خطبة الجمعة الثالثة من شهر رمضان 2025 عن العشر الأواخر مع اقتباسات من القرآن الكريم والسنة النبوية

كثيرًا ما يتم البحث عن خطبة الجمعة الثالثة من شهر رمضان، لذلك يقدم موقع لحظات نيوز خطبة عن العشر الأواخر مع اقتباسات من القرآن الكريم والسنة النبوية، تتضمن فضل العشر الأواخر من رمضان، مع ذكر صور اجتهاد النبي والسلف الصالح في تلك العشر، وكيفية اغتنام العشر الأواخر من رمضان.
مقدمة الخطبة
الحمد لله الذي أعزنا بالإسلام، وأكرمنا وبلغنا رمضان، وجعل العشر الأواخر أفضل الأزمان، نشهد أن لا إله إلا الله، ونشهد أن محمد عبده ورسوله، أشرف الخلق، وأفضل من صلى وقام، وسن لنا التهجد والقيام، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى من تبعه وتبع سنته إلى يوم الدين.
أما بعد…
فضل العشر الأواخر من رمضان
يا معشر المسلمون، لقد بدأت العشر الأواخر وبدأت ليالي العابدين الخاشعين، ومأوي الصابرين، إنها ليالِ معدودة قد خصها لله تعالى بالفضائل، ففيها تحصيل عظيم للخيرات، والأجور، وقد ذكرها الله تعالى في قوله: {وَالْفَجْرِ* وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [سورة الفجر: الآيات 1-2].
وفيها أعظم أسباب البركة، وهي ليلة القدر المباركة الشريفة، التي أنزل الل تعالى فيها القرآن، وجعلها خير من ألف شهر في الذكر والعبادات، والقيام، والطاعات.
قال الله تعالى: {إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ (1) وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ (2) لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ خَيۡرٞ مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡرٖ (3) تَنَزَّلُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمۡرٖ (4) سَلَٰمٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطۡلَعِ ٱلۡفَجۡرِ} [سورة القدر: الآيات 1-5]، فهي سلام للمؤمنين وحصن لهم من كل شر وسوء.
وتلك الليلة هي مطلب المؤمنين الصالحين، والمتقين، ففيها السلام والرحمات من غروب شمسها إلى طلوع فجرها، وفيها يتنزل الروح الأمين جبريل –عليه السلام- والملائكة الكرام، ليشهدوا ذكر الله، والقيام، والدعوات، وتلاوة القرآن، وبذلك تحل البركات وتعم الأنوار.
وبشرنا الرسول الكريم بذلك، فعن عائشة أم المؤمنين –رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قامَ لَيلةَ القَدرِ إيمانًا واحتِسابًا، غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ مِن ذنبِهِ” (صحيح النسائي)، وأمرنا بتحريها في العشر الأواخر من رمضان خاصة في الليالي الوترية.
اجتهاد النبي والسلف الصالح في العشر الأواخر
أيها المسلمون، لأجل أفضال العشر الأواخر العظيمة خصها النبي صلى الله عليه وسلم بمزيد من الاجتهادات، والعبادات، ونستدل على ذلك بقول عائشة أم المؤمنين -ضي الله عنها-:“كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَجْتَهِدُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ، ما لا يَجْتَهِدُ في غيرِهِ” (صحيح مسلم)، فكان يحي الليل كله بالقيام وذكر الله، ومن اتبع سنته الكريم كانت له هدى ورحمة.
كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعتكف في المسجد في العشر الأواخر للتفرغ لعبادة الله، فعن عبد الله بن عمر: “كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأوَاخِرَ مِن رَمَضَانَ” (صحيح البخاري)، فعكوف القلوب على ربها في تلك الليالي يحدث أثر طيب في نفوس العباد، ويزكيه، ويطهرها حتى يصل بها إلى مراتب الكمال.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى ليلة القدر في الليالي الوترية في العشر الأواخر من رمضان، فقد ورد في قول عائشة أم المؤمنين: “كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُجَاوِرُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ ويقولُ: تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ” (صحيح البخاري)، ففي هذه الليلة المباركة تقدر الآجال والأرزاق، وتتنزل البركات، والخيرات والرحمات، مما يضفي السكينة على قلوب العباد المؤمنين.
وكان السلف الصالح –رضوان الله عليهم- يجتهدون في العشر الأواخر من رمضان، فيحرصون على الاغتسال والتطيب في تلك الليالي المباركة، ويرتدوا من الثياب الجديدة أحسنها، ويجتهدون في قراءة وتلاوة القرآن الكريم، ويتنافسون في ختامه، ويحرصوا كل الحرص على أداء الصلاة في المساجد.
اغتنام العشر الأواخر من رمضان
فيا أيها المسلمون، استغلوا العشر الأواخر، لتنالوا أعظم الأجور، فضاعفوا جهدكم في مختلف الطاعات، وأحيوا سنة نبيكم الكريم، واذكروا الله كثيرًا آناء الليل وأطراف النهار، وتواصوا بالخير بينكم، واحذروا اللهو والغفلة، فإنها أيام خير وبر، وعبادة، وأحرصوا على الاعتكاف في بيوت الله، وابذلوا من الصدقات ما تنالوا به رضا الله، وتجنبوا المعاصي والشهوات، والملذات لتزكوا أنفسكم وتطهروها.
خاتمة الخطبة
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم، وأوصيكم بتقوى الله يا عباد الله، واتباع أوامره، واجتناب نواهيه، وصلى اللهم وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
في نهاية المقال يكون قد تم سرد خطبة عن العشر الأواخر مع اقتباسات من القرآن الكريم والسنة النبوية، وتم من خلالها ذكر فضل العشر الأواخر من رمضان، وصور اجتهاد النبي والسلف الصالح في تلك العشر، وكيفية اغتنام هذه الأيام.