من هو الصحابي الذي منحه الرسول مفتاح الكعبة؟ وما قصته؟

في تاريخ الإسلام، تمثل شخصيات الصحابة الجليلين أعمق معاني الإيمان والتضحية، ومن بين هؤلاء الصحابة البارزين كان هناك من نال شرفًا عظيمًا ومميزًا من النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث منحه النبي مفتاح الكعبة، ومن خلال موقع لحظات نيوز سنستعرض في هذا المقال حكاية هذا الصحابي الجليل والمكانة الخاصة التي أوجدها له النبي صلى الله عليه وسلم.
من هو الصحابي الذي منحه الرسول مفتاح الكعبة
الصحابي الجليل عثمان بن طلحة يعد واحدًا من الشخصيات البارزة في تاريخ الإسلام، حصل على شرف خاص عندما منحه النبي مفتاح الكعبة المشرفة، وذلك في فترة الصلح بين المسلمين والمكة، خلال السنة الثامنة للهجرة، عاش عثمان بن طلحة لحظات تاريخية مهمة، حيث شهد فتح مكة الكبرى، وقد تم فيها إسلام سكان المدينة بأكملها.
وقبل إسلامه، كان له دور كبير في مساعدة أم سلمة، زوجة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، خلال هجرتها إلى المدينة، بفضل مساهمته وتعاونه معها، تمكنت من الانضمام إلى زوجها في المدينة المنورة.
ما قصة منح مفتاح الكعبة لعثمان
عثمان بن أبي طلحة، رضي الله عنه، كان من قبيلة بني عبد الدار، إحدى أعظم وأكبر قبائل قريش، ولهذه القبيلة تاريخ كبير وشرف كبير قبل فتح مكة المكرمة، فقبل الإسلام قام رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بطلب مفتاح الكعبة من عثمان بن أبي طلحة.
في البداية اعتقدت القبيلة أنه سيتم منح المفتاح لبني هاشم، لأنهم كانوا أحق به نظرًا لأنهم كانوا مسؤولين عن خدمة وسقاية الحجاج، ولكن المفتاح تم منحه بواسطة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عثمان بن أبي طلحة.
هذا الموقف يعكس حكمة النبي محمد وتفهمه لمفهوم العدالة والمساواة، بالإضافة إلى ذلك، يذكرنا بالحوار الذي دار بين النبي وعثمان بن أبي طلحة قبل الهجرة، حيث طُلب منه تسليم مفتاح الكعبة للدخول إليها، ورغم رفضه آنذاك، إلا أنه في نهاية المطاف تم منحه هذا الشرف بعد دخول الإسلام.
من حمل مفتاح الكعبة بعد وفاة عثمان بن طلحة
بعد رحيل الصحابي الجليل عثمان بن طلحة، لا نجد تسجيلًا محددًا لورثة مفتاح الكعبة، ومع ذلك استمرت هذه المهمة بالتوريث عبر الأجيال إلى يومنا الحالي، حيث استمرت العائلة التي تنحدر من عثمان بن طلحة في حفظ مفتاح الكعبة وأداء مهمتها.
يُذكر أن هؤلاء الأفراد من نسله شهدوا بالأحقية والاستحقاق لهذا الدور الشرفي، وقد شهد لهم رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بأنهم يستحقون هذا الدور، ولذلك يتوارثون مفتاح الكعبة.
إن قصة عثمان بن طلحة ومفتاح الكعبة تمثل واحدة من القصص المميزة في تاريخ الإسلام، فقد كانت هذه اللحظة لحظة توج في حياة عثمان، وهي رمز للثقة والإيمان الذي كان يتمتع به هذا الصحابي الجليل، من خلال هذا العمل الكبير، أكد النبي محمد صلى الله عليه وسلم على مكانة عثمان بن طلحة وأهل بيته.