ما الذي جرى لأسعار النفط العالمية في ظل مخاوف تباطؤ الاقتصاد وضعف الطلب؟

نشرت منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول مؤخرًا تقريرًا يسلط الضوء على التطورات الأخيرة في أسواق النفط العالمية، حيث شهدت أسعار النفط الخام تراجعًا لافتًا هذا الأسبوع، مع خسائر بلغت 8.3% لخام برنت و7.5% لخام غرب تكساس، مما يشير إلى أكبر خسارة شهرية منذ نوفمبر 2021، هذا الانخفاض نتج عن عدة عوامل رئيسية.
الزيادة في إنتاج أوبك+
التوقعات بزيادة إنتاج دول أوبك+ كانت من بين العوامل التي ضغطت على الأسعار، فقد قررت السعودية وروسيا والعراق والإمارات والكويت وكازاخستان والجزائر وعمان رفع إنتاجها بشكل طوعي، حيث تم الاتفاق على زيادة الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يوميًا بحلول يونيو 2025، مما انعكس على انخفاض المخزونات النفطية.
تباطؤ عالمي ومخاوف تجارية
المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي بسبب النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين أدت كذلك إلى تراجع الطلب، البيانات الاقتصادية أشارت إلى انكماش الاقتصاد الأمريكي في الربع الأول من 2025 لأول مرة منذ ثلاث سنوات، متأثرًا بتدفق الواردات وارتفاع الرسوم الجمركية، مما أدى إلى هبوط ثقة المستهلك إلى أدنى مستوى لها منذ خمس سنوات.
عوامل أخرى مؤثرة
من جهة أخرى، أثرت توقعات تهدئة النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين إيجابيا بعد إعلان الصين تقييم مقترح لمحاورات تجارية، بالإضافة إلى ذلك، تعهد الرئيس الأمريكي بفرض مزيد من العقوبات على مشتري النفط الإيراني مما يهدد بتقليص الإمدادات بنحو 1.5 مليون برميل يوميًا.
من العوامل الإيجابية، انخفضت مخزونات النفط الأمريكية بواقع 2.7 مليون برميل لتصل إلى 440.4 مليون برميل نتيجة نشاط مصافي التكرير وزيادة الصادرات، وأخيرًا، انخفض عدد حفارات النفط الأمريكية، ما يمثل مؤشرًا لتباطؤ النمو في إنتاج النفط.
هذه المستجدات تزيد من تعقيد التوقعات حول مستقبل أسواق النفط العالمية في ظل الظروف الاقتصادية والجيوسياسية الراهنة.