الكذاب والأسود العنسي، ومنهم من أنكر الزكاة رغم إسلامه.
وهنا كان موقف أبي الصديق رضي الله عنه حازما مع من أرتد عن الإسلام، حيث خطب في الناس معلنًا الحرب على المرتدين، وقد أرسل إليهم جيشه بقيادة أسامة بن زيد رضي الله عنه؛ كما قام أبو بكر وقتها بفتح بعض المناطق المجاورة.
وكان من أهم إنجازاته عند الخلافة أنه قام بجمع القرآن الكريم خشية ضياعه، وقد جاء ذلك بعد استشهاد العديد من حفظة القرآن في مختلف المعارك والغزوات، وهنا كان الأمر بجمع القرآن من قبل كتاب الوحي في مصحف واحد.
وفاة أبي بكر الصديق
حين اشتد المرض بأبي بكر الصديق بعد ذلك، شعر باقتراب الأجل، فخشي ضياع الإسلام والمسلمين من بعده؛ وهو ما جعله يعين عمر بن الخطاب كخليفة من بعده، حيث استشار كبار الصحابة في ذلك، وقد وافقوا رأيه.
تمت مبايعة عمر بن الخطاب ليكون ثاني الخلفاء الراشدين، وقد توفي أبو بكر بعد هذه المبايعة في عمر يناهز ثلاث وستين عامًا؛ وقد أمر الصحابة أن يكفنوه بالأقمشة القديمة، لأن الحي أولى بالجديدة.
وقد امتدت خلافة أبي بكر الصديق حوالي سنتين وثلاثة أشهر توفي بعدها في اليوم الثامن من شهر جمادى الآخرة في السنة الثالثة عشرة من الهجرة، وقد قال لابنته عائشة رضي الله عنها حين دخلت عليه أن تقول: (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ).
هنا نكون قد عرفنا كان موقف أبي الصديق رضي الله عنه حازما مع من أرتد عن الإسلام من خلال تناول سيرته منذ بداية تصديقه للنبي صلى الله عليه وسلم، ليصير أول من أسلم من الرجال، مرورًا بفترة خلافته بعد وفاة النبي، حيث عمل على توحيد المسلمين، ومنع الفتن.