شرح قصيدة طواه الردى في رثاء ابن الرومي لابنه

كتب الشاعر ابن الرومي قصيدة يبكي فيها وفاة ابنه الأوسط وأقرب أبنائه إلى قلبه بعد صراع مع المرض وامتلأت نفس الشاعر بالحزن وبكي حسرة وأسفًا وكلماته كانت تعبيرًا مؤثرًا عن أحزانه، ومن خلال موقعنا لحظات نيوز سوف نعرف شرح قصيدة طواه الردى في رثاء ابن الرومي لابنه وكلماتها وشاعرنا.
شرح قصيدة طواه الردى في رثاء ابن الرومي لابنه
بعد وفاة ابنه رثاه ابوه بكلمات مليئة بالحزن وشرحها هو كالاتي:
- قال الشاعر أن دموع عينه تشفيه من حزنه ورغبة من كثرة البكاء حتى ولو لم يكن لهما أي فائدة، لأنه قد فقد ابنه ودفنه بنفسه في القبر، وهو في حالة سوء وحسرة على فقدان ابنه الأوسط وأفضل أبنائه وأصلحهم.
- المدة التي عاشها ما بين ولادته حتى وفاته كانت قصيرة جدًا ووقت ما كان يضع ابنه في القبر كان يتذكر تفاصيل حياة ابنه من بداية ولادته حتى إصابته بالمرض الذي كان سببًا في هلاك جسده حتى أدي به على الموت.
- يشكو الشاعر إلى الله لأن فاجعة الموت أبعدت ابنه عنه ورؤيته مره أخرى أصبحت مستحيلة رغم القرب من قبره وضاع أمل الشاعر في شفاء ابنه وعودته له سالمًا من المرض.
- تمنى الشاعر لو كان قد مات قبل ابنه لأنه لا يتحمل الصبر على فراق ابنه لكنه راضي عن ذلك رغم أنه لا يستطيع تجاوز الفراق، لكن الله عز وجل له حكمة أخرى لأن أمور الحياة في يد الله عز وجل فقط ليست بيد الناس.
- أنه لو كان يستطيع فداء ابنه ليرجع على الحياة كان سيسرع بفدائه بأغلى ما يملك، وقال إن الناس يذمون حزنه وهم لا يشعرون ما بداخله مما يعانيه من فقد ابنه.
- وإذا أنجب ولدًا من بعده وفرح به فستبقى ذكرى ابنه الأوسط باقية في قلبه، وأن بعد موت ابنه لا يستطيع أن يفرح مرة أخرى وسيعيش الباقي من عمره مبتعد عن لذاته.
قصيدة طواه الردى
من شدة حزن ابن الرومي على فراق ابنه قال أكثر الكلمات حزنًا على موته وفراقه وهي:
بكاؤكما يشفي وإن كان لا يجدي *** فجادا فقد أودى نظيركما عندي.
بني الذي اهدته كفاي للثرى *** فيا عزة المهدي ويا حسرة المهدي.
توخي حمام الموت أوسط صبيتي *** فلله كيف اختار واسطة العقد.
على حين شمت الخير من لمحاته *** وأنست من أفعاله اية الرشيد.
طواه الردي عني فأضحى مزاره *** بعيدًا على قرب قريبًا على بعد.
لقد أنجزت فيه المنايا وعيدها *** واخلفت الآمال وما كان من وعد.
تنغص قبل الري ماء حياته *** وفجع منه بالعذوبة والبرد.
بودي أني كنت قدمت قبله *** وأن المنايا دون صمدت صمدتي.
وللرب إمضاء المشيئة لا للعبد *** وما سرني أن بعثه بثوابه.
ولو أن التخليد في جنة الخلد *** ولا بعثه طوعًا ولكن غصبته.
وإني وإن متعت بابني بعده *** لذاكره ما حنت النيب في نجد.
تكتلت سروري كله إذ تكلته *** وأصبحت في لذات عيشي أخا زهد.
نبذة عن ابن الرومي
هو أبو الحسن بن العباس بن الرومي وهو من أعظم شعراء العصر العباسي وتميز بقدرته الفائقة في التعبير عن الذات الإنسانية ولد في بغداد عام 835م، وتوفى عام 897م أي عن عمر 62 عامًا، عاش ببغداد طوال حياته موطن اباه، كانت ثقافته هي اللغة العربية الإسلامية، ورزق بثلاثة أبناء وماتوا جميعًا في طفولتهم ورثاهم بكلمات حزينة جداً، توفى الرومي بسبب أن القاسم بن عبيد الله دس له السم خوفًا من أن يهجوه.
فقد بعد أن بكى الرومي على ابنه لكنه سلم بأن الموت هو أمر الله وقضاء وقدر ولا يستطيع أن يغير الواقع رغم انه يتمنى لو يستطيع فداء ابنه وإعادته للحياة مرة أخرى.