ما هو حكم التهنئة بشهر رمضان …وهل يجوز قول كل عام وأنتم بخير؟

بعض الناس يتساءل عن حكم التهنئة بشهر رمضان بقولهم كل عام وأنتم بخير، وهل هناك مانع من ذلك؟ فالناس تتسابق على فعل الخير قبل قدومه استقبالًا لهذا الشهر العظيم، فما حكم التهنئة في شهر رمضان وما هو الأسلوب الأمثل لقولها؟ وعبر موقع لحظات نيوز سنفهم هل يجوز التهنئة بشهر رمضان.
حكم التهنئة بشهر رمضان
اعتاد الناس على تهنئة بعضهم البعض بقدوم شهر رمضان قبل مجيئه، فمنهم من يقول مبارك عليكم الشهر وآخر رمضان كريم، حيث يختلف الأسلوب من شخص لآخر، فقد أتى عن شيخ الإسلام في كتبه (أن العادات الأصل فيها الإباحة)، والمقصد من ذلك أي ما اعتاد الناس على فعله، فلا مانع من ذلك طالما أنها لا تدخل فيما حرمه الله.
وأيضا كما ذكر أن الرسول قام بخطبة بين أنه عظم هذا الشهر، وذٌكر ذلك في آخر يوم في شعبان أي قبل قدوم الشهر، ويدل على صحة التهنئة وانه لا بأس منها.
إثبات أهل العلم وخلافهم لصحة التهنئة بشهر رمضان
استدلال العلماء بتلك المسألة تم عن طريق آراء الكثير من مصادر العلم، فمنهم من اتفق ومنهم من اختلف كما يتضح ادناه:
1- ابن القيم
أثناء سرد ابن القيم لقصته استدل الفقهاء على دليل يثبت استحباب التهنئة بشهر رمضان، والقيام لمن يهنئك لمصافحته ورد التهنئة، فإن فيه نعمةٌ كبيرة لما يناله الشخص من خير في هذا الشهر الفضيل.
2- العلامة ابن عثيمين
ذٌكر أن التهنئة بشهر رمضان لا بأس منها، بل أنها عادة جيدة حيث يدعو الناس لبعضهم بالخير، ولكن خص أن كلمة (رمضان كريم) غير صحيحة، فالأفضل أن يقال (رمضان مبارك) مثلا، لأن ليس من يعطي الإنسان الخير والبركة هو هذا الشهر، بل الله هو الذي يعطي ويبارك فيه بجعله شهرًا فضيلًا.
وكثير من قصص أهل العلم التي ترى أنه لا مانع منه، وحكم التهنئة بشهر رمضان هي عادة طيبة وجميلة بين الناس لتعظيمهم لشعائر الله.
3- دار الإفتاء المصرية
ترى أنه لا مانع من التهنئة بل وعلى العكس أنه يجب الإكثار منها، حيث يقوم الناس بتزيين الحارات والبنيان بزينة تدل على قدوم رمضان فيكبر الطفل معتادًا على هذه التقاليد، ويسعد الكبير بمشاركته في هذه الزينة، واستدلوا بآية من القرآن: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فبٍذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} (سورة يونس: 58).
4- العلامة الألباني
حين سئل عن حكم التهنئة بشهر رمضان أجاب ان هذا كلام فارغ ولا صحةً في قوله، وخص جملة كل عام وأنتم بخيرانها عادات اتخذها العرب من الكفار، وإن المسلمين في جهل وغفلة مما يقولونه بحجة إنها عادة متبعة عند الأغلبية.
كما نرى اتفاق الأغلبية العظمى من الفقهاء وأهل العلم على صحة التهنئة، ونختم المقال بآية قرآنية من سورة الحج: {ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} (32)، وتدل على ما أمر الله من تعظيم واستحسان لشعائره، وحكم التهنئة بشهر رمضان لا بأس منه.