تعريف الصلاة لغة واصطلاحاً وحكمها في الاسلام

الصلاة منزلتها عظيمة وكبيرة عند المسلمين، فهي أهم وأرفع الدعامات الإسلامية الأساسية، وثاني أركان الإسلام الخمس التي فرضها الله علينا، وحثنا النبي على عدم التقصير فيها والاهتمام بتأديتها كاملة، وعبر موقع لحظات نيوز سنتعرف على تعريف الصلاة لغة واصطلاحًا وحكمها في الاسلام.
تعريف الصلاة لغة
الصلاة في اللغة هي الدعاء، وجمعها صلوات، وأيضًا تعني الدين والعبادة، وقال الله سبحانه وتعالى { خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [سورة التوبة، الآية 103]، وهذا معناه ادعُ لهم.
وعن أبي هريرة، قال ” إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ، فَلْيُجِبْ، فإنْ كانَ صَائِمًا، فَلْيُصَلِّ، وإنْ كانَ مُفْطِرًا، فَلْيَطْعَمْ“، ومعناه فليدعُ بالبركة والخير والمغفرة، وإما إن كانت الصلاة من الله سبحانه وتعالى فتعني الثناء الحسن، وإما إن كانت من الملائكة فتعني الدعاء.
اقرأ أيضًا: دعاء ختم القرآن في الصلاة ابن باز
تعريف الصلاة اصطلاحًا
الصلاة في التعريف الاصطلاحي معناها عبادة لله سبحانه وتعالى، بها أقوال وأفعال معلومة ومخصوصة، تبدأ بالتكبير، وتنتهي بالتسليم، والمقصود بالأقوال هو القراءة، والتكبير والتسبيح وغيرها، وأما الأفعال فهي القيام والركوع والسجود وغيرها.
اقرأ أيضًا: أحاديث صحيح البخاري ومسلم عن الصلاة مع الشرح
حكم الصلاة في الإسلام
الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وأساس الدين، وتأتي كفرض ثاني بعد الشهادتين، وذلك عن عبدالله بن عمر، قال ” بنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ” صحيح.
والصلاة من أحب وأجمل الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى، وهي أول الأعمال التي سيحاسب عليها العبد يوم القيامة ، فهي سبب للنجاح والفوز في الحياة لمن حافظ عليها، وسبب في ضلال وخسران لمن ضيعها وتهاون في تأديتها، وكانت الصلاة هي الوصية الأخيرة للرسول صلى الله عليه وسلم.
والصلاة هي العبادة الوحيدة التي لا تسقط على العبد المكلف ولا تتركه طوال حياته، والصلاة الصحيحة المقبولة هي التي يخشع فيها العبد ويحافظ عليها بشروطها وآدابها.
ومن فوائد الصلاة إقرار العقيدة الراسخة عن طريق إيمان المجتمع كله بالله، وفيها يتربى المسلم على الصدق والأمانة وكل الفضائل العظيمة، وتنهى عن الفحشاء والمنكر وكل الأفعال التي لا ترضي الله وتغضبه.
اقرأ أيضًا: التورك في الصلاة عند المالكية سنة أم واجب
طريقة تأدية الصلاة
تأدية الصلاة لها طريقة محددة أخبرنا بها النبي صلى الله عليه وسلم، وطريقة وخطوات تأدية الصلاة كالآتي:
- التطهر وستر العورة: يبدأ المسلم صلاته بالتطهر وستر عورته، ثم يستقبل القبلة بوجهه وجيمع جسده بدون التفات أو انحراف، ويتوجه إلى الله تعالى بقلب ونية خالصة، ثم ينوي الصلاة بقلبه دون النطق بالنية.
- تكبيرة الإحرام: بعدها يكبر المسلم تكبيرة الإحرام، ثم يضع كفه اليمين على ظهر كفه اليسار، ويضعهما فوق صدره ويقرأ دعاء الاستفتاح.
- الاستعاذة: يستعيذ المسلم بالله من الشيطان الرجيم، ثم يبسمل ويقرأ سورة الفاتحة، وبعد الانتهاء منها يقرأ ما تيسر له من سور وآيات القرآن الكريم في أول ركعتين.
- الركوع: يركع المصلي حتى يطمئن، ويكون الركوع بانحناء الظهر، مع التكبير ورفع اليدين ناحية المنكبين، ويقول أثناء الركوع “سبحان ربي العظيم” 3 مرات.
- الرفع من الركوع: يرفع المصلي من الركوع، ويقول “سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد”، مع رفع يديه ناحية منكبيه، وإن كان مأمومًا فيقول “ربنا ولك الحمد” ولا يقول “سمع الله لمن حمده”، ويسن أن يقول “ربنا ولك الحمد ملئ السماوات وملء الأرض وملء ما شئت بعدهما عددًا”.
- السجود: يسجد المصلي باطمئنان، وتكون جبهته على الأرض مع أنفه وكفيه وركبتيه وأطراف قدميه، ويبعد ساعديه عن جنبيه، ولا يبسط ذراعيه على الأرض، ويقول “سبحان ربي الأعلى” 3 مرات.
- القيام من السجدة الأولى: يقوم المصلي من السجدة الأولى بقوله “الله أكبر”، ويكون جلوسه بين السجدتين على قدمه اليسرى مع نصب قدمه اليمنى، ويقول بين السجدتين “ربِ اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني واجبرني”، ثم يسجد السجدة الثانية، ويقوم بما قام به في السجدة الأولى، ثم يقوم من سجوده بقوله “الله أكبر”.
- القيام للركعة الثانية: يقوم المصلي للركعة الثانية، ويفعل كما فعل في أول ركعة من دون أن يقرأ دعاء الاستفتاح.
- الجلوس للتشهد: يجلس المصلي للتشهد بعد الانتهاء من السجود الثاني من الركعة الثانية، ويقرأ التشهد مع الصلاة الإبراهيمية، ومن السنة أن يدعو بعدها بما يشاء من أمر الدنيا والآخرة.
- التسليم: يسلم عن يمينه وعن يساره بقول “السلام عليكم ورحمة الله”.
ملاحظة: إن كانت الصلاة 3 ركعات أو 4، فإن المصلي يقرأ نصف التشهد فقط في الركعة الثانية، ثم يقوم بقوله “اللهِ أكبر”، ثم يصلي ما تبقى له من الركعات كما فعل في الركعتين السابقتين، ولكن يكتفي بقراءة سورة الفاتحة فقط من دون أي شيء بعدها، ثم يجلس للتشهد، ويسلم عن يمينه وعن يساره.
الصلاة هي عماد الدين، وهي السبب الأساسي في جعل حياتنا أفضل، وأول ما سنحاسب عليه في الآخرة، فإن صلحت صلح عمل الإنسان كله، وإن فسدت فسد عمل الإنسان كله، لذا يجب المحافظة عليها في وقتها لتحقيق نجاح الدنيا والآخرة.