هل عدم الرضا بالقضاء و القدر كفر؟ حكم عدم الرضا بقضاء الله وقدره

كثير منا ينزل عليه البلايا والمصائب ويجد في قلبه عدم الرضا على قضاء الله وقدره لذا في موقع لحظات نيوز سنتناول مقال عن هل عدم الرضا بالقضاء و القدر كفر؟ وحكم عدم الرضا بقضاء الله وقدره.
هل عدم الرضا بالقضاء و القدر كفر
لا أن المسلم كفر إلا إذا أتى بقول أو بفعل أو اعتقاد دل الكتاب والسنة على كونه كفراً أكبر مخرجا من الملة أو أجمع العلماء علي أنه كفر أكبر ويجب أن تتوفر فيه شروط التكفير وتنتفي الموانع ومن هذه الشروط أن يكون بالغًا عاقلًا غير معذور بجهل أو تأويل.
والتسخط وعدم الرضا بالقضاء والقدر ليس على درجة واحده ومنه ما يوصل لحد الكفر، فإن كان سببه هو الشك في حكمة الله وعدله و تدبيره وربوبيته و قضاءه وقدره فهو كفر، أما إن كان جزع وعد صبر وتمني تغير القدر مع اليقين في حكم الله وعدله وعدم الاعتراض على ربوبيته وقضائه وقدره فهو ليس بكفر،
حكم عدم الرضا بقضاء الله وقدره
لا يجوز التسخط على قضاء الله وقدره بل الواجب على المسلم أن يصبر بحكم الله ولا يعترض عليها ويحتسب، فالله عز وجل حكيم ولا يقضي قضاء إلا وله حكمة في ذلك، وكلنا عباد لله وعلينا أن نعلم أن الصبر فيه الخير الكثير وأن رب محنة في طيها المنح،قال الله تعالى :”مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ”، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له”.
والرضا بالقضاء والقدر هو مقام إيماني أعلى من الصبر فالرضا مستحب وهو يعني الشعور بالرضا على قضاء الله عز وجل أما الصبر فهو واجب وهو حبس النفس عن التسخط من قضاء الله وقدره، ومن تسخط على قضاء الله وقدره عليه التوبة ويعلم أنه قد تكون من ذنوبه فيستغفر الله عز وجل وإن كانت تأتيه وساوس تقع في نفسه فعليه المجاهدة ودفعها والتخلص منها،
أسباب تعين على الرضا بالقضاء الله والقدر
ذكر ابن القيم في كتابه طريق الهجرتين أسباب تعين على الصبر والرضا بقضاء الله وقدره وهي أن يعلم المصاب أن:
- الجزاء والثواب من الله عز وجل.
- الله عز وجل يكفر السيئات بالمصائب.
- كل مصيبة تحدث هي مقدرة مسبقا ومكتوبة في أم الكتاب قبل أن يخلق الله السموات والأرض.
- المصائب التي تنزل عليه من الممكن أن تكون بسبب ذنوبه.
- الله حكيم وعليم وهو الذي قسم له وكتب له هذا المصاب وأنه ارتضاه له أن اختيار الله عز وجل له لا شك هو الأفضل.
- المصيبة التي تنزل عليه فيها دواء نافع له ساقه الله وإليه وأن الله أعلم بمصلحته.
- الشفاء والصحة والعافية سيأتي بعد هذا الدواء المر ويزول الألم ويتغير الحال للأحسن ولو مات بتلك المصيبة.
- الله يقلب الإنسان بين السراء والضراء حتى يستخرج منه العبودية.
مقام الرضا بالقضاء والقدر من المقامات الإيمانية التي يجب على كل مسلم ومسلمة الحرص على التخلق بها والسعي في تحقيقها فهو من المقامات الرفيعة وليست صعبة المؤمن الذي يعرف ربه ويتوكل عليه ويبتغي رضاه وجنته.