قصص رمضانية يومية عن أنبياء الله للأطفال (14) | قصة امرأة العزيز وسجن يوسف عليه السلام ظلمًا

شهرين منذ
كريم احمد الحسيني

يبحث الكثير من الآباء، والمعلمين عن قصص رمضانية يومية عن أنبياء الله للأطفال، ومن أجمل هذه القصص قصة امرأة العزيز وسجن يوسف عليه السلام ظلمًا، التي تخبرنا بالعديد من العبر، وجعلنا على يقين أن بعد المعناة والحزن يوجد أمل وسعادة، لذلك يعرض موقع لحظات نيوز قصة وصول يوسف لبيت العزيز، وسجنه ظلمًا.

كيف وصل يوسف إلى بيت العزيز

قصص رمضانية يومية عن أنبياء الله للأطفال

بعد أن اتفق أخوة سيدنا يوسف على التخلص منه، لكن مع بقائه على قيد الحياة، وذلك عندما اصطحبوا يوسف بعد إذن أبيهم سيدنا يعقوب، انطلقوا به متوجهين نحو بئر وأقوه فيه، وكان هذا البئر يرتاده التجار في رحلات سفرهم.

فجاءت قافلة تجارية وجلست بالقرب من البئر المُلقى به يوسف، وأرسلوا الساقي ليحضر لهم ماء من البئر، وعندما مد الساقي الدلو إلى البئر، تعلق يوسف بالحبل وخرج من البئر.

وأخذته القافلة معهم لكن مع كتمان خبر العثور عليه وإخراجه من البئر، وجعلوه من ضمن البضاعة التي أحضروها معهم من بلاد الشام إلى مصر، وقاموا ببيعه في مصر بثمن قليل جدًا في سوق الرقيق، وقام عزيز مصر بشرائه وتربيته،

سيدنا يوسف في بيت العزيز

مكث يوسف في بيت عزيز مصر، وهو الرجل الذي بيده جميع خزائن مصر، ويوازي في عصرنا هذا وزير الاقتصاد والمالية، أي كان له شأن كبير، وتلقى يوسف على يديه علم الاقتصاد، وكان يتميز بالذكاء، وسرعة البديهة، وكان محبوب مم حوله، ولديه مكانة خاصة في قلب عزيز مصر، فكان يعامله كأنه ابنه، ووهبه الله القدرة على تفسير الأحلام.

عندما صار يوسف شاب كان فائق الجمال، وعلى خلق رفيع، وكان يعجب به كل من يراه، وأكثر من أعجب به امرأة العزيز، وأرادت الاقتراب منه، لمحاولة أن يفعل معها الفاحشة، لكن يوسف –عليه السلام- رفض بشدة، لأنه لا يريد أن يغضب الله، وهو من عباد الله المخلصين.

وعندما تكرر من امرأة العزيز هذا الفعل، امتنع يوسف عنها وهرب بعيدُا، فلحقته عندما هرب وشدت قميصه من الخلف فقطعته، وفي هذه اللحظة دخل عزيز مصر زوجها، فصرخت واتهمت يوسف بأنه أراد أن يعتدي عليها.

وفي هذه اللحظة جعل الله براءة سيدنا يوسف عند أحد الأشخاص القريبين من امرأة العزيز، حيث قال: إذا كان قميص يوسف مقطوع من الأمام فهي صادقة، وإذا كان مقطوع من الخلف فهي كاذبة في اتهامها ليوسف، وهي من قامت باللحاق به لمحاولة فعل الفحشاء، ومن هنا ظهرت براءة يوسف من هذه التهمة، وتم فضح امرأة العزيز،

سجن يوسف ظلمًا

حاول عزيز مصر أن يخفي هذه الفضيحة؛ للحفاظ على سمعته واسمه لأنه رجل ذو شأن كبير، فطلب من سيدنا يوسف أن يُخفي هذا الأمر، لكن انتشرت الشائعات حتى وصلت إلى خارج القصر، فقصر العزيز ملئ بالخدم، وبسببهم انتقل الخبر من شخص إلى شخص، ومن بيت إلى بيت.

حتى علمت امرأة العزيز أن نساء المدينة قد علمن قصة مراودتها ليوسف –عليه السلام-، وبعد علمها بذلك قامت بتحضير وليمة كبيرة، ودعت النساء من كبار سيدات المدينة من أرقي الطبقات، وبعد أن انتهوا من تناول الطعام، أمرت بتقديم الفاكهة، وطلبت من يوسف أن يدخل عليهن.

وعندما دخل يوسف عليهن، انبهرن من جماله الخلاب، وقلن إنه ليس بشر وإنما ملاك من السماء، وفي هذه الأثناء كانت النسوة يقطعن الفاكهة بالسكين، ولشدة انبهارهن بجمال يوسف جرحن أيديهن وأصابعهن دون أن يشعروا بذلك، وعندما شعرن بجرح السكين صرخن من شدة الألم.

وكانت براءة يوسف وصدقه واضحة للجميع، لكن قام عزيز مصر بالتضحية بيوسف وأدخله السجن في تهمة لم يرتكبها، لشدة إحراجه بين طبقات المجتمع الراقية، وفضل يوسف أن يدخل السجن على أن يتواجد في القصر وسط النساء وفتنتهن،

رؤيا الملك

بعد دخول يوسف للسجن التقي برجلان، ورأى كلًا منهما رؤيا في المنام، وأخبرا يوسف بها بعد معرفتهما أنه على علم بتفسير الرؤى من عند الله تعالى، وقيل إن أحدهما خباز الملك، والثاني ساقي الملك، ورأي الساقي أنه يعتصر العنب في كأس ويقوم بتقديمه للملك، ورأي الخباز أن هناك ثلاث سلال من الخبز فوق رأسه تأكل الطيور منها.

وفسر يوسف رؤيا الساقي بأنه سيعود إلى قصر الملك قريبًا وسيسقيه شراب الخمر كما كان يفعل، وفسر رؤيا الخباز بأنه سيقتل وستأكل الطيور من لحم رأسه، ويعد تفسير الرؤي طلب يوسف من الساقي أن يذكره عند الملك عندما يخرج من السجن ليتخلص من الظلم الذي تعرض له.

وذات يوم رأى ملك مصر رؤيا عجيبة عجز كبار مفسري الرؤى عن تفسيرها، وأخبروه أنها مجرد كوابيس لا داعي لأن يشغل باله بها، وقد رأى أن سبع بقرات سمان في سهل أخضر، وسبع بقرات ضعاف يتوجهن إل البقرات السمان ليأكلهن.

وعندما تذكر ساقي الملك سيدنا يوسف الذي قام بتفسير رؤياه التي حدثت في الواقع بالفعل، ذهب إلى السجن وطلب منه أن يقوم بتفسير رؤيا الملك.

فأخبره يوسف أنه سيأتي على مصر سبع سنين من الرخاء، وكثرة الزرع والحصد، والمطر، بعدها ستأتي سبع سنين من العجاف وقلة الطعام والماء، والجوع، وأخبره أنه يجب أن يتم ادخار المحاصيل الكثيرة للسنين القادمة من الجفاف.

وبعد أن أخبر الساقي ملك مصر بتفسير الرؤيا أعجب برجاحة عقل يوسف، وقام بإحضاره للقصر، لكن يوسف رفض أن يذهب حتى تثبت براءته، فأمر الملك بالتحقيق في سبب سجنه، وتبين أنه برئ من هذه التهمة بعد اعتراف نسوة المدينة وامرأة العزيز.

وصار يوسف مقرب من الملك، وطلب منه يوسف أن يتولى وزارة الاقتصاد وخزائن مصر ليتخطى أزمة الجفاف والمجاعة القادمة، فقد وهبه الله علم، ورجاحة عقل، وحسن تدبير، وحظي يوسف باحترام الجميع بعد أن ثبتت براءته، وعادت له قوته.

في نهاية المقال يكون قد تم ذكر كيف وصل يوسف إلى بيت العزيز، ثم قصة وجوده في بيت العزيز وما مر به من أحداث وظلم حتى وصل إلى السجن، وقصة سجنه حتى خرج وأصبح عزيز مصر.

آخر الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى