قصة مدينة بومبي الإيطالية وحقيقة ذكرها في القرآن

كانت بومبي مدينة رومانية قديمة تقع على الساحل الغربي لإيطاليا بالقرب من مدينة نابولي الحديثة، وتأسست مدينة بومبي في القرن السابع قبل الميلاد من قبل الإغريق وتم غزوها لاحقًا من قبل السامنيين وهو مسمى لاتيني عن منطقة جنوب ووسط إيطاليا في العصر الروماني، ثم قام الرومان في عام 424 قبل الميلاد بغزوها واحتلالها، ومن خلال موقع لحظات نيوز سنقوم بعرض قصة المدينة وحقيقة ذكرها في القرآن.
قصة مدينة بومبي الإيطالي
كانت مدينة بومبي مدينة قوية وذات قوة هائلة في أمور مختلفة، حيث أنها كانت مدينة متطورة وحصلت على ميناء بحري قوي مع شبكة طرق واسعة، وكانت مركز قوي للإنتاجات الزراعية بسبب إنتاجها للحبوب والزيتون والنبيذ.
وكانت مدينة بومبي يعيش فيها حوالى 200 ألف شخص، إلى أن ثار بركان هائل ادى إلى دفن المدينة واختفائها، وتم اكتشافها عام 74 بعد الميلاد بسبب العثور على جثث متحجرة، ولم يبدأ التنقيب والحفر لاكتشاف هذه المدينة حتى عام 1748 ميلاديًا.
حقيقة ذكر مدينة بومبي في القرآن
لا يوجد إجماع بين المفسرين على ذكر مدينة بومبي صراحة في القرآن الكريم ولكن يعتقد بعض المفسرين أن مدينة بومبي مذكورة بشكل غير مباشر في الآية رقم 67 من سورة يس (وَلَوْ نَشَآءُ لَمَسَخْنَٰهُمْ عَلَىٰ مَكَانَتِهِمْ فَمَا ٱسْتَطَٰعُواْ مُضِيًّا وَلَا يَرْجِعُونَ).
ويُفسِّر بعض العلماء هذه الآية على أنها إشارة إلى تحويل أهل بومبي إلى حجارة في أماكنهم ويساندون تفسيرهم إلى الوصف الدقيق لطريقة موت أهل بومبي حيث ماتوا اختناقًا بسبب الرماد البركاني، بينما كانوا في أماكنهم، دون أن يتمكنوا من الهرب.
التشابه بين مصير أهل بومبي ومصير قوم لوط حيث عاقب الله تعالى قوم لوط بعذاب أليم وهو المسخ، كما ورد في القرآن الكريم (وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ)، سورة الأعراف، الآية 74.
ويرى بعض المفسرين أن الآية تشير إلى عقاب الله تعالى للظالمين بشكل عام، دون ربطها بمدينة بومبي أو أي مدينة أخرى، وتبقى قصة مدينة بومبي عبرة للبشر على عقاب الله للقوم الظالمين الفاسدين.
أحداث اختفاء مدينة بومبي
كما ذكرنا كان لدى مدينة بومبي حضارة قوية ومزدهرة، وكان موقعها مميز بإطلالتها على جبل بركاني خامد، وكان أغلب سكانها من الأثرياء، وكانت المدينة جميلة و شوارعها مرصوفة بالحجارة وامتازات بوجود الحمامات العامة، وانتشار الأعمال الفنية بها من خلال الرسم على الجدران.
ولكن اشتهر المدينة واهلها بالزنا وحب الشهوات، وكانوا يمارسون الشذوذ في كل مكان بعلانية أمام الأطفال، وكانوا يستنكرون من يتستر.
واشتهرت بومبي بوجود بيوت الدعارة في كل مكان في المدينة، بالإضافة إلى وجود غرف صغيرة لا يوجد لها سوى فراش لممارسة الرذيلة.
إلى أن ثار بركان فيزوف عام 79 ميلاديًا وانفجر انفجار قوي، ودفن مدينة بومبي وسكانها والمناطق المحيطة بها تحت طبقة سميكة من الرماد والحمم البركانية، واختفت المدينة بعد أن أهلك الله أهل القرية الطاغية، وعندما بدأت عمليات الحفر وجدت الجثث على هيئتها وشكلها، وكانت القرية دفنت بحوالي 4 إلى 6 أمتار من الرماد والحطام.
الدروس المستفادة من قصة مدينة بومبي دينيًا
توجد العديد الدروس التي يمكن أن نستفيد منها ونستنبطها من قصة مدينة بومبي وهي:
- الخوف من غضب الله عز وجل، حيث أن المؤمنين اعتبروا قصة مدينة بومبي وما حدث بها وبأهلها هو غضب من الله على خطاياهم.
- يجب أن نأخذ من قصة بومبي العظة والعبرة من خلال إدراكنا بقوة الله عز وجل على إهلاك الظالمين في أي لحظة وأي مكان.
- يجب على المؤمنين التوبة والرجوع إلى الله قبل فوات الأوان وادراك ان الله غفور رحيم، يقبل من يتوب إليه.
- تلفت نظرنا قصة بومبي أن يجب على الإنسان شكر الله عز وجل على كل ما أنعم به علينا وأن لا تغرنا الدنيا، فالله قادر على أن يسلب منا جميع هذه النعم في لحظة، ويجب علينا التواضع لله وأنه وحده قادر على كل شئ.
تذكرنا قصة مدينة بومبي بهشاشة الحياة، ولفت انتباهنا إلى أن هناك العديد من الاشخاص ماتوا بشكل بمفاجئ، وعليه يجب أن نعيش حياتنا بشكل صحيح، وأن نقدر حياتنا ونرى الله في جميع أفعالنا، فساعدتنا قصة بومبي على فهم قوة الطبيعة المدرة، وإدراك قوة الله عز وجل على تغير جميع أمور الدنيا في لحظة لا يمكن إدراكها.