قصة النبي أيوب واستجابة الله لدعائه

شهرين منذ

Aml ahmed fareed

قصة النبي أيوب من أكثر القصص عبرة وموعظة لجميع البشر، ومثال يجب أن يحتذى به في الصبر على بلاء وعطاء الله، فالنبي أيوب هو من ذرية سيدنا إسحاق عليه السلام، ضرب الله به مثل للبشرية في كونه رجل أعطاه الله النبوة، والمال، والأولاد، والصحة، وابتلاه بعدها الله تعالى أعظم ابتلاء رغم نبوته، ولكنه صبر صبراً لم يعهده أحد من قبل، ودعا الله فأجابه الله على صبره، بأن أجاب هذا الدعاء، وأعاد إليه أهله، ورزقه، وصحته من حيث لا يحتسب.

قصة النبي أيوب

نعرض لكم قصة النبي أيوب لتكون بمثابة مثال يحتذى به لكافة الناس:

كان سيدنا أيوب رجل غني وكثير المال، حيث كان يمتلك الأنعام والعبيد والأراضي والمواشي، وكان يملك الكثير من الأولاد والأهل، وعاش في تلك النعم لمدة عشرات السنين، حتى ابتلاه الله.
قام الله بابتلاء أيوب في جسده وأصيب بأمراض لم ينج منها أي عضو في جسده سوا قلبه، وظل أيوب صابر ويدعي الله في الليل والنهار.
استمر مرض أيوب لفترة كبيرة حتى أبتعد عنه الناس خوفا من العدوى وانتقال المرض لهم، وقاموا بإخراجه من البلد، وألقى في مكان سيء بعيدا عن البلد، ولم يظل معه سوى زوجته، فكانت زوجته ترعاه وتقدم له ما قد قدمه لها من إحسان وشفقة قديما، فكانت تعينه على قضاء حاجته وتفعل كل شيء له الخير لسيدنا أيوب.

افتقار سيدنا أيوب وخسارته أولاده

لم يتوقف الأمر على مرض أيوب بل فقد أيوب كافة أملاكه من مال، وأراضي، واكتمل البلاء بموت أولاده واحد تلو الآخر، فكانت المصائب والابتلاءات تتوالى عليه من كل جانب وهو مازال صابر وذاكر لله.ضعف حاله وحال زوجته، فاضطرت زوجته لأن تخدم الناس مقابل أجر، لكي تستطيع أن تطعم زوجها سيدنا أيوب، فقد كانت تعيش مع زوجها وتصبر على المرض والفقر و فراق الأبناء، بعد ما كانت تعيش سنين في رخاء ورزق وصحة لذلك رضى الله عنها.

ازدياد المرض وتساقط لحم سيدنا أيوب

تدهور الحال بصحة سيدنا أيوب، وتساقط لحمه ولم يبق شيء إلا عظمه وعصبه، وتحدثت معه زوجته فقالت يا أيوب لو دعوت ربك لفرج عنك، وأجاب عليها أيوب لقد عشت سبعين سنة صحيح فهل قليل لله أن اصبر سبعين سنة له، فجزعت زوجته من كلامه.

زوجة أيوب تبيع ضفائرها

أشتد بسيدنا أيوب وامرأته الحال،وأمتنع الناس أن يتعاملوا مع زوجة أيوب خوفا من أن يصابوا بمرض زوجها بأن تعديهم، فلم يعودوا يطلبوا خدمتها، ولم تعد قادرة على جلب المال للإنفاق على زوجها، وحينها اضطرت أن تقص ضفيرتها وبيعها لبعض بنات الشرف مقابل مال كثير، ولما سألها أيوب من أين لك المال، قالت له خدمت به بعض الناس.وعندما لم تستطع العمل في ثاني يوم، قامت بقص وبيع ضفيرتها الثانية، ولما ذهبت لأيوب بالطعام ليأكل حلف أن لا يأكل إلا إذا أخبرته من أين جاءت بهذا المال، فكشف رأسها، وتألم حينها أيوب ودعا ربه قائلا رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين.

استجابة الله لدعاء أيوب

أستجاب الله لدعاء أيوب أيوب، فكان أيوب في يوم ذاهب لقضاء حاجته مع زوجته، وحينها أوحى الله لأيوب أن يضرب الأرض برجله يخرج منها ماء بارد وبعدها يغتسل ويشرب من الماء حتى يشفى، وبالفعل أسترد حينها أيوب صحته، ولما عاد لزوجته لم تعرفه وسألته هل رأيت أيوب وكانت خائفه عليه، فأجابها بأنه أيوب حتى صدقته.بعدها رد الله لزوجته جمالها وشبابها، وحملت وولدت، و رزقهم الله رزقا كثير من المال والأراضي كما كان معه من قبل.وكانت قصة النبي أيوب بمثابة عبرة وموعظة لكافة البشرية، ليتعلموا منها الصبر وقبول قضاء الله السيئ قبل الحسن، لأن في النهاية سيجازيهم الله على صبرهم ويعطيهم أضعاف ما كانوا يتمنوا.