قصة معلقة عمرو بن كلثوم ومناسبة المعلقة

ما هي قصة معلقة عمرو بن كلثوم؟ وما هي مناسبة المعلقة؟ كان عمرو بن كلثوم من قبيلة تغلب وأمه هي ليلى بنت المهلهل، كان سيد قومه في عمر مبكر فلقد كان شاعر وفارس في قبيلته، كما عرف عنه قوته ما بين العرب وقصائده التي تتحدث عن الفخر بقبيلته، ومن خلال موقع لحظات نيوز سنتعرف على مناسبة معلقة عمرو بن كلثوم وقصتها،
قصة معلقة عمرو بن كلثوم
يروي إلينا ابن الأنباري والخطيب التبريزي قصة إنشاء عمرو بن كلثوم لمعلقته، فيقولان: جاء ناس من بني تغلب إلى أبي بكر بن وائل يستسقونهم، أي يطلبون شرب الماء، فطردتهم قبيلة أبي بكر للحقد الذي كان بينهم، وقيل أيضًا أنهم دلوهم على متاهة فضلوا فيها طريقهم وهلكوا، كما يقال أيضًا أن السم قد أصابهم في طريقهم فأبادهم.
لما رجعوا الناس إلى قبيلتهم بني تغلب مرة أخرى كان قد مات منهم سبعون رجلًا من العطش، لذلك اجتمعوا على محاربة أبي بكر بن وائل، ولذلك استعدت لهم بكر.
لما التقت القبيلتين في الحرب كره كل طرف منهم أن تعود الحرب بينهم كما كانت من قبل، لذلك دعوا إلى الصلح، وذهبوا عند عمرو بن هند ليتحاكموا عنده.
قال لهم عمرو بن هند أنه لن يحكم بينهم حتى يأتوه بسبيعن رجلًا من أشراف أبي بكر بن وائل ليجعلهم وثائق عنده، فإذا كان الحق لبني تغلب دفعهم إليهم، وإذا لم يكن كذلك سوف يخلي سبيلهم.
بالفعل قامت قبيلة بكر بما طلب منهم عمرو بن هند وتواعدوا أن يجتمعوا في يوم محدد، وسأل الملك جلسائه: من ترون تأتي به تغلب لمقامها هذا؟ فقالوا لهم شاعرهم وسيدهم عمرو بن كلثوم، ولما سألهم على بكر اختلفوا.
في يوم الاجتماع جاءت تغلب ويقودها بالفعل عمرو بن كلثوم وقال الحارث بن حلوة لقومه أنه سيقول خطبة ومن قام بها ظفر بحجته وفلج على خصمه، وبالفعل رواها ناسًا ولكنهم لم يرضهم، فلما رأى الحارث أنه لا أحد يناطقه قال لهم والله إني أمهر أن آتي الملك فيكلمني سبعة ستور، كما أني لا أرى أحد هنا بمقامي وانطلق حتى جاء الملك.
نظر عمرو بن كلثوم إلى الملك غاضبًا وقال له أهذا يناطقني فأفحمه عمرو بن هند في رده عليه، فأنشد الحارث قصيدته آذنتنا بيتها أسماء، ثم قام عمرو بن كلثوم وأنشد جزءًا من قصيدته مفتخرًا بقومه على خصومه غير منتبه تمامًا إلى مركز الملك.
حكم عمرو بن هند على التغلبيين فانتصرت القبيلة وعمرو بن كلثوم يستشيط غضبًا، وهو ما جعله يذكر له هجاء خاص به في معلقته فيما بعد.
اقرأ أيضًا: من هم شعراء المعلقات السبع مع ذكر اسم كل معلقة؟
اقرأ أيضًا: التشبيه في معلقة طرفة بن العبد ومن الأغراض الشعرية التي تفرد بها طرفة؟
قتل عمرو بن كلثوم لعمرو بن هند 570 ميلاديًا
بعد ما حدث ما بين تغلب وأبي بكر وإنشاد عمرو بن كلثوم قصيدته يبدو أن الملك قد أضمر الحقد والكره لعمرو بن كلثوم وذلك لما رأى عنده من فخر وتباه وشموخ، لذلك رغب في أن يذله ويذل أمه.
رُوي أنه قال ذات يوم لندمائه: هل تعلمون أحدًا من العرب تأنف أمه من خدمة أمي؟ فقالوا: نعم! أم عمرو بن كلثوم، قال: ولِمَ؟ قالوا: لأن أباها مهلهل بن ربيعة، وعمها كليب وائل أعز العرب، وبعلها كلثوم بن مالك أفرس العرب، وابنها عمرو، وهو سيد قومه.
فأرسل عمرو بن هند إلى عمرو بن كلثوم يستزيره، ويسأله أن يزير أمه أمه، فأقبل عمرو من الجزيرة إلى الحيرة في جماعة بني تغلب، وأقبلت ليلى بنت مهلهل في ظعن من بني تغلب.
أمر عمرو بن هند أن يضرب رواقه بين الحيرة والفرات، كما أرسل إلى وجوه أهل مملكته، ووجوه بني تغلب، وبالفعل دخل عمرو بن كلثوم على عمرو بن هند من رواقه ومعه ليلى أمه وهند عمة امرئ القيس.
كان عمرو بن هند قد أمر أمه أن تنحي الخدم إذا دعا بالطُّرَف، وأن تستخدم ليلى، وقام عمرو بن هند ودعا بمائدة، ثم دعا بالطرف فقالت هند: ناوليني يا ليلى ذلك الطبق، فقالت ليلى: لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها، فأعادت عليها، وألحت، فصاحت ليلى: وأذلاه! يا لتغلب!
سمع عمرو بن كلثوم أمه، فثار الدم في وجهه، ونظر إليه عمرو بن هند، فعرف الشر في وجهه، فوثب عمرو بن كلثوم إلى سيف لعمرو بن هند معلق بالرواق ولم يكن هناك سيف غيره، فضرب به رأس عمرو بن هند، ونادى في بني تغلب، فانتهبوا ما في الرواق، وساقوا نجائبه، وساروا نحو الجزيرة.
وبعد أن قتل عمرو بن كلثوم الملك أكمل قصيدته في سوق عكاظ في مكة.
اقرأ أيضًا: بداية العصر الحديث في الأدب | متى بدأ العصر الحديث في الأدب العربي؟
مناسبة معلقة عمرو بن كلثوم
إن معلقة عمرو بن كلثوم هي من أشهر أشعاره، وهي من القصائد الحماسية الفخرية، ولقد وصل إلينا جزء يسير جدًا منها، ولقعد قام بها خطابيًا في سوق عكاظ في مكة.
إن مناسبة المعلقة التي نظمها عمرو بن كلثوم جاءت لسببين (مناسبتين)، وليس سببًا واحدًا كما يعتقد الكثيرون، وسنذكرهم لكم فيها يلي:
- في كتاب الأغانى يقال أن مناسبة المعلقة يرجع إلى أثر ما جرى إلى أمه عند عمرو بن هند.
- في كتاب خزانة الأدب يقال أنه أنشدها بحضرة الملك عمرو بن هند.
من الجدير بالذكر أنه لعل تنظيم القصيدة يرجع إلى السبين وذلك لأن الالموقفين مرتبطين ببعضهم البعض.
تصل قصيدة عمرو بن كلثوم إلى ما يزيد عن مائة بيت ويقال ألف بيت وقد بقى منها فقط ما حفظه الرواه، ولقد عُرف عن ابن كلثوم شجاعته وكبريائه وفخره الشديد بقبيلته، ولقد ضرب به المثل بالفتك فيقولون أفتك من عمرو بن كلثوم وذلك كناية عن فتكه بالملك عمرو بن هند.