سبب نزول قوله تعالى (ومنهم من عاهد الله) وتفسير الآية

لا شك أن القرآن فيه من المواعظ والعبر التي يجب نعتبر بها، ومن ضمن هذه الآيات الجليلة هي (ومنهم من عاهد الله) ونسرد هنا في موقع لحظات نيوز سبب نزول هذه الآية، ونعرف تفسيرها حتى نتدبرها ونستخرج منها الفوائد العملية التي ينبغي علينا أن نطبقها.
سبب نزول قوله تعالى (ومنهم من عاهد الله)
سبب نزول الآية كما جاء في حديث أبي أمامة الباهلي أن ثعلبة بن حاطب الأنصاري طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله له أن يرزقه مالا فأخبره الرسول أن الرازق هو الله وأنه سيدعو له وبالفعل
فوعد ثعلبة النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا أُتيَ المال أن يؤتي كل ذي حق حقه فقال أبي أمامة الباهلي: “… نمت كما ينمو الدود، فضاقت عليه المدينة فتنحى عنها، فنزل واديا من أوديتها حتى جعل يصلي الظهر والعصر في جماعة ويترك ما سواهما، ثم نمت وكثرت حتى ترك الصلاة إلا الجمعة ، وهي تنمو كما ينمو الدود ، حتى ترك الجمعة “، فسأل رسول الله – صلى الله عليه وسلم فأخبروه بخبره” يا ويح ثعلبة وأنزل الله عز وجل: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا} [سورة التوبة: 103] وأنزل الصدقة.
أرسل النبي صلى الله عليه وسلم لثعلبة رجلان حتي يأخذوا الصدقة فرفض ثعلبة وما كان قوله إلا ما هذه إلا أخت الجزية فأخبرا الرجلان رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فعله ثعلبة، فأنزل الله عز وجل: {وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ}
[ سورة التوبة: 75]
تفسير قوله تعالى (ومنهم من عاهد الله)
تفسير هذه الآية أنه صنف من أصناف المنافقين عاهد لله وقال آتاه الله من فضله ليصدقن فلما آتاهم الله عز وجل ذلك بخلوا به فأعقبهم الله على إخلافهم وعده نفاقا في قلوبهم إلي يوم يلقونه وليس لهم بعد ذلك توبة أو مغفرة أو عفو مثل إبليس عندما لعنه الله ومن فوائد هذه الآية التالي:
- أن الوفاء بالعهد ولو كان مع الله عز وجل واجب .
- إذا عاهد أحد الله شيئا أو نذر نذرا يجب الوفاء به.
- نقض العهد وخلف الوعد يورث النفاق.
- عدم تعليق فعل الطاعات بحصول النعمة.
- عدم احتقار الذنوب فبعضها يمكن أن ينسف الدين.
صفات المنافقين في سورة التوبة
ورد في سورة التوبة العديد من صفات المنافقين والتي منها:
- موالاة الكفار ونصرتهم.
- تفضيل الدنيا ومتاعاها من الآباء والأبناء والإخوان والأزواج والعشيرة والأموال والتجارة والبيوت على الجهاد في سبيل الله.
- أكل أموال الناس بالباطل والصد عن سبيل الله واكتناز الذهب والفضة وعدم الإنفاق منها في سبيل الله.
- الكذب على المؤمنين وادعائهم بأنهم منهم وذلك من خوفهم من المؤمنين.
- كثرة الحلف والكذب والتبرير.
- حب الدنيا والإقبال عليها.
- التخلف عن الجهاد والاعتذار منه لخوفهم وجبنهم.
- يفرحوا بمصاب المؤمنين ويحزنون لفرحهم.
- يتربصون للمؤمنين ويتمنون هزيمتهم في الحرب .
- لا يأتون الصلاة إلا وهو كسالي ولا ينفقون إلا وهم كارهون.
- الطمع في الغنائم والصدقات.
- التلمز والسخرية من المنفقين في سبيل الله.
- أذية الرسول صلى الله عليه وسلم بالقول واتهامه أنه أذن.
- يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم.
- ظلم النفس.
- خلق الحجج والاعتذار
إن الله يرزق من يشاء فهو الحكيم الخبير وما علينا أن نشكر الله عز وجل ونربي رزقنا الذي رزقه لنا بالصدقة ،فالعبد الشكور هو الذي إذا أُتيَ الرزق استعمله في مرضاته الله ولا يجعل هذا الرزق سبب في معصية الله والبعد عنه .