ما هو سبب نزول سورة الهُمزة

نزلت سورة الهمزة في مكة المكرمة في الفترة ما بين الهجرة إلى الحبشة ورحلة الإسراء والمعراج فما هو سبب نزول سورة الهمزة، حيث لكل سورة ولكل آية في القرآن الكريم سببًا لنزولها، ومن خلال موقع لحظات نيوز نتعرف على التفسيرات حول سبب نزول سورة الهمزة، وسبب تسميتها بهذا الاسم،
سبب نزول سورة الهمزة
تعددت الأقوال حول أسباب نزول سورة الهُمزة، وفيمن نزلت، فنعرض فيما يلي ما ورد عن المفسرين من أقوال مختلفة حول سبب نزول سورة الهمزة:
- قال الطبري: أن الأقوال تعددت حول كون السورة نزلت في مشرك بعينه وهو جميل بن عامر الجمحي، أو الأخنس بن شريق كما قال الآخرون، وقال ابن عباس رضي الله عنه أن المراد والمقصود هنا هو كل مشرك كان يلمز الناس ويهمزهم وليس شخص بعينه.
- قال الرازي رحمه الله: إن العلماء اختلفوا في تحديد ما إذا كان المقصود بالويل هنا هو أحد بعينه، أم كل من قام بفعل اللمز والهمز حيث:
- قال البعض أن المقصود هنا أناس بعينهم فقال عطاء والكلبي أن السورة نزلت في الأخنس بن شريق بسبب اغتيابه للناس وللرسول صلى الله عليه وسلم خاصة، وقال مقاتل أنها نزلت في الوليد بن المغيرة الذي اغتاب الرسول صلى الله عليه وسلم وطعن عليه في وجهه، وقال محمد بن إسحاق أن السورة نزلت في أمية بن خلف.
- أما الفرّاء فقال إن السورة نزلت بلفظ عام والتالي هي لا تقصد أناس بعينهم.
- قال ابن عاشور رحمه الله: إن سورة الهمزة رُوي أنها نزلت في عدد من المشركين سواء الذين عُرفت أسمائهم أم لا، حيث قاموا بلمز المسلمين وهمزهم وسبهم واختلقوا الأخبار السيئة عنهم، ومن الأشخاص الذين عُرفت أسمائهم الوليد بن المغيرة المخزومي، وأمية بن خلف، وأُبّي بن خلف، والعاص بن وائل السهمي، وجميل بن معمر من بني جُمح الذي أسلم يوم فتح مكّة وشهد حُنينًا، وأيضًا ثقيف الأسود بن يغوث والأخنس بن شريق.
اقرأ أيضًا: ما هو سبب نزول سورة النبأ وقصتها كاملة
سبب تسمية سورة الهُمزة بهذا الاسم
سميت هذه السورة بسورة الهمزة؛ لأن كلمة همزة وردت في مطلع السورة في الآية: {وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ}، كما قال ابن عاشور أنها تُسمي بسورة الهمزة المعرفة بال التعريف في معظم المصاحف إلا أنها عُرفت في صحيح البخاري وبعض التفسيرات بسورة ويل لكل همزة.
قال الفيروز آبادي أنها تُسمى بسورة الحطمة أيضًا؛ لأن كلمة الحطمة ذكرت في قوله تعالى: {كَلَّا ۖ لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ}.
اقرأ أيضًا: تعريف سورة ال عمران سبب نزولها
تفسير آية ويل لكل همزة لمزة
توجد العديد من أقوال المفسرين والعلماء حول تفسير آية ويل لكل همزة لمزة، ومع اختلاف الأقوال، إلا أنه المعنى واحد لتفسير الكلمات الموجودة في الآية، حيث يُقصد بكلمة همزة هو الهماز الذي ينتقض الناس ويزدريهم بالأقوال من خلال اغتيابهم والنميمة عليهم، أما اللماز فهو من يطعن الناس بأقواله المؤذية في وجوههم، ويعيبهم بلسانه.
أما تفسير كلمة الويل فهو العذاب والخزي والوبال، ورُوي انه وادٍ في جهنم، جاء في الآية أنه عقاب لكل من لمز وهمز بالناس من المشركين سواء من تم معرفة أسمائهم أم لا.
ومن صفات الهماز اللماز أنه يحب جمع المال والتباهي به دون الإنفاق في سبيل الله أو أوجه الخير التي أمر الله بها من هذا المال، ظنًا منه ان ماله سيجعله خالدًا في الدنيا.
اقرأ أيضًا: مقاصد سورة النجم وسبب نزولها والدروس المستفادة منها
دروس مستفادة من سورة الهمزة
يأخذ المسلم العديد من العبر والدروس من سورة الهمزة التي تدفعه إلى الابتعاد عن الصفات السيئة والتحلي بالأخلاق الحميدة، ومن هذه الدروس والعبر:
- الويل والعذاب هما مصير كل من عاب الناس أو سبهم أو أذاهم بلسانه وأقواله.
- المال رزق ونعمة من الله ولكن العمل الصالح أو الطريق الصالح إلى الآخرة وليس المال.
- بعض الناس مثلهم الأعلى هو جمع المال والتعالي به على العباد منه أنه ماله سيكتب له الخلود.
- المتعالي على العباد بأمواله يكون مصيره نار موقدة تصل إلى الأفئدة.
نزلت سورة الهُمزة المكية في كل من همز ولمز برسول الله وأصحابه، من قِبل المشركين، فأنزل الله السورة فيهم لينذرهم بالعذاب الأليم عاقبةً لأمرهم، وسُميت السورة بالهُمزة لورود كلمة همزة في بداية السورة.