شعر رومانسي جاهلي قوي ومعبر

شهرين منذ

كريم احمد الحسيني

الشعر الرومانسي الغزلي كانت لا تخلو منه قصيدة في العصر الجاهلي حتى لو لم يكن من القصيدة الغزل والرومانسية، لذا سنتناول في موقع لحظات نيوز شعر رومانسي جاهلي حيث يتميز بقوته وتعبيره وتأثيره على القارئ والسامع له.

بَردُ نسيم الحجاز في السَّحَرِ

هي قصيدة لعنترة بن شداد كاتبًا لحبيبته شعرًا غزليًا واصفًا فيها عدم غنى الحبيب عن نسيم الحجاز وملك كسرى في بدايتها وهي كما يلي:
بَرْدُ نَسيم الحجاز في السَّحَرِ

إذا أتاني بريحهِ العطِرِ

ألذُ عندي مما حوتهُ يدي

من اللآلي والمال والبدَر

ومِلْكُ كِسْرَى لا أَشتَهيه إذا

ما غابَ وجهُ الحبيبِ عن النّظر

سقى الخيامَ التي نُصبنَ على

شربة الأُنسِ وابلُ المطر

منازلٌ تطلعُ البدورُ بها

مبرقعاتٍ بظلمة الشَّعرِ

بيضٌ وسمرٌ تحمي مضاربها

أساد غابٍ بالبيضِ والسُّمر

أتعْرِفُ رسمَ الدارِ قَفْراً مَنازِلُهْ

هي قصيدة لطرفة بن العبد وبدأ فيها بوصف الأماكن التي في حياته ونسبها كلها أنها ديار لمحبوبته فهو كان يحب محبوبته مولعًا بها وكان يكتب فيها من الشعر الكثير:
أتعْرِفُ رسمَ الدارِ قَفْراً مَنازِلُهْ

كجفْنِ اليمانِ زخرفَ الوشيَ ماثلُهْ

بتثليثَ أو نجرانَ أو حيثُ تلتقي

منَ النّجْدِ في قِيعانِ جأشٍ مسائلُه

دِيارٌ لِسلْمى إذ تصِيدُكَ بالمُنى

وإذ حبلُ سلمى منكَ دانٍ تواصُلُه

وإذ هيَ مثلُ الرّئمِ، صِيدَ غزالُها

لها نظرٌ ساجٍ إليكَ تواغِلُه

غَنِينا، وما نخشى التّفرّقَ حِقبَةً،

كِلانا غَريرٌ، ناعِمُ العيش باجِلُه

لياليَ أقتادُ الصِّبا ويقودُني

يجولُ بنا ريعانُهُ ويُحاولُه

سما لكَ من سلْمى خيالٌ ودونَها

سَوَادُ كَثِيبٍ، عَرْضُهُ فأمايِلُهْ

فذَو النيرِ فالأعلامُ من جانب الحمى

وقُفٌّ كظَهْرِ التُّرْسِ تجري أساجله

وأنَّى اهتدَتْ سلمى وسائلَ بينَنَا

بَشاشَة ُ حُبٍّ، باشرَ القلبَ داخِلُهْ

الغزل في الشعر الجاهلي

كانت المرأة هي الأساس في الشعر الجاهلي وكان الغزل موجود في كل القصائد سواء التي كانت يقصد بها الغير أو لا، وذلك لأن المرأة كانت ركنًا أساسيًا في جميع جوانب الحياة ليس في الشعر فقط، فهي الأم والأخت والابنة والحبيبة والمربية.

فكان الشاعر في الجاهلية مفتون بها وبوصفها بالكلام عنها وينزلها منزلتها التي تليق بها، وكان قصائد الغزل أغلبها تصف الجمال الخارجي للمرأة كالوجه والجسد والهيئة قلما ما يتكلمون عن أثر هذا الجمال في نفوسهم وعواطفهم.

وينقسم شعر الغزل في الجاهلية إلي قسمين هما:

غزل عفيف: الغزل العفيف كان السائد في العصر الجاهلي حيث كان يتكلم عن حياء المرأة وعفتها وأخلاقها الجميلة.
غزل صريح: هو الغزل الذي يصور الشاعر فيه جسد المرأة بطريقة مباشرة.

إن من الشعر الرومانسي في الجاهلية سحر يتكلم به الشاعر وتنصت له الأذان فها ذاك يوصف محبوبته بأجمل الكلمات، ويضرب الأمثال حتى يرق له قلبها وهو قد عبر عن جزء صغير من ما يحويه في قلبه لها.