من أعظم الأعمال أجراً وأيسرها جهداً… أكمل

شهرين منذ
كريم احمد الحسيني

 

الذكر حياة القلوب، فإنه من أعظم الأعمال أجرًا وأيسرها جهدًا، فقد قال سبحانه وتعالى تعليقًا على حال الذاكرين من عباده:” ألا بذكر الله تطمئن القلوب“، وذكر العبد لله سبحانه وتعالى دليلًا على صدق إيمانه، لأنه بين حال المنافقين بأنهم لا يذكرون الله إلا قليلًا، وعبر موقع لحظات نيوز نتعرف أهمية وفضل ذكر الله سبحانه وتعالى،

من أفضل الأعمال وأزكاها عند الله

من أعظم الأعمال أجراً وأيسرها جهداً

هل شاهدت من قبل نباتًا جميل المظهر وجميل الأزهار لكن صاحبه أهمل سقيه والاعتناء به؟ كيف ستكون حالته؟ هل ستظل نضارته لفترة طويلة أم ستذبل بسرعة؟ هل رأيت سمكة تم إخراجها من الماء، هل كانت حية؟ أو هل احتاجت إلى الهواء مثل احتياجها للطعام والشراب، أو ربما أكثر؟

هكذا يحدث أيضًا في قضية ذكر الله سبحانه وتعالى، فالذكر للقلوب هو قوة يومية لا يمكن أن نتخيل الحياة بدونها، ومن خلال هذه الحقيقة يأتي التمثيل النبوي الرائع؛ ليظهر حال الذاكرين ومواجهته لحال الغافلين واللاهين، فقد قال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:” مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه، مثل الحي والميت“،

الذكر حياة للقلوب

يقول ابن تيمية، شيخ الإسلام: “الاهتمام بذكر الله للقلب مثل أهمية الماء للسمك، فكيف يكون وضع السمك لو ابتعد عن الماء؟”.

من هنا نستطيع أن نفهم السبب وراء اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بالتذكير بالله وبيان فضائل الذكر المتكررة.

روى أبو الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:” ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم, وأرفعها في درجاتكم، وخيرٌ لكم من إنفاق الذهب والوَرِق، وخيرٌ لكم من أن تلقوا عدوكم، فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم؟“.

وعن عبد الله بن بُسر رضي الله عنه، يروي أحدهم حديثًا يقول فيه رجلًا:” يا رسول الله! إن شرائع الإسلام قد كَثُرت عليَّ، فأخبرني بشيء أتشبث به، فقال عليه الصلاة والسلام: لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله” رواه الترمذي وابن ماجه،

حياة الغافل عن ذكر الله تعالى

واللسان الذي يغفل عن ذكر الله تعالى يشبه اليد العاجزة، أو العين العمياء، أو الأذن الصماء، فإنهم أعضاء غير قادرة على أداء ما خلقت لأجله، فكيف يمكن للعقل المستنير أن يكون له دليل إذا لم يكن له الدعم والنجدة؟ ولذلك وصف العلماء الذكر للقلب بأنه القوت، وعندما يحرم الأجساد منه تصبح قبورًا، وجعلوه كأداة تحارب أصحابها القاطعين للطريق، والماء الذي يطفئ نار الحريق، ودواء الأمراض، وعندما يفتقدوه، تتشوه قلوبهم، بالإضافة إلى أنه هو العلاقة التي تربط بينهم وبين علام الغيوب سبحانه وتعالى،

أهمية ذكر الله سبحانه وتعالى

وقد تأكد في القرآن الكريم أهمية ذكر الله ودوره في تحقيق النصر، حتى في أصعب الظروف، عندما يحدث القتال وترتفع رؤوس الأعداء ويتناثر غبار المعارك، في هذه اللحظات الحرجة، يكون ذكر الله تعالى هو الدعم الإلهي الذي يمنح القلب ثباته وقوته.

وقد قال الله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون“.

ومن بين شرف ذكر الله أن الله تعالى يظهر فضل عباده الذاكرين ويبيّن مكانتهم العظيمة للملائكة الكرام، روى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه، فقال:” ما أجلسكم؟” قالوا: جلسنا نذكر الله، ونحمده على ما هدانا للإسلام، ومنَّ به علينا، قال:” آلله ما أجلسكم إلا ذاك؟” قالوا: والله ما أجلسنا إلا ذاك، قال:” أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم، ولكنه أتاني جبريل عليه السلام، فأخبرني أن الله عز وجل يباهي بكم الملائكة“،

الثواب الذي أعده الله للذاكرين من عباده

اختصّ الله سبحانه وتعالى أصحاب مجالس الذكر بأربعة فضائل: تنزل عليهم الطمأنينة، وتغشى عليهم الرحمة، ويُحاطون بالملائكة، ويُذكر اسمهم في الملأ الأعلى.

وهذه الفضائل ذُكِرَت في حديث أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم:” لا يجلس قوم يذكرون الله عز وجل إلا حفتهم الملائكة، وُغُشِيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذُكِرَتهم الله فيمن عنده“.

كما يقال في القرآن الكريم، الذكر هو تجديد للروح واتباع للشرع، ولذلك فإن العقل يشتهي الاستمرار في التعلق بالله، لتهدأ النفس وتشفى من أمراضها المختلفة، كما قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم:” ألا بذكر الله تطمئن القلوب“.

في هذا المقال كان الجواب للسؤال عن ما أعظم الأعمال أجرًا وأيسرها جهدًا؟، والإجابة تتلخص في أنه ذكر الله تعالى، حيث إنه من أعظم الأعمال عند الله فضًلا كما بين الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز، والنبي صلوات الله وسلامه عليه في سنته المطهرة.

آخر الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى