شرح قصيدة تجري الرياح بما لا تشتهي السفن للشاعر أبو الطيب المتنبي

شهرين منذ

كريم احمد الحسيني

عرفت هذه القصيدة باسم “تجري الرياح بما لا تشتهي السفن” للعتبير عن خيبة الأمل التي كان يشعر بها الشاعر خلال هذه القصيد، كتعبير عن بعض الأقدار، وكان الأسم الأساسي للقصيدة هو “بم التعلل” وقد قيلت على لسان الشاعر أبي طالب المتنبي، والآن سنتعرف عبر لحظات نيوز على شرح هذه أبيات هذه القصيدة للشاعر المتنبي.

شرح قصيدة المتنبي تجري الرياح بما لا تتشهي السفن

لم يبدأ المتنبي بقصيدته بالطريقة الكلاسيكية وهي الوقوف على الأطلال، بل بدأها بالشكوى على عكس كل القصائد، فهذا دليل على الحالة النفسية التي كانت تحيط بالمتنبي في هذا الوقت.

فأنتهت هذه القصيدة بيخيبات الأمل المتلاحقة، كما أنتهت بصدمة كبيرة له، فكانت هذه القصيدة نموذج وضح للعتاب، حيث عاتب فيها سيف الدولة، فكانت هذه القصيدة نقطة للتحول الكبير بين المتنبي ةسيف الدولة، فسوف نشرح لكم بعض الأبيات من اشعر:

الجزء الأول من القصيدة

قصيدة تجري الرياح بما لا تشتهي السفن

تقول الأبيات:

بِمَ التَعَلُّلُ لا أَهلٌ وَلا وَطَنُ

وَلا نَديمٌ وَلا كَأسٌ وَلا سَكَنُ

أُريدُ مِن زَمَني ذا أَن يُبَلِّغَني

ما لَيسَ يَبلُغُهُ مِن نَفسِهِ الزَمَنُ

لا تَلقَ دَهرَكَ إِلّا غَيرَ مُكتَرِثٍ

مادامَ يَصحَبُ فيهِ روحَكَ البَدَنُ

فَما يَدومُ سُرورٌ ما سُرِرتَ بِهِ

وَلا يَرُدُّ عَلَيكَ الفائِتَ الحَزَنُ

مِمّا أَضَرَّ بِأَهلِ العِشقِ أَنَّهُمُ هَوُوا

وَما عَرَفوا الدُنيا وَما فَطِنوا

شرح الجزء الأول من القصيدة

بدأ المتني قصيدته “تجري الرياح بما لا تشتهي السفن” بسؤال استنكاري يعبر فيه المتنبي عن فقدانة للسعادة والأشياء التي تمنحه الراحة النفسية، حيث أنه كان في ذلك الوقت بعيداً عن أهله ووطنه، فشعر بالغربة خصوصاً لأنه كان يفتقد أعز صديق له.

فعبر المتنبي عن فقدانه إلى بعض أسس الحياة الإنسانية والإجتماعية بكلمات قاسية حزينة لغاية، فكان يتحدث للزمان كأنه يتحدث إلى إنسان يطلب منه المساعدة في تحقيق الأحلام التي عجز الوقت عن تحقيقها له.

بعد ذلك، أتجه المتني إلى مخاطبة المتلقي حيث ينصحه بأنه لا يهتم بالزمان الغريب مادام هو حي سالم، فالأشياء كلها في الحياه هذه زائلة وفانية، فالروح هي الشيء الوحيد الذي لا يعوض أن فان وأنتهى.

فمن الممكن أن نتأكد من أن السرور أو الحزن أشياء متقلة لا تدوم من خلال الأمثال الواضحة أمامنا من العاشقين،

الجزء الثاني من القصيدة

تقول الأبايت:

تَحَمَّلوا حَمَلَتكُم كُلُّ ناجِيَةٍ

فَكُلُّ بَينٍ عَلَيَّ اليَومَ مُؤتَمَنُ

ما في هَوادِجِكُم مِن مُهجَتي عِوَضٌ

إِن مُتُّ شَوقاً وَلا فيها لَها ثَمَنُ

يا مَن نُعيتُ عَلى بُعدٍ بِمَجلِسِهِ

كُلٌّ بِما زَعَمَ الناعونَ مُرتَهَنُ

كَم قَد قُتِلتُ وَكَم قَد مُتُّ عِندَكُمُ

ثُمَّ اِنتَفَضتُ فَزالَ القَبرُ وَالكَفَنُ

قَد كانَ شاهَدَ دَفني قَبلَ قَولِهِمِ

جَماعَةٌ ثُمَّ ماتوا قَبلَ مَن دَفَنوا

شرح الجزء الثاني من القصيدة

في الجزء الثاني من القصيدة، يخاطب المتنبي فيها سيف الدولة الحمداني في هذا الوقت، وذلك بعد أن وصل إليه وفاة المتنبي ، فكان يؤكد الشعاعر لسيف الدولة وأعوانه ان كل الالناس معرضة إلى أن تموت، فلا مفر من الموت، فقد قال البعض أن المتنبي قد قتل، ولكن تبين بعدها أن المتنبي مازال على قيد الحياة.

فعبر المتنبي عن تحرره من الأذى الذي تسبب فيه من خلال الشائعات التي قالت أن المتنبي قد مات،

الجزء الثالث من القصيدة

تقول الأبيات:

ما كُلُّ ما يَتَمَنّى المَرءُ يُدرِكُهُ

تَجري الرِياحُ بِما لا تَشتَهي السُفُنُ

رَأَيتُكُم لا يَصونُ العِرضَ جارُكُمُ

وَلا يَدِرُّ عَلى مَرعاكُمُ اللَبَنُ ج ظل الشاعر يسخر من الش

َزاءُ كُلِّ قَريبٍ مِنكُمُ مَلَلٌ

وَحَظُّ كُلِّ مُحِبٍّ مِنكُمُ ضَغَنُ

وَتَغضَبونَ عَلى مَن نالَ رِفدَكُمُ

حَتّى يُعاقِبَهُ التَنغيصُ وَالمِنَنُ

فَغادَرَ الهَجرُ ما بَيني وَبَينَكُمُ

يَهماءَ تَكذِبُ فيها العَينُ وَالأُذُنُ.

شرح الجزء الثالث من الأبيات

في هذه الأبيات، يرى المتنبي أن السفن قد تحد من حركة السفن وتتعاكس معها في البحر، وهو تعبيراً دقيقاً عن بعض الاوقات الصعبة الذي قد يواجهها بعض الناس في حياتهم وتحجب عنهم تحقيق أحلامهم وأمانيهم، وبالرغم من تمني الناس الشر إلى الشاعر، إلا أن امانيهم الشريرة لم تتحقق ولم يصاب الشاعر بأي سوء.

وبعدها ظل الشاعر يسخر من سيف الدولة وأعوانه، فأوضح أن هذه النعمة يكون معها المشاكل والمعانه والمتاعب، وبذلك فإن لا شخص يمكنه أن يتمتع بكامل حياته دون مواجهة أي صعاب.

وبذلك فقد أبرزنا لكم بعض الأجزاء الهامة من قصيدة” تجري الرياح بما لا تشتهي السفن” كما قمنا بشرح الأبيات التي عرضناها عليكم خلال السطور السابقة، فنتمنى أن يكون الجميع قد استفاد من هذا المقال.