حكم الاحتجاج على المعاصي بمشيئة الله

شهرين منذ
Kero Elbadry

يسأل الكثير من المسلمين عن حكم الاحتجاج بمشيئة الله على المعاصي، وذلك يرجع لانتشار هذه الحجة بين العديد من المذنبين والمقصرين، ويقول إن الله إذا أراد أن يهدني لهداني، لكن هل الإيمان بالقدر يتنافى يؤيد تلك الحجة؟ لذلك سوف نعرض من خلال جريدة لحظات نيوز القول في الاحتجاج بالقدر في المعاصي.

حكم الاحتجاج بمشيئة الله على المعاصي

حكم الاحتجاج على المعاصي بمشيئة الله

إن العلماء أجمعوا على بطلان احتجاج العصاة والمقصرين في معصيتهم بمشيئة الله، حيث إنه لا يجوز أن يقوم بالمعاصي، ويترك فرائض الله عز وجل، ثم يعود ويرجع ذلك لمشيئة الله.

وإن في ذلك افتراء سوف يحاسبه الله عليه يوم القيامة، ناهيك عن إثم التحدث بذلك ونشره، فإذا اقتنع أحد من ضعف النفس بذلك، يكون حين إذ متحملُا إثمه معه.

الأدلة الشرعية على بطلان الاحتجاج بالقدر في المعاصي

بعدما عرضنا حكم الاحتجاج بمشيئة الله على المعاصي، نجد من المناسب أن نعرض الأدلة الشرعية التي استند لها العلماء في حكمهم على ذلك الأمر:

  • إن الله عز وجل لم يقبل هذه الحجة من الكفار عندما احتجوا بها في شركهم، حيث قال تعالى: “سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ ۚ كَذَٰلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ حَتَّىٰ ذَاقُوا بَأْسَنَا ۗ قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا ۖ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ“. [سورة الأنعام | الآية 148].
  • إن الله لا يكلف الإنسان فوق طاقته، فكيف إن كان الإنسان فكيف يُكلّف الله عز وجل عباده بالصلاة، واجتناب المعاصي، والصيام إذا كان الإنسان مجبرًا في فعله للمعاصي، وتركه للفرائض، والدليل على ذلك قوله تعالى: “فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ” في الآية (16) من سورة التغابن، وقوله: “لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا” في الآية (286) من سورة البقرة.

الأدلة العقلية على بطلان الاحتجاج بالقدر في المعاصي

بالإضافة إلى الأدلة الشرعية، فإن هناك كذلك أدلة عقلية على بطلان الاحتجاج في المعاصي بالقدر، وهي كالآتي:

  • إذا كانت حجة المشيئة صحيحة فذلك ينفي وجود الحساب، فليس هناك منطق في أن يحاسب الإنسان على ما أجبره عليه القدر.
  • يبحث الإنسان لنفسه على المنافع الدنيوية، ولا يحتج في بحثه واجتهاده في ذلك بالقدر.
  • إذا كانت هذه الحجة مقبولة، فبالتبعية سوف تسري على أذية النفس والغير من سرقة، ونهب، وغيرها من أفعال مشينة.

في الختام نكون قد وضحنا القول في أمر الاحتجاج بالقدر على المعصية والتقصير، كما بينا الأدلة الشرعية التي استند لها العلماء في حكمهم، كما أن هذه الحجة باطلة بالأدلة العقلية كذلك.

آخر الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى