عقوبة من أراد الدنيا بعمل الآخرة قبول عمله وتوفيقه

شهرين منذ
كريم احمد الحسيني

العمل الصالح يجب أن تكون نواياه سليمة، وبسبب وسوسة الشيطان للإنسان فيسأل البعض عن عقوبة من أراد الدنيا بعمل الآخرة، ويجب على المسلم الخالصة نواياه لله، أن يعمل على تجديد النوايا، ومن خلال موقع لحظات نيوز سنتحدث عن قبول العمل والتوفيق من الله جل وعلا.

حكم ربطة مصلحة دنيوية بعبادة

عقوبة من أراد الدنيا بعمل الآخرة قبول عمله وتوفيقه

عند القيام بعمل صالح من أجل الدنيا، دون وضع أهمية للثواب الناتج من هذا العمل، فيعد هذا العمل من أجل الدنيا، وقال الله جل وعلا في كتابه العزيز عن عقوبة من أراد الدنيا بعمل الآخرة.

مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ“[سورة: هود] [الآية: 15].

ذكر الله جل وعلا له فريقين، فالأول يذكر الله جل وعلا حبًا لله، وهم أعلى همة في العبادات، وأعمق في التفكير، لأن جميع أفكارهم ترتبط وتتصل بالله جل وعلا.

وفريق يهمه الآخرة ويعمل كل عمل في هذه الحياة الدنيا ولا يربطه بالآخرة، فيجازيه الله في الدنيا، ولا يوجد له شيء في الآخرة.

وقال الله جل وعلا في القرآن الكريم عن هؤلاء الفريقين” فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا ۗ فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ (200) وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ“[سورة البقرة] [الآية 202:201].

والله جل وعلا تكون جميع أعمالنا موجهة إلى الله الواحد الأحد.

توضيح الأعمال الي غرضها الدنيا

ينذكر تفسر للشيخ صالح آل الشيخ، عن عقوبة من أراد الدنيا بعمل الآخرة، وقال إن الأعمال التي يقوم بها عبد والغرض منها الدنيا عبارة عن قسمين:

القسم الأول العمل الذي قام به، وأراد به ثواب الدنيا، لم يدعو الشرع ولم يرغب في ذكر ثواب الدنيا، ومن هذه الأعمال الصلاة والصيام ويوجد كثير من الأعمال الصالحة، فهذا الأمر لا يجوز، وإذا أراد به الدنيا فهو مشرك.

القسم الثاني هو مجموعة من الاعمال التي ذكر ورتب عليها الشرع ثواب الدنيا مثل صلة الرحم والوالدين وقال رسول الله صلى الله –عليه وسلم “ مَن سَرَّهُ أنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، أوْ يُنْسَأَ له في أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ.“[الراوي: أنس بن مالك] [المحدث: البخاري].

وهذا النوع إذا قام بإخلاص عمله لله جل وعلا مع استحضار ثواب الدنيا، وقام بإخلاص العمل، ولكنه لم يستحضر ثواب الآخرة فإنه دخل في الوعيد، ويعد نوع من أنواع الشرك.

ولكن إذا قام باستحضار الثواب الدنيوي وثواب الآخرة معًا ويكون طامع في الجنة، ولديه الرغبة فيما عند الله جل وعلا، وقام باستحضار ثواب هذا العمل في الدنيا، فلا يوجد مشكلة في ذلك.

لأن الشرع يأمرنا ببعض الأعمال من أجل الآخرة وليس الدنيا، ولابد من إيثار ثواب الآخرة على الدنيا، والتفكير بها أولًا.

ما هي شروط الاعمال عند الله جل وعلا

يوجد شرطين لا بد من وجودهم لقبول الأعمال وهما:

  • العمل خالصًا إلى الله جل وعلا فقط، ولا يقصد به إلا الله.
  • العمل يكون متوافق مع سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام.

الإخلاص في العمل من الشروط المهمة لقبول الأعمال، فلا بد من تجديد النوايا وتجديد الحديث مع النفس، والمصداقية معها ومع الله خالقك، وعالم بنواياك.

وبذلك نكون انتهينا من الحديث، عن عقوبة من أراد الدنيا بعمل الآخرة قبول عمله وتوفيقه، ولا بد من الأخذ في الاعتبار بوجود الشرطين المطلوبين لقبول الأعمال عند الله جل وعلا.

آخر الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى