ابن آوى والأسد والحمار قصة كليلة و دمنة

شهرين منذ

Aml ahmed fareed

كليلة و دمنة هو كتاب تاريخي يروي الكثير من القصص والخرافات الشرقية ذات الأصل الهندي، وكان الهدف منها ليس التسلية وضياع الوقت، بل هي تحتوي على حكم تمثلت بمواقف من المملكة الحيوانية، و أصل قصة كليلة و دمنة يعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد وكان باللغة السنسكريتية، فمن خلال الآتي سنسرد حكاية الغراب الثعبان.

قصة كليلة و دمنة

كان أسد في أجمة (الشجر الكثيف الملتف) وكان معه ابن آوى (حيوان يشبه الثعلب)، يأكل من فضلات طعامه، فقد أصاب الأسد جرب وضعف قوي وجهد و لن يستطع الصيد.

قال له ابن آوى: ما بالك يا سيد الأسباع لما قد تغيرت أحوالك؟

قال الأسد: هذا الجرب الذي قد تعبني وليس له دواء إلا قلب حمار وأذناه.

قال له ابن آوى: ما أسهل هذا الأمر، وقد عرفت بمكان حمار مع قصار، (فهذا الشخص الذي يغسل الثياب) يحمل عليه ثيابه، سآتيك به، ثم توجه إلى الحمار، فأتاه وسلم عليه

محاولة ابن آوى فريسة للأسد

وقال له: ما لي أراك مهزولاً؟
فقال الحمار: هذا لسوء تدبير صاحبي، فإنه لا يزال يجيع بطني ويثقل ظهري، وما تجتمع هاتان الحالتان على جسم إلا أنحلته وسقمته.
قال له: كيف ترضى بالقيام معه على هذا الأمر؟
قال الحمار: ما لي حيلة للهرب منه، فلست أتوجه إلى جهة إلا أضر بي إنسان، فأتعبني، و جوعني.
فقال ابن آوى: أنا أدلك على مكان معزول عن الناس لا يمر به أي إنسان، خصيب المرعى، فيه قطيع من الحمر فقد ترعى آمنة مطمئنة.
فقال الحمار: وما يحبسنا عنها، فهيا بنا إليها.
فانطلق به ابن آوى إلى الأسد وتقدم ودخل عليه، فأخبره بمكان الحمار، ولما خرج الأسد إليه وأراد أن يهجم عليه لم يستطع، لضعفه، وتخلص منه الحمار وأفلت هلعاً.

محاولة خداع الحمار(قصة كليلة و دمنة)

ولما رأى ابن آوى أن الأسد غير قادر على الحمار.
قال له: يا سيد الأسباع لقد أعجزت إلى هذه الغاية؟
قال الأسد: إن جئتني به مرة أخرى فلن ينجو مني أبدًا.
فمضى ابن آوى إلى الحمار.
قال له: ما الذي جرى لك؟ إن أحد الحمر رأى أنك غريب فخرج يتلقاك يرحب بك، ولو ثبت لأنسك ومضى بك إلى أصحابه.
ولما سمع الحمار ذلك ولم ير أسد في حياته، صدق ما قاله له ابن آوى، ثم أخذ طريقه إلى الأسد فسبقه ابن آوى فأعلم الأسد بمكانه.
قال له: استعد له فقد خدعته لك، فلا يدركك الضعف في هذه النوبة، فإن أفلت فلن يعود معي أبداً مرة ثانية، والفرص لا تُصاب في كل وقت.
فخرج الأسد إلى موقع الحمار، ولما بصر به استعجل بوثبة و افترسه بها.
ثم قال: لقد ذكرت الأطباء أنه لا يؤكل إلا بعد الطهر والاغتسال، فاحتفظ به حتى أعود، فسوف أكل قلبه وأذنيه وأترك لك ما سوى ذلك قوتاً لك.

تابع المزيد: قصة ملك الجبل الذهبي