ما المقصود باليوم الاخر وما يقتضى ايمانك به؟ مفهوم الإيمان باليوم الآخر

ما المقصود باليوم الاخر؟ وما يقتضى ايمانك به؟ فإن الإيمان باليوم الآخر هو أحد أهم أركان الإيمان الستة ولا يكتمل إيمان العبد أو يتحقق إلا به، لذلك تكثر التساؤلات حول مفهوم الإيمان باليوم الآخر، وهو ما يجعلنا من خلال موقع لحظات نيوز نتعرف على كل ما يتعلق باليوم الآخر وحكم الإيمان به وثمراته.
ما المقصود باليوم الاخر
إن المقصود باليوم الآخر وفقًا لما جاء عن ابن عثيمين: هو يوم القيامة الذي فيه يبعث الناس للحساب والجزاء، ولقد سمي اليوم الآخر بهذا الاسم لأنه لا يوم بعده، حيث يستقر أهل الجنة في منازلهم، وأهل النار في النار ـ حفظنا الله وإياكم ـ.
اقرأ أيضًا: ما هي الاثار التي يتركها الايمان باليوم الاخر في الفرد و المجتمع
مفهوم الإيمان باليوم الآخر
بعد أن تعرفنا على ما المقصود باليوم الآخر من الضروري معرفة مفهوم الإيمان باليوم الآخر، فنجد أنه يعني التصديق الجازم بإتيانه والعمل بموجبه، ولقد جاءت الكثير من الأقوال في توضيح معنى الإيمان باليوم الآخر، ومنها:
- قال محمد بن نصر المروزي في شرح حديث جبريل عليه السلام: (أمَّا قَولُه: ((واليَومِ الآخِرِ)) فأن تُؤمِنَ بالبَعثِ بَعدَ المَوتِ، والحِسابِ والميزانِ، والثَّوابِ والعِقابِ، والجَنَّةِ والنَّارِ، وبكُلِّ ما وصَف اللَّهُ به يَومَ القيامةِ).
- قال الحَلِيميُّ إن الإيمان باليوم الآخر شعبة من شعب الإيمان ومعناها: التصديق بأن الأيام الدنيا أجل ونهاية فالدنيا فانية ومنتهية.
- قال أبو العَبَّاسِ القُرطُبيُّ عن الإيمان باليوم الآخر بأنه التصديق بيوم القيامة، وما اشتمل عليه من البعث بعد الموت، والنشر والحشر والحساب والميزان والصراط والجنة والنار، والإيمان بأنه هناك دار جزاء للمحسنين وللمسيئين.
ما يقتضي الإيمان باليوم الآخر
جاء عن ابن عُثَيمين أن الإيمان بالآخر يتضمن ثلاثة أمور تتمثل فيما يلي:
- الإيمان بالبعث: يقصد بها إحياء الموتى، حتى النفخ في الصور النفخة الثانية، فيقوم الناس لرب العالمين.
- الإيمان بالحساب والجزاء: يقصد به حساب العبد على عمله.
- الإيمان بالجنة والنار.
من الجدير بالذكر أنه يلتحق بالإيمان باليوم الآخر، الإيمان بكل ما يتعلق بما يحدث بعد الموت مثل:
- فتنة القبر: وهي سؤال الميت بعد دفنه عبد ربه ودينه، ونبيه.
- عذاب القبر ونعيمه: ويكون العذاب للكافرين والمنافقين والظالمين، في حين يكون النعيم للمؤمنين.
اقرأ أيضًا: ما حكم انكار القدر مع الاستدلال؟ ما حكم انكار اليوم الآخر؟
حكم الإيمان باليوم الآخر وأدلته
بعد أن تعرفنا على ما المقصود باليوم الاخر، وما يقتضي الإيمان به، يمكننا التطرق إلى معرفة حكم الإيمان باليوم الآخر مع ذكر الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية، حيث جاء أن الإيمان باليوم الآخر أحد أهم أركان الإيمان الستة، وحكمه أنه لا يكتمل إيمان العبد ولا يتحقق إلا به، ولقد جاءت الأدلة من الكتاب والسنة كما يلي:
1- الأدلة من الكتاب
ذكر في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تفيد ضرورة الإيمان باليوم الآخر وأنه لا يصح إيمان أحد من الخلق إلا بالإيمان بما أمره الله بالإيمان به، ومن يكفر بجزء منه يعتبر كافر، ومن آيات الذكر الحكيم الذي ورد فيها ذلك:
- قال الله تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ} [البقرة: 177].
- قال الله تعالى: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا} [النساء: 136].
- قال الله عز وجل: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا} [النساء: 87].
من الجدير بالذكر أن في تلك الآية قسم عظيم من الله سبحانه وتعالى سيجمع الخلق كافة يوم القيامة فيجازي كل عامل بعمله،
2- الأدلة من السنة
جاءت الأحاديث النبوية الشريفة تشير وتؤكد على ضرورة الإيمان باليوم الآخر والإيمان بكل ما ذكره الله في كتابه وما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومن هذه الأحاديث الشريفة التي ورد فيها ذلك:
- عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ الإِيمانُ: أنْ تُؤمن بِاللهِ ومَلائِكتِه، وكُتُبِهِ، و رُسُلِهِ، و اليومِ الآخِرِ، و تُؤمن بِالقَدَرِ خَيرِهِ و شَرِّهِ“ [صحيح الجامع].
- عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ قالَ اللَّهُ: كَذَّبَنِي ابنُ آدَمَ ولَمْ يَكُنْ له ذلكَ، وشَتَمَنِي ولَمْ يَكُنْ له ذلكَ، فأمَّا تَكْذِيبُهُ إيَّايَ فَقَوْلُهُ: لَنْ يُعِيدَنِي، كما بَدَأَنِي، وليسَ أوَّلُ الخَلْقِ بأَهْوَنَ عَلَيَّ مِن إعادَتِهِ، وأَمَّا شَتْمُهُ إيَّايَ فَقَوْلُهُ: اتَّخَذَ اللَّهُ ولَدًا وأنا الأحَدُ الصَّمَدُ، لَمْ ألِدْ ولَمْ أُولَدْ، ولَمْ يَكُنْ لي كُفْئًا أحَدٌ” [صحيح البخاري].
اقرأ أيضًا: كلام عن الدنيا الفانية والآخرة الباقية
ثمرات الإيمان باليوم الآخر
ورد عن ابن عُثيمين أن الإيمان باليوم الآخر له ثمرات جليلة تتمثل فيما يلي:
- الرغبة الشديدة في فعل الطاعات والحرص عليها التماسًا ورجاءً في نيل الثواب العظيم الذي توعد به الله سبحانه وتعالى للمؤمنين.
- الرهبة من فعل المعاصي والرضا بها، خوفًا من عقاب اليوم الآخر.
- تسلية المؤمن عما يفوته من الدنيا بما يرجوه من نعيم الآخرة وثوابها.
ربط الله سبحانه وتعالى الإيمان بالإيمان باليوم الآخر، فتكرر ذكر ذلك في القرآن الكريم، كما كثُر ذكره في السنة النوبية، لذلك على كافة المؤمنين أن يؤمنوا باليوم الآخر، وأن هناك يوم حساب وثواب وعقاب وجنة ونار وأن الله سيبعثنا أحياء بعد الموت حتى لا يأثم المسلم.