ما هي العلاقة بين الأمانة والإيمان

شهرين منذ

كريم احمد الحسيني

الأمانة من الأخلاقيات التي تساهم في نشر الثقة المتبادلة بين أفراد المجتمعات على اختلاف مستوياتهم وتحقيق الصلاح في الدنيا والآخرة، وبما أنها من الأخلاقيات فنطرح سؤالًا ما هي العلاقة بين الأمانة والإيمان، ومن خلال موقع لحظات نيوز نتعرف على إجابة هذا السؤال وتوضيح العلاقة الكامنة بين الأمانة والإيمان.

تعريف الأمانة

يتعلق معنى الأمانة في عقول الكثير برد الودائع إلى أهلها، ولكن الودائع ما هي إلا جزء من الأمانة، حيث يشمل معنى الأمانة في اللغة والاصطلاح على الوفاء بالعهد والالتزام بحفظه وأداؤه والثبات عليه وعى كل ما يلزم الإنسان أداؤه.

كما يشمل تعريفها حفظ الأسرار وكتمانها، وعدم التعدي على حقوق الغير أو الأخذ منها، مع استشعار أهمية ذلك وعدم التساهل في الأمر، لأن الإيمان أقر بواجب أداء الأمانة على أكمل وجه.

ذكر الأمانة في القرآن والسنة

الأمانة

جاء القرآن الكريم مؤكدًا على ضرورة الأمانة وعدم التساهل فيها في الكثير من المواضع يتم ذكر بعضها فيما يلي:

{يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَخونُوا اللَّـهَ وَالرَّسولَ وَتَخونوا أَماناتِكُم}
{إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}
{أُبَلِّغُكُم رِسالاتِ رَبّي وَأَنا لَكُم ناصِحٌ أَمينٌ}
{إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ).

أما عن السنة والأحاديث النبوية الشريفة فمنها الكثير التي تحُث على أداء الأمانة بكل ما تحمله من معنى، ومن هذه الأحاديث:

“جَاءَ أَهْلُ نَجْرَانَ إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَقالوا: يا رَسولَ اللهِ، ابْعَثْ إلَيْنَا رَجُلًا أَمِينًا فَقالَ: لأَبْعَثَنَّ إلَيْكُمْ رَجُلًا أَمِينًا حَقَّ أَمِينٍ حَقَّ أَمِينٍ، قالَ فَاسْتَشْرَفَ لَهَا النَّاسُ قالَ فَبَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ بنَ الجَرَّاحِ”
ما رواه الإمام البخاري في صحيحه: “أَخْبَرَنِي أبو سُفْيَانَ، أنَّ هِرَقْلَ قَالَ له: سَأَلْتُكَ مَاذَا يَأْمُرُكُمْ؟ فَزَعَمْتَ: أنَّه أمَرَكُمْ بالصَّلَاةِ، والصِّدْقِ، والعَفَافِ، والوَفَاءِ بالعَهْدِ، وأَدَاءِ الأمَانَةِ، قَالَ: وهذِه صِفَةُ نَبِيٍّ”
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: “المُسلِمُ مَن سلِم المُسلِمونَ مِن لسانِه ويدِه والمُؤمِنُ مَن أمِنه النَّاسُ على دِمائِهم وأموالِهم“

اقرأ أيضًا: أجمل الأحاديث عن الأمانة

صور الأمانة

الأمانة بمعانيها التي تشتمل الكثير، يمكن تصنيفها إلى الأمانة المتعلقة بحقوق الله تعالى والأمانة المتعلقة بحقوق العباد، وهذا يتم توضيحه في التالي:

من الأمانات التي يحملها المسلم هي تبليغ الدين للناس مما فعل الرسل عليهم السلام، والعلماء من بعدهم والدعاة.
الأمانة في العبادات التي كلفنا الله بها من الفرائض وأركان الإسلام والإيمان وغيرها.
عدم الاعتداء والأخذ من أموال الغير، أو الأموال الخاص بالمصالح والعمل.
أداء الأموال إلى أصحابه وإلى من له الحق فيها.
عدم الخوض في أعراض العباد، فهي أمانة ليس لأحد الحق في انتهاكها.
أرواح وأجساد البشر أمانة لا يجوز لأحد التعرض لها بالأذى او الضرر بأي شكل من الاشكال.
العلم والمعرفة من الأمانات التي تحتم على من يطلبها ان يطلبها بالشكل الصحيح ويُعلمها لغيره بدون تحريف أو تبديل في أي منها.
الكتابة وخاصةً كتابة الحقائق، لابد الالتزام بالمعايير الخاصة بها دون تحريف أو تزوير للحقائق.
تبليغ الرسالة سواء أكانت مكتوبة او لفظية، دون التغيير أو نقصان شيء منها.
كل الأعمال المتعلقة بالدولة يجب الالتزام بها، والحرص على كتمان الأسرار المتعلقة بالدولة.
قول الشهادة من أهم الأمانات التي يحملها الإنسان على عاتقه، ويحرم عليه التزوير فيها.
كتمان الأسرار والحفاظ على خصوصية الآخرين.
الحواس أمانة الله إلينا فلا يجب تسخيرها في المحرمات، ولكن حفظها كحفظ اللسان من الألفاظ المحرمة، وغض البصر، والتنصت على خصوصيات الغير.
الحفاظ على الأهل والأولاد والزوج والزوجة وكل منهل له حق الرعاية، والحفاظ على أسرار المنزل.
إتقان العمل الذي أشمرنا الله بالقيام به من أجل عمارة الكون، فالقيام به لابد أن يكون على أكمل وجه.

على المؤمن اكتساب خلق الأمانة وتعويد النفس عليها، للفوز بالدنيا والآخرة، مع الحرص على نصح من حوله بالتحلي بهذا الخلق وتنشئة الأجيال القادمة عليه، مع تنبيه ك فرد على الأمانات التي على عاتقه، وأيضًا التنبيه على عواقب خيانتها.