ما هو توحيد الألوهية وما هي أنواع التوحيد الثلاثة

من أهم العلوم التي ينبغي على كل مسلم معرفتها هو علم التوحيد فهو الذي ينبني عليه العقيدة بداخله وفي موقع لحظات نيوز سنوضح ما هو توحيد الألوهية وما هي أنواع التوحيد الثلاثة مستشهدين بالأدلة من القرآن والسنة.
ما هو توحيد الألوهية
معنى التوحيد ينشق لقسمين هما:
- التوحيد في اللغة: هو مصدر للفعل ” وحَّد، يوحِّد” والتشيد للمبالغة وتوحيدا فهو موحد إذا نسب إلى الله الوحدانية، وتقول العرب واحد أي منفرد.
- التوحيد في الاصطلاح: هو إفراد الله تعالى بما يختص به بالألوهية والربوبية والأسماء والصفات.
ما هي أنواع التوحيد الثلاثة
أنواع التوحيد الثلاثة تتمثل فيما يلي:
1- توحيد الربوبية
توحيد الله بأفعاله كالخلق والتدبير والرزق والإحياء والإماتة وهو أقر به المشركون ، قال تعالى: “وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ” ، ولكنهم لم يقروا بتوحيد الألوهية، فمن اعتقد بوجود خالق غير الله فقد أخل بتوحيد الربوبية.
2- توحيد الألوهية
توحيد الله بجميع أنواع العبادة الظاهرة والباطنة قولا وعملا وكذلك نفي العبادة لمن سواه كالصلاه والدعاء والتضرع والتوكل والاستعانة والاستغاثة والذبح ، قال تعالى: “واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا” .
سمي بالألوهية لأنه مبني التأله لله وهو كمال الحب مع كمال التعظيم لله عز وجل وسمي أيضا بتوحيد العبادة وذلك لأن العبد يتعبد لله بأداء أوامر الله واجتناب ما نهى عنه وسمي أيضا بتوحيد الطلب والقصد والإرادة وهذا لأن العبد لا يطلب إلا وجه الله ولا يقصد إلا وجه الله ولا يريد إلا وجه الله فيعبد الله مخلصا له الدين.
وهذا النوع هو الذي لم يقر به المشركون ومن أجله بعثت الأنبياء والرسل وانزلت الكتب بل ومن أجله خلق الخلق وشرعت الشرائع، فمن صرف عبادة لغير الله فقد أخل بهذا النوع من التوحيد وخرج من الملة.
3- توحيد الأسماء والصفات
توحيد الله بأسماء الله وصفاته بالوجه الذي يليق بجلاله وعظمته فالاستواء معلوم والكيف معلوم والسؤال عن ذلك بدعة ويقوم هذا النوع على أساسين:
- الإثبات:وهو إثبات ما أثبته لنفسه في كتابه أو في سنة نبيه صلي الله عليه وسلم كم الأسماء والصفات على الوجه الذي يليق بجلاله وعظمته من غير تحريف ولا تأويل ولا تعطيل ولا تكييف.
- التنزيه:وهو تنزيه الله عن كل عيب ونقص ونفي ما نفاه عن نفسه من صفات، فنزه الله نفسه عن مماثلة خلقه وأثبت لنفسه صفات الكمال لما يليق به لقوله تعالى: “ليس كمثله شيء وهو السميع البصير”.
التوحيد في القرآن والسنة
وقد ثبت في القرآن والسنة استعمال كلمة التوحيد أو أحد مشتقاته فيما يلي :
- قوله تعالى: (قل هو الله أحد…).
- وقوله تعالى: (وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ)
- وقوله: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) المائدة/73، والآيات في هذا المعنى كثيرة جدا.
- وفي صحيح البخاري ومسلم ،عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لَمَّا بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ إِلَى نَحْوِ أَهْلِ الْيَمَنِ قَالَ لَهُ: (إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَى أَنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ تَعَالَى فَإِذَا عَرَفُوا ذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ فَإِذَا صَلَّوْا فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ زَكَاةً فِي أَمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِنْ غَنِيِّهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فَقِيرِهِمْ فَإِذَا أَقَرُّوا بِذَلِكَ فَخُذْ مِنْهُمْ وَتَوَقَّ كَرَائِمَ أَمْوَالِ النَّاس).ِ
- وفي صحيح مسلم ، عن ابن عمر رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسَةٍ: عَلَى أَنْ يُوَحَّدَ اللَّهُ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَصِيَامِ رَمَضَانَ وَالْحَجِّ).
والمقصود هنا في هذه النصوص شهادة “أن لا إلا الله وأن محمد رسول الله” وهذا هو الإسلام الذي بعث به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى العالمين.
خلق الله السموات والأرض وخلق الإنس والجان وأمرهم أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا فأرسل الأنبياء والرسل وأنزل الكتب وسخر لهم الكون حتى يقوموا بعبادته فمنهم من آمن ومنهم من كفر فمن آمن فله جنات ورضوان من الله ومن كفر فله النار.