أحكام الصيام للمرضى والمسافرين في رمضان

عندما يتعلق الآمر بأحكام الصيام للمرضى والمسافرين في شهر رمضان، يجب أخذ العديد من العوامل في الاعتبار، فالبنسبة للمرضى، فإن الإسلام يعفى الذين يعانون من حالات مرضية تجعل الصيام مضرا بصحتهم من الصوم، فإذا لم يستطيعوا صيام هذه الأيام بسبب المرض الدائم، فإنهم يتعين عليهم دفع الكفارة، أما بالنسبة للمسافرين فهناك تسهيلات في الشرعية الإسلامية تتيح لهم تقديم الصوم أو تأجيله خلال فترة السفر.
حكم الصيام
صيام شهر رمضان يعد فريضة ثابتة بكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، حيث قال الله تعالى:{يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَّعْدُودَتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَـتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:{ بنى الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقامة الصلاة، وإتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان}، حيث أجمع المسلمون على فريضة صوم رمضان،
حكم صيام المريض
إن المنصوص عليه شرعاً أن المريض الذى لا يستطيع الصوم، أو يخشى زيادة مرضه، أو بطء شفائه منه، وغلب عليه ظنه بأمارة ظهرت أو تجربة وقعت أو بإخبار طبيب حاذق، فهذا المريض يحل له شرعاً أن يفطر في رمضان، حيث أنه يجب عليه قضاء ما أفطر من رمضان في وقت أخر، أما إذا بقي طوال حياته مريضاً كان حكمه يفدى عن كل يوم يفطره أن يطعم مسكيناً، ويشترط لصحة الفدية استمرار العجز.
أقرا أيضا: كفارة تأخير قضاء رمضان بدون عذر
صوم المسافر وحكمه
قال الله تعالى في كتابه العزيز:” من كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر”، فهذا الشخص المريض أو المسافر فهما يمتلكان رخصة من الله تعالى، وعليه القضاء بصيام عدة الأيام التي أفطرها.
حكمه، قال النووي:” لا يصح صوم رمضان في السفر، فإن صيامه لم ينعقد، ويجب قضاؤه، لظاهر الآية والحديث الشريف” ليس من البر الصيام في السفر”، والمسافر له قسمين، القسم الأول وهو من يقصد بسفره التحيل على الفطر، فلا يجوز له الفطر، والثانى له ثلاث حالات، الحالة الأولى وهي أن يشق عليه الصوم مشقة شديدة فلا يجوز له الصوم، والحالة الثانية هى أن يشق عليه الصوم مشقة غير شديدة فيكره له الصوم، أما الحالة الثالثة فهى أن لا يشق عليه الصوم فيفعل الأيسر عليه من الصوم والفطر.