محاور سورة الكهف | موضوعات سورة الكهف على شكل خريطة مفاهيم

شهرين منذ
كريم احمد الحسيني

تضمنت محاور سورة الكهف قضايا هامة تحمل العبرة والعظة، وسورة الكهف هي من السور المكية، التي نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة، وتتعدد فضائل سورة الكهف، ومن خلال موقع لحظات نيوز سنعرض من خلال المقال التالي مقاصد سورة الكهف.

محاور سورة الكهف

محاور سورة الكهف | موضوعات سورة الكهف على شكل خريطة مفاهيم

تبدأ سورة الكهف بقوله تعالى: “الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا” [الكهف: 1]، المراد بالحمد لله هو الثناء عليه بصفاته، وكذلك بنعمه، ومن أفضل النعم هي إنزال كتاب الله عز وجل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.

وقد تم وصف الكتاب بوصفين، الصفة الأولى هي نفي العوج عنه، والصفة الثانية هي إثبات أنه مقيم مستقيم، ونفي العوج يقتضي أنه لا يوجد فيما جاء به كذب ولا ظلم ولا عبث في أوامره ونواهيه،

 حقيقة البعث

تكرر في سورة الكهف الحديث عن البعث، فهو من محاور سورة الكهف الأساسية، وقد دلل الله عز وجل على حقيقة البعث بذكر عددًا من القصص:

شاهد ايضاً: سبب تسمية سورة المرسلات بهذا الاسم وما هي قصتها

قصة أصحاب الكهف

أصحاب الكهف هم فتية آمنوا بالله عز وجل، ولما رأوا قومهم في ضلال قرروا الخروج من قريتهم، فأعتزلوا قومهم وساروا في طريقهم، حتى وجدوا كهفًا يأوون إليه، وكان كهفًا منعزل، ومعهم كلبهم يؤنسهم، وتدل قصة أصحاب الكهف على قدرة الله على إبطال السنن الكونية التي اعتاد الناس عليها، مخالفتها.

فقد نام أصحاب الكهف ثلاثة مئة وتسع سنين، ثم عادوا للحياة مرة أخرى، وهذا دليل على البعث، ويبدأ الحديث عن أهل الكهف في كتاب الله بقوله تعالى: أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا” إلى قوله تعالى: نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا” [الكهف: 9-31].

شاهد ايضاً: تعريف سورة الزلزلة | ما هي قصة سورة الزلزلة وسبب تسميتها بهذا الاسم

قصة صاحب الجنتين

بعد ان انتهت الآيات من الحديث عن أصحاب الكهف انتقلت مباشرة للحديث عن قصة صاحب الجنتين، قال تعالى: وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا” [الكهف: 32].

تمثل هذه القصة حوارًا بين رجلين، أحدهما رزقه الله بجنتين عظيمتين من أعناب، وتحيط بالجنتين أشجار النخيل، وبينهما نهرًا يروي النخيل، فنسى الرجل كرم الله عليه، وانشغل بحاله، ودار حوار بينه وبين صديقه، وهو رجل مؤمن موحد بالله، فقير.

قال باستعلاء وتكبر أنه أكثر منه مالًا وولدًا، وكل هذا بفضله، وقال إنه لا يظن أن الله سيبعتثه، وإن بعثه فإنه سيرزقه بجنات أفضل من هذه التي يملكها، فقام صاحبه بتذكيره بنعم الله عليه، وأن الله خلقه من تراب، ثم جعله رجلًا ورزقه من واسع فضله.

وقام بوعظه، بأن قال: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، وإن دخل الجنة فهو بإرجاع الفضل له، قبل أن يبعث الله له عذابًا يودي بالجنتين، وهو ما حدث فيما بعد، فندم صاحب الجنتين، وعَرِف أن لا مستحق للعبادة إلا الله.

شاهد ايضاً: سبب نزول سورة يوسف وسبب تسميتها بهذا الاسم

قصة ذي القرنين

تناولت السورة الحديث عن قصة ذي القرنين في سياق الحديث عن محاور سورة الكهف، كان ذو القرنين ملكًا صالحًا منحه الله القوة والرحمة، وأعطاه من كل ما تتحصل به القوة من علم بالسياسة، فحكم بالعدل، قال تعالى: “قالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا * وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا” [الكهف: 87-90].

ثم أخذ بالأسباب، وعاد ليغزوا الأرض، حتى وصل إلى أقصى ما وصل له الفاتحون لمطالع الشمس، من بلاد الصين، ثم عاد وأخذ بالأسباب، حتى وصل إلى قوم أخبروه بفساد قوم آخر يدعون يأجوج ومأجوج، فطلب منه القوم أن يبني سدًا بينهم.

يمنعهم من الوصول إليهم، وبالفعل قد قاموا ببناء جبلًا عظيمًا يصل بين السدين، قال تعالى على لسان ذي القرنين: قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي ۖ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا” [الكهف: 98].

المحور الثاني من محاور سورة الكهف هو العصمة من الفتن، ومن المواضيع المتعلقة بها، الوارد ذكرها في السورة هي:

فتنة إبليس

أمر الله عز وجل الملائكة وإبليس بالسجود لآدم فسجدت الملائكة، واستكبر إبليس ورفض، وينهى الله عز وجل في هذه الآية البشر من إتباع إبليس وذريته، قال تعالى: وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلا” [الكهف: 50]،

رحلة موسى والخضر

يذكر الله عز وجل ما يدل على تصريفه للكون على سنن، منها ما هو معلوم، ومنها ما هو غير معلوم، فإذا آمن الناس بها لم يعد هناك مجال للعجب من أمر الساعة، فما هي إلا تغيير يحدثه الله عز وجل، فإن السنن المعلومة، تحل محلها سنن أخرى، فالقادر على إنشاء سنن جديدة، قادر على تغييرها نهاية.

وخُتمت السورة بتهديد الكافرين، ووعد الله لهم بالعذاب، قال تعالى: أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِن دُونِي أَوْلِيَاءَ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا” [الكهف: 102]، مع ذكر جزاء المؤمنين، قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا *خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا” [الكهف: 107-108]،

خريطة ذهنية لشرح موضوعات سورة الكهف

فيما يلي خريطة ذهنية لفهم موضوعات سورة الكهف:

من خلال المقال السابق نكون قد عرضنا محاور سورة الكهف، فقد اشتملت سورة الكهف على ثلاث محاور رئيسية وهي أن كتاب الله حق مبين، وبيان وحدانية الله، وحقيقة البعث، حيث ورد في السورة قصص فيها دلالة واضحة على البعث.

آخر الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى