متى تخرج زكاة الفطر وكم مقدارها … إليك التفاصيل

إن زكاة الفطر هي صدقة يخرجها المسلمون بعد إفطار شهر رمضان، وجاءت التسمية لارتباطها بالإفطار؛ وقد اختلف العلماء في بيان شأن هذه الزكاة من حيث وقت وكيفية إخراجها؛ وفي موقع لحظات نيوز سنعرف تفاصيل متى تخرج زكاة الفطر وكم مقدارها.
متى تخرج كاة الفطر؟
اختلف الفقهاء حول وقت إخراج زكاة الفطر، حيث انقسم الفقهاء إلى فريقين كالتالي:
- فريق الشافعية والحنابلة
يرى هذا الفريق أن الزكاة واجبة من بعد غروب شمس آخر أيام شهر رمضان، وذلك وفقًا لحديث النبي صل الله عليه وسلم عن ابن عباس رضي الله عنه، حيث قال: (فرض رسول الله صل الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللَغو والرفث وطعمة للمساكين).
كما رأوا أن زكاة الفطر واجبة عن المولود قبل الغروب، ومن توفي بعده؛ أما من ولد بعد الغروب وتوفي قبله فلا تجب عليه؛ وقد اتفقوا مع الحنفية في وجوب إخراج الزكاة يوم العيد وقبل صلاة العيد مباشرة،
- فريق المالكية والحنفية
يرى كل من المالكية والحنفية وجوب إخراج زكاة الفطر عند طلوع فجر يوم العيد، حيث يبدأ الإفطار عن صيام شهر رمضان في هذا اليوم، واستشهدوا في ذلك بحديث النبي صل الله عليه وسلم عن ابن عمر رضي الله عنه، حيث قال:
(أن النبي صل الله عليه وسلَم كان يخرج صدقة الفطر قبل أن يخرج، وكان يأمرنا أن نخرجها قبل الصلاة ، وكان يقسمها قبل أن ينصرف ، ويقول: أغنوهم عن الطواف في هذا اليوم).
ويرى كلاهما أن كل من المولود بعد فجر العيد وقبل طلوع الشمس، ومن توفي بعد الفجر تجب عليهما زكاة الفطر، في حين لا تجب على من ولد بعد طلوع الشمس ومن توفي قبل الفجر؛ واختلف المالكية عن سواهم في القول بوجوب إخراج زكاة الفطر بعد فجر يوم العيد.
ويرى العلماء أن هناك أوقاتًا غير مستحبة لإخراج زكاة الفطر؛ حيث يرى الشافعية أنه يكره إخراجها بعد صلاة العيد، ورأي الحنابلة كراهة إخراجها في آخر أيام العيد، بينما رأى المالكية أنها لا تسقط عند انتهاء الوقت، بل تبقى في ذمة صاحبها؛ أما الحنفية لا يرون كراهة في تأخيرها بعد العيد،
كم مقدار زكاة الفطر؟
جرت العادة في إخراج زكاة الفطر على هيئة مقدار صاع من شتى أصناف الطعام، إلا أن الفقهاء قد اختلفوا في جواز إخراج الزكاة بالنقود بدلًا من الطعام؛ حيث يرى البعض أن الفقير أحوج إلى المال من الطعام، كما أن إخراج المال وتوزيعه أسهل من توزيع الطعام.
ووفق حديث النبي صل الله عليه وسلم المروي عن أبي سعيد الخدري: (كنا نخرج في صدقة الفطر إذ كان فينا رسول الله صل الله عليه وسلم صاعًا من طعام أو صاعًا من تمر أو صاعًا من شعير أو صاعًا من أَقط).
وتعد هذه الأصناف تحديدًا مما وجب إخراجه لزكاة الفطر، حيث كان الصحابة يخرجون مقدار صاع من التمر، والزبيب، والقمح، والشعير، والأقط (وهو من منتجات الألبان)؛ وقد أجاز العلماء أيضًا أن يخرج المرء أي صنف من صنوف الطعام الأخرى الشائعة لدى الناس.
وكان الحكمة من زكاة الفطر في إخراج الطعام، حيث لم تكن النقود شائعة ومتداولة بين الناس في تلك العصور مثل الطعام؛ كما أن قيمة النقود تتأرجح بين الزيادة والنقصان، على عكس الطعام الذي يكفي الحاجة.
إلا أن الحنفية رأوا جواز إخراج زكاة الفطر حسب القيمة، بمعنى أنه يمكن إخراج قيمة طعام الزكاة بالنقود بدلًا من الطعام نفسه؛ أما الشافعية والمالكية والحنابلة فقد رأوا وجوب حصر زكاة الفطر في الطعام فقط استنادًا إلى الحديث النبوي المذكور،
شروط زكاة الفطر
بعد أن عرفنا متى تخرج زكاة الفطر وكم مقدارها، ننتقل الآن إلى شروطها؛ حيث أن زكاة الفطر واجبة على عموم المسلمين سواء كانوا أغنياء أو فقراء؛ والأصل أن ينفق المسلم ماله عن نفسه أولًا، وإن فاض ماله أخرج عن أولاده وزوجته، وإن بقي معه مالًا أخرج عن والديه،
مصارف زكاة الفطر
اختلف الفقهاء حول مصارف الزكاة، مثلما اختلفوا حول متى تخرج زكاة الفطر وكم مقدارها؛ حيث رأى المالكية أن زكاة الفطر يتم إخراجها إلى الفقراء والمساكين، أما الشافعية وسائر المذاهب فقد رأوا وجوب إخراج زكاة الفطر كزكاة المال إلى ثمانية أصناف من الناس؛ حسب ما ورد في قوله تعالى:
(إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)؛ وقد اتفق العلماء بالإجماع على وجوب إخراج الزكاة وفق هذه المصارف.
ينتهي مقالنا بعد أن عرفنا متى تخرج زكاة الفطر وكم مقدارها؛ حيث عرفنا الأوقات الواجب إخراج الزكاة فيها، والأوقات التي لا يستحب فيها فعل ذلك؛ كما عرفنا أن مقدارها صاع من الطعام، وقد أجاز بعض العلماء دفع قيمة الطعام بالأموال، وتعرفنا كذلك على شروط زكاة الفطر ومصارفها.