حكم التوسل بالأموات والأولياء الصالحين في الإسلام

شهرين منذ
كريم احمد الحسيني

يقوم العديد من الأشخاص بالتوجه بالدعاء عند قبور الصالحين، والتوسل بالأولياء الصالحين وآل البيت، معتقدين أن ذلك يجعل ادعيتهم مجابة، ويقومون بزيارة القبور والأضرحة بشكل يومي عند وجود حاجة لهم يريدون تحقيقها بشكل عاجل أو لتوفية نذر ما، ورغم عدم وجود ما يثبت جواز هذا الفعل إلا أن هناك العديد من الأشخاص مستمرون بالقيام بهذه العادات، ومن خلال موقع لحظات نيوز سنتعرف على حكم التوسل بالأموات والأولياء الصالحين في الإسلام.

حكم التوسل بالأموات

حكم التوسل بالأموات والأولياء الصالحين في الإسلام
حكم التوسل بالأموات والأولياء الصالحين في الإسلامالتوسل بالأنبياء والصالحين بمعنى سؤال الله بذواتهم، مثل قل لأجل حبيبك النبي تقبل دعواتي وأقض لي حاجتي، أو أدعوك بحق فلان، وحكم هذه الأدعية فيه خلاف كبير بين المتأخرين من الناس فلم يكن هناك مثل هذه الأفعال بوقت الرسول والصحابة، وفيما يلي سنتعرف عن آراء الفقهاء في حكم التوسل بالأموات والأولياء الصالحين في الإسلام:

اقرأ أيضًا: ما الواجب علينا تجاه الأولياء والصالحين تعظيمهم والتبرك بهم و…

1- أبو حنيفة النعمان

نص أبو حنيفة على كراهية التوسل بالأموات، وجاء في شرح الطحاوي لابن أبي العز الحنفي، وأقر أن مثل هذه الأفعال تعتبر من الإقسام على الله وذلك لا يجوز، لأن الإقسام بالمخلوق على المخلوق لا يجوز، وهذا يعتبر الإقسام بالمخلوق على الخالق، وقد قال رسول الله- صل الله عليه وسلم- من حلف بغير الله فقد أشرك، ولهذا قال أبو حنيفة وصاحباه رضي الله عنهم يكره أن يقول الداعي: أسألك بحق فلان، أو بحق أنبيائك ورسلك، وبحق البيت الحرام والمشعر الحرام.

2- ابن تيمية

كان ابن تيمية من أول من قال بتحريم التوسل بالذوات مطلقاً، أو الأموات مطلقاً، و الأحياء فيما لا يقدرون عليه، وقد أخذ ابن تميمية عهد على نفسه ألا يقول ما يسبقه إليه صحابة رسول الله -صل الله عليه وسلم- والتزم ابن تيمية رحمه الله في باب عبادات التوقيف أنه ما ورد في السنة والأحاديث النبوية الشريفة هو ما يقبل أن ما لم يرد فهو لم يقبل، فإن وقعت أنواع من التوسل غير ما ذكر في الأحاديث والآثار الصحيحة لتقل أيضا، وأقر بكراهية الأمر والكراهية في كلام السلف كثيراً وغالباً يراد بها التحريم.

اقرأ أيضًا: ما هو مفهوم الأمانة في الإسلام وما هي صفات من يمتلكها؟

3- الإمام مالك

لم ينقل عن الأمام مالك هذا النوع من التوسل، و هذا التوسل بالأنبياء بمعنى السؤال بهم، وليس في المعروف من مذهب الأمام مالك ما يخالف ما جاء به أبو حنيفة وأصحابه وغيرهم، وقد نقل من مذهب الأمام مالك: أنه جوَز التوسل به بمعنى الإقسام به والسؤال به.

اقرأ أيضًا: أنواع الربا في الإسلام وأبرز الأمثلة عليه

4- ابن الباز

أقر أبن الباز بأن سؤال الحي الحاضر لا بأس أن يسأل أن يشفع للسائل، كما أن كان الصحابة يسألون رسول الله-صل الله عليه وسلم-أن يشفع لهم، إذا أجدبوا أن يستغيث لهم، وكما سأله الأعمى، فأمره أن يسأل ربه، أن يقبل شفاعة نبيه- صل الله عليه وسلم- وأن يدعو لهم.

فلا بأس أن تدعو لأخيك اللهم أشف فلان اللهم يسر أمره، اللهم أرزقه زوجة صالحة، أما سؤال الأموات فهو شرك أكبر، و عمل ينتمي إلى جاهلية ما قبل الإسلام، وسؤال الأموات، وأصحاب القبور، والاستغاثة بهم، والاستعانة بهم على الأمور الدنيوية يعتبر شرك كبير بالله.

وكذلك تعتبر عبادة غير الله، للظن أن النفع وتيسير الأمور يمكن أن يرجى من غير الله-سبحانه وتعالى- وقال -جل وعلا- {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} (الجن:18).

من الواجب الحذر عند السؤال، فلا يسأل الأموات، ولا الغائبين من الملائكة، ولا غيرهم ولا سؤال الأصنام، ولا الجمادات، نسأل الله وحده، ونستعين بالله وحده، ونستغيث بالله وحده، قال تعالى{وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه} (الإسراء: 23)، {ادعوني أستجب لكم} (غافر:60).

ونصل إلى نهاية مقالة اليوم بعد أن تناولنا حكم التوسل بالأموات والأولياء الصالحين بالإسلام، وبيان آراء الفقهاء بالدين في جواز أو تحريم هذا الفعل مثل: أبو حنيفة النعمان وابن تيمية، والإمام مالك، وابن الباز.

آخر الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى