خطبة عن العشر الاواخر من رمضان

شهرين منذ

مي احمد المحمدي

خطبة العشر الاواخر من رمضان هي جزء من شعائر إسلامية ارتبطت بالرغبة في زيادة العبادات تقربا لله عز وجل، والعشر الأواخر امرنا الرسول فيها بتحري ليلة القدر، وبلغ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتزاله الناس وإكثاره من الصلاة وقراءة القرآن والصدقات.

خطبة عن العشر الاواخر من رمضان

يا معاشر الصائمين مضت لليالي الشهر الكريم وتبقى العشر الأواخر من نفحات الرحمن القادرة على عتق الرقاب من النار، يكرم الله عباده بنفحات من الخير والطاعات، يغتنم الصالحون نفائسها، يتداركوا أواخرها، وإنها لنعمة كبيرة يتفضل الله علينا بها لحضور العشر الأواخر من رمضان، وإن من تمام شكر هذه النعمة أن نغتنمها بالأعمال الصالحة، من الظواهر التي شاعت بين عباد الله وهي ظاهرة ضعف الإقبال على العبادة والطاعة في العشر الأواخر من رمضان، ويظهر ذلك في قلة عدد المصلين في الأيام الأخيرة منه ويزال عدد المصلين في صلاة التراويح يقل، وأقل منهم الذين يصلون قيام الليل.فنرى المساجد تهجر وتعمر الأسواق في أعظم ليالي الشهر التي يغفر بها الله للمذنبين في الثلث الأخير من الليل، ونرى كيف انتصر الشيطان على أبناء أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وأوقعهم في الكثير من الذنوب وصرفهم عن عبادة الله في هذا الوقت العظيم الذي يحصد من قامها إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه.

الخطبة الثانية

فالله أيها المؤمنون لا تفوتكم تلك الفرصة العظيمة، أيها الغافلون الراقدون اهجروا لذيذ النوم وكونوا ممن قال الله فيهم: (تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا)، يا معشر الصائمين اطلبوا في تلك الليلةَ العظيمة التي لا يحرم خيرها إلا محروم، ليلة العتق والمناجاة، ليلة نزول القرآن، ليلة الرحمة والغفران، ليلة كثيرة البركات وعزيزة الساعات، (ليلة القدر خير من ألف شهر)، (تنزل الملائكة والروح فيها) ، حيث (تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ) ، قال ابن كثير رحمه الله: “يكثُر نزولُ الملائِكَة في هذه الليلةِ لكَثرةِ برَكَتها”، والملائكةُ ينزلون في المنازل وخاصة عند تلاوة القرآن والصلاة.
أخي المؤمن في كل ليلةٍ ساعة إجابة، والكريم فيها يمنح، فسل فيها ما شئت، يقول عليه الصلاة والسلام: ((إنّ في اللّيلِ لساعةً لا يُوافقها رجلٌ مُسلم يسأل اللهَ خيرًا مِن أمرِ الدّنيا والآخرة إلاّ أعطاه إيّاه، وذلك كلَّ ليلة)) رواه مسلم.

وفي الختام، من خلال خطبة عن العشر الاواخر من رمضان فاتقوا الله عباد الله، وأنيبوا إليه، وأخلصوا له ، ولازموا التوبة والاستغفار، واشكروا الله الذي هداكم للإيمان وبلّغكم شهر الصيام وأعانكم على صيامه وقيامه.