هل الاضحية واجبة على المقتدر وحكمها لغير المقتدر

شهرين منذ

Kero Elbadry

في الإسلام، تحتل الأضحية مكانة خاصة كعبادة تجمع بين العبادة والعمل الخيري، تمثل الأضحية رمزًا للطاعة والتقرب إلى الله، ولكن هناك تساؤلات تثار بشأن حكم الأضحية على المقتدر وحكمها لغير المقتدر، هنا في جريدة لحظات نيوز سنسعى لاستكشاف هذه المسألة وتوضيحها بشكل أكثر تفصيلًا.

هل الاضحية واجبة على المقتدر

فيما يتعلق بوجوب الأضحية، هناك اختلاف في آراء العلماء حول مسألة هل هي واجبة على المقتدر أم سنة مؤكدة على الجميع، بعض العلماء يرون أنها واجبة على المقتدر، في حين يعتقد الجمهور من العلماء أنها سنة مؤكدة على جميع المسلمين، حيث قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: { َصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [سورة الكوثر: الآية 2].

وقال رسول الله صلى الله وسلم: {مَن كانَ لَهُ سعةٌ ولَم يضحِّ، فلا يقربنَّ مُصلَّانا} [الراوي: أبو هريرة]، ولكن خلاصة حكم المحدث هي ضعفه أصحاب الحديث.

الأضحية هي نعمة من الله تعالى حيث جعلها للمسلمين وسيلة للمشاركة في فضل الحجاج في موسم الحج. حيث يكون للحجاج الهدي، بينما يقوم سائر المسلمين بذبح الأضحية، وهذا يعتبر اقتداءً بالنبي إبراهيم عليه السلام والمحافظة على سنته.

اقرأ أيضًا: ما حكم من لا يضحي في العيد

حكم من لم يضحي وهو قادر

بالنظر إلى حكم الأضحية، يتضح أن هناك اختلاف في آراء العلماء بشأن واجبيتها على المسلم غير القادر كما ذكرنا سابقًا، ولكن تعتبر سنّتها مؤكدة على سائر المسلمين باشتراط القدرة عليها، لذلك، والشخص الذي لم يضحّ وهو قادر على ذلك لا يأثم بذلك في نظر الله.

ومع ذلك، يعتبر أنه قد فوّت فرصة لأداء سنة مؤكدة وأجر عظيم، ولن يتمكن من الاستفادة من الثواب الكبير المرتبط بها، لا يجب على هذا الشخص قضاء الأضحية بعد انتهاء وقتها، إلا إذا كان قد نذر بأداء الأضحية في المستقبل، في هذه الحالة يصبح عليه واجباً ولزاماً أن يوفي بنذره ويقيم أضحيته.

الحكمة من مشروعية الأضحية

الأضحية هي عبادة مهمة في الإسلام تمثّل رمزًا للطاعة والتقرب إلى الله، يُذبح خلال أيام عيد الأضحى من قبل المسلمين حول العالم كتعبير عن الامتثال لسنّة سيدنا إبراهيم عليه السلام عندما كان على استعداد لذبح ابنه إسماعيل بأمر من الله.

هذه العبادة تعلّم الصبر والامتثال لأوامر الله حيث قام إبراهيم بالفعل بذبح غنم تعويضًا عن ابنه، قال الله تعالى: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} [سورة الصافات: الآية 102].

تُظهر الأضحية أيضًا الروح الاجتماعية والتكافل في المجتمع المسلم حيث يتم توزيع جزء من اللحم على الأقارب والجيران والفقراء، مما يعزز التلاحم والتراحم بين أفراد المجتمع.

في نهاية هذا النقاش، يظل الحكم بشأن واجبية الأضحية على المقتدر وحكمها لغير المقتدر قضية محورية تحتاج إلى فهم دقيق للأحكام الشرعية، على الرغم من التباين في الآراء بين العلماء، فإن الأضحية تظل عبادة قيمة تجسد التقوى والشكر لله سبحانه وتعالى.