مقالة عن التسامح والعنف مع المقدمة والخاتمة

شهرين منذ
كريم احمد الحسيني

التسامح من الصفات التي يتحلى بها الله سبحانه وتعالى، ووهي من الصفات الحميدة، التي حث بها عباده فهي تؤدي إلى حماية النفس من الكره والحقد، وتسمو بالإنسان إلى الدرجات الرفيعة، ووعد الله عباده بالجزاء في الدنيا والآخرة، ومن خلال موقعنا لحظات نيوز سنتعرف على أهمية التسامح في الدين الإسلامي.

التسامح والعنف في الدين الإسلامي

مقالة عن التسامح والعنف مع المقدمة والخاتمة

التسامح من الصفات الحميدة التي لا يتمتع بها الكثير من الناس، فهناك الكثير من الناس الذين يسيطر عليهم طبع الغضب والعنف ولا يستطيعون السيطرة على أنفسهم، ولكن حذر الله سبحانه وتعالى والرسول صلى الله عليه وسلم من العنف.

وأمرنا بالصفح والتسامح لأنها من الأخلاق الحميدة التي يتمتع بها الله، فهي تمد القلب بالود والحب والطاقة الإيجابية وتجعل الإنسان محبوبًا، ويرغب الكثير في لا التقرب إليه لسماحة  قلبه، وأخلاقه الحميدة، فكفى بأن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم عرف عنه التسامح وحسن المعاملة.

اقرأ أيضًا: تعبير عن التسامح مقدمة عرض خاتمة كامل العناصر وجاهز للطباعة

أنواع التسامح في الدين الإسلامي

هناك تسامح اجتماعي الذي يأمرنا به الله أن نتعامل به في جميع مجتمعاتنا لينتشر الحب والمودة بين  أبناء الوطن الواحد، فالجميع أمام الله سواسية لا فرق بينهما إلا بالصلاح والتقوى.

والتسامح الفكري بأن يكون لكل شخص حرية الاختيار والعقيدة وتقبل آراء الآخرين ولا تفرض رأيك ومعتقداتك على غيرك، فالتسامح الديني سبب في دخول الكثير في الإسلام .

لأنهم وجده في هذا الدين أشياء لا توجد في غيره، ترك لهم حرية العقيدة، وحررهم من العبودية والزنا واحترم عقولهم، وغيرها من الأمور التي لا عد ولا حصر لها

اقرأ أيضًا: حكم عن التسامح بين الناس.. أقوال عن التسامح في الإسلام

أهمية التسامح للإنسان

للتسامح أهمية كبيرة في حياة الإنسان أولاً قبل غيره؛ لأن الإنسان عندما يسامح من ظلمه يتخلص قلبه من شعور البغضاء والكراهية الذي يملأ قلبه ويشعره بالكثير من الآلام في صدره كشدة الاختناق وعد القدرة على التفكير في أي شيء سوى كيفية رد الاعتبار، كما أنه يزيد من محبة الأشخاص لبعضهم لأن الشخص المتسامح يجعل كل من حوله يريد التقرب منه.

والله سبحانه وتعالى جلا علاه اتسم بالصفح والتسامح، فالعبد يرتكب الكثير من الأخطاء والذنوب لأن النفس أمارة بالسوء والشيطان لا يترك بابَا إلا ويطرقه؛ حتى يقع الإنسان في الذنوب والمعاصي، ويظل يوسوس له بأنه يجب أن ينتقم من كل شخص ظلمه، وهناك من يسلم أذنيه للشيطان وهذا العبد الضعيف.

أما الإنسان المؤمن الذي يتمتع بأخلاق الإسلام ويعرف أن التسامح والصفح من شيم الإنسان المسلم لا يستسلم لتلك الوساوس إنما يفوض أمره لله سبحانه وتعالى وهو يعرف تمام المعرفة بأن الله لن يخذله وسيرد له كامل حقوقه في الدنيا والآخرة؛ لأن الله سبحانه وتعالى يكره الظلم فهو العادل الغفور، ووعد الله الشخص المتسامح بأنه سينال رضا الله في الدنيا وجنته في الآخرة.

اقرأ أيضًا: حكمة عن التسامح وأبرز ما قاله العلماء في التسامح

مبادئ التسامح في الأديان السماوية

لقد أمر الله سبحانه وتعالى جميع عباده في كل الأديان السماوية بالتسامح، فلم نجد رسولاً أو نبيًا أرسله الله سبحانه وتعالى إلا وكانت رسالته التسامح، والدليل  على ذلك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين عندما بعثه الله سبحانه وتعالى ليدعو الناس إلى الدين الإسلامي، لم يرغم أحدًا على الدخول في الإسلام.

إن الله قادر على أن يخلق جميع عباده مسلمين ولكنه كفل لهم حرية اختيار الدين الذين يريدون أن يعتنقوه، ولقد عاش الرسول في المدينة المنورة مع المسلمين واليهود والنصارى بعد أن أقام معاهدة سلام بينهما تنص على السلام وأن الجميع يعيش تحت لواء الإسلام لهم حقوقهم وعليهم واجباتهم.

وتولى المسلمون حمايتهم والدفاع عنهم وترك حرية ممارسة الشعائر الخاصة بهم دون التدخل مقابل جزية كانت تدفع  لحمايتهم، ومن  سماحة الإسلام كان المسلمون لا يأخذون الجزية من النساء أو الأطفال أو الشيوخ العجائز، وفي أثناء الحروب لا يقترب أحدًا من النساء أو الأطفال، ولقد أمر الله سبحانه وتعالى في كل الأديان بصلة الرحم والقول الحسن ومسامحة الغير.

أشكال التسامح في الإسلام

لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتصف بالأمانة وحسن الخلق فكان اليهود والمشركين يتركون أمانتهم لديه قبل ظهور الإسلام، وبعدها كان يتعامل معهم بكل رفق ولين على الرغم من الأذى الذي تعرض له منهم فكانوا يسكبون القمامة فوق ظهره وهو يصلي حتى جاءت ابنته ومسحت دموعه الشريفة وأزالت عنه القمامة.

وكان يزور المرضى فكان عندما يذهب إلى المسجد للصلاة يرى يهوديًا كل يوم وكان يتسبب للرسول الشريف في الأذى ولكن عندما لم يجده في أحد الأيام سأل عليه أصدقائه وعرف بأنه مريضًا فذهب إليه ليزوره.

وأقام عمر بن الخطاب مع النصارى المعاهدة العمرية والتي كانت 15 هجريًا، أثناء فتح سيدنا عمر لبيت المقدس فقام بعقد معاهدة  مع البطريق صفرونيوس تنص على  ترك حرية العقيدة للنصارى وحمايتهم من الأعداء ولن يمسهم أي أحد بسوء ولن يقترب من كنائسهم ولا ينتقص من صلبهم،.

ففرح المسيحيون كثيرًا وطلب البطريق صفرونيوس من سيدنا عمر رضي الله عنه بأن يدخل الكنيسة، وبالفعل لبى طلبهم ودخل وجاء وقت الصلاة فطلب منه البطريق الصلاة فرفض حتى لا يفعل ذلك المسلمون من بعده.

خاتمة المقالة

التسامح من الصفات الحميدة التي أمرنا الله بها سبحانه وتعالى في كل الأديان السماوية، فهي تعمل على انتشار المحبة والتسامح، والقضاء على الطبقية والتفرقة، فيجب أن يتحلى الإنسان بالصفات التي أمر الله بها سبحانه وتعالى.

لقد انتهينا الآن من عرض مقالنا الذي تحدثنا فيه عن أنواع التسامح في الدين الإسلامي، ثم تطرقنا إلى أهمية التسامح في حياة الإنسان والمجتمعات، ثم ختمنا حديثنا بالتعرف على أشكال التسامح في الدين الإسلامي.

آخر الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى