شرح حديث صفات المؤمن | ماذا تعلمنا من الحديث الشريف خصال المؤمن؟

المؤمن يلتزم بإيمانه بالله تعالى وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وبالقدر الذي يحمل فيه الخير والشر، لذلك نقدم شرح حديث صفات المؤمن وماذا تعلمنا من الحديث الشريف خصال المؤمن؟ كما أن الإيمان ليس فقط معناه التصديق ولكن يعني العمل أيضًا بما جاء في الشريعة الإسلامية، وعبر موقع لحظات نيوز نتعرف أكثر عن صفات المؤمن،
المؤمن من يأمنه الناس على حياتهم
تحدث النبي صلى الله عليه وسلم عن علاقة هامة للمجتمع بالمؤمن، وهي أن الناس يشعرون بأن المؤمن يمثل مصدر أمان لهم، فيثقون به ويستأمنونه على حياتهم وأموالهم، حيث يلاحظون من سيرته أنه يحمل فيها معاني السلام والخير والصدق والأمانة.
لذلك، قال النبي صلى الله عليه وسلم:” المؤمن من آمنه الناس على أنفسهم وأموالهم” والمقصود بالناس هنا في هذا الحديث ليس فقط المسلمين، بل يشمل جميع الأفراد سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، فالمؤمن لا يسرق ولا يعتدي، بل هو حريص على مصلحة الناس حتى لو كانوا غير مسلمين.
المؤمن من تسره حسنته وتسوؤه سيئته
من بين الخصائص الإيمانية التي وصف بها النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن هو أنه يفرح بحسناته ويغضب من سيئاته، لذلك قال النبي الكريم:” من سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن“.
ونحن نتساءل عن معنى هذا الحديث الشريف؟ بالفعل، هناك أشخاص يعجبون بأفعالهم السيئة التي يرتكبونها ويصرون على فعلها، ويرونها حسنة برأيهم، في حين لا يسرهم أفعالهم الحسنة بل يرونها أمرًا مفروضًا عليهم.
وهذا يتعارض مع سلوك المؤمنين، فإنهم يفرحون بأعمالهم الصالحة ويحزنون على أعمالهم السيئة، وبالتالي يسعون للحفاظ على أعمالهم الحسنة ويحاولون التخلص من الأعمال السيئة من خلال عدم العودة إليها والاستغفار منها.
المؤمن يراجع نفسه
من هذا المنطلق، يجب على الإنسان الفطن أن يراجع نفسه، إذا وجد أنها تفرح بالأعمال الصالحة وتتألم من الأعمال السيئة، فهذا أمر جيد ودليل على صحة إيمانها.
أما إذا كان العكس، حيث تفرح النفس بالأعمال السيئة وتتألم من الأعمال الصالحة، فهذا يدل على ضعف إيمان المرء، وعليه أن يعمل على تحسين نفسه حتى يكتسب الإيمان الحقيقي الذي يرغب الله تعالى فيه، ويصبح مصدراً لقرب الله تعالى، ونحن نتساءل لماذا يفرح المؤمن بالأعمال الصالحة ويتألم من الأعمال السيئة؟
الإجابة بوضوح هي أن المؤمن يرى أن الإيمان بالله ليس مجرد إيمان في وجوده، بل هو إيمان حي يؤثر في حياته، إيمانه بالله يعني أنه يؤمن أن سعادته تعتمد على رضا الله، وأن تعاسته في الابتعاد عنه، ليس لديه راحة حتى يرضي ربه، ويعتبر أن جمال الحياة يكمن في عبادة الله، وأن السيئة ليست سيئة إلا إذا كانت تعارض هذه العبادة، وأن الخير ليس خيرًا إلا إذا كان تجسيدًا لهذه العبادة.
شاهد ايضاً: شرح حديث (خرجت لأخبركم بليلة القدر.) الحديث كامل
المؤمن يحفظ أخاه المؤمن في حضوره وغيابه
ونتحدث الآن عن موضوع آخر يتعلق بالنبي وصفات المؤمن، وبالأخص فيما يتعلق بعلاقته مع أخيه المؤمن، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:” المؤمن مرآة أخيه المؤمن ينصحه إذا غاب عنه ويميط عنه ما يكره إذا شهد ويوسع له في المجلس” ويشير هذا الحديث إلى أن علاقة المؤمن بأخيه المؤمن هي علاقة قوية ومتينة مرتبطة بالعقيدة، ولا يمكن أن يتم قطعها، والنبي الأكرم ذكر العديد من العلامات والصفات التي تتعلق بعلاقة المؤمن بأخيه المؤمن.
شاهد ايضاً: سالت امراة رسول كيف اخرج عن الدين | الحديث كامل مع الشرح
المؤمن مرآة لأخيه
ينصح المؤمن أخاه المؤمن ويكون له مثل المرآة التي تكشف عن حالة الإنسان، سواء كانت سليمة أم مريضة، ويؤكدها له، كما أن المؤمن مثل المرآة، عندما يرى خيراً في أخيه يثني عليه، وعندما يرى شيئاً يضره يحذره وينبهه من ذلك، لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا الصفة: “المؤمن مرآة لأخيه المؤمن“.
شاهد ايضاً: حديث الرسول عن الزواج والنسب والزواج المبكر
المؤمن يميط الأذى عن الناس
يُقِيم المؤمن وقفًا قويًا لحماية أخيه المؤمن من الأذى سواءً في غيابه أو وجوده، ولا يتخلى عنه ولا يتركه وحيدًا، إن المؤمن يُنْصِرُ أخيه المؤمن، ولذلك قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم:” وَيُمِيطُ عَنْهُ مَا يَكْرَهُ إِذَا شَهِدَ“، وهذا يعني أن المؤمن يصدِّ عن أخيه المؤمن الظلم الذي يتعرض له، وخصوصًا إذا كان المؤمن على علم بحدوثه.
يحترم المؤمن أخاه المؤمن ويقدره بموضوعية، ولا يتسبب له بأذى، ويظهر له تقديرًا كاملًا، ومن أجل ذلك، عندما يدخل المؤمن إلى مجلس، فإنه يفسح المجال له حتى يتمكن من الجلوس احترامًا وتقديرًا.
خلال هذا المقال تعرضنا إلى بعض الأحاديث النبوية الشريفة التي تتحدث عن صفات المؤمن، ومن الواضح أن المؤمن الذي يظهر سوء الأدب والتقليل من قدر إخوته المؤمنين ولا يهتم بمصلحتهم، ولا يبدي أي جرأة في الدفاع عنهم، خاصةً عندما يتعرضون للإساءة، ولا يعارض أو يشكك في التهم الموجهة إليهم، فإن إيمانه يكون ضعيفاً.