هل يجوز تهنئة المسيحيين بأعيادهم

تثار في الأوقات الحالية العديد من الأسئلة والتساؤلات حول مدى جواز تهنئة المسلمين للمسيحيين بأعيادهم، وهل هذا الأمر مقبول شرعًا أم يعد محرمًا؟ يتعين علينا أن نتناول هذا الموضوع بجدية وفقًا للفهم الشرعي والثقافي، ومن خلال موقع لحظات نيوز سنتعرف على الحكم الصحيح في ذلك.
هل يجوز تهنئة المسيحيين بأعيادهم
إن مسألة تهنئة المسلمين للمسيحيين بأعيادهم هي موضوع تم تناوله بعمق في الأدب الشرعي، وهي مسألة تطلب التأمل والتفكير الشديدين، يتفق أهل العلم على أن تهنئة المسيحيين بأعيادهم لا تجوز في الإسلام، وذلك لعدة أسباب، أولاً لأن هذه الاحتفالات تحمل معتقدات دينية خاصة بهم تتعارض مع العقيدة الإسلامية، ثانياً لأنها تشجع على الشرك والكفر بالله، حيث يتم في بعض هذه الاحتفالات الصلاة والتبجيل لأشخاص آخرين غير الله.
وفقًا لما ورد عن ابن القيم، فإن المشاركة في والتهنئة بشعائر الكفر، وخصوصًا تلك التي تتضمن الشعائر الشركية، هي محرمة بالاتفاق بين علماء الدين، على سبيل المثال تهنئة المسلم للمسيحيين بأعيادهم وصومهم وما شابه ذلك من مظاهر العبادة في ديانتهم تعتبر من الكفر وتعد واحدة من أشد المحرمات.
اقرأ أيضًا: هل يجوز لبس الحذاء في العمرة
قول الأئمة الأربعة في حكم تهنئة المسيحين
إجماع الأئمة في المذاهب الأربعة على حرمة تهنئة المسيحيين بأعيادهم أمر معروف ومتفق عليه، يشدد الفقهاء والعلماء في هذا الأمر:
- في المذهب الشافعي، يُعتبر تهنئة المسلمين للمسيحيين بأعيادهم بمثابة بدعة منكرة، ويجب على المسلم تجنبها وعدم المشاركة في أي طقوس دينية خاصة بهم.
- ففي المذهب الحنفي، يُعتبر أن من يقدم هدية لمسيحي في عيدهم بنية تعظيمهم يقع في فعل محرم وإن كان القصد التعظيم فإنه يصبح كافرًا، حتى إذا لم يكن القصد التعظيم فإنه مازال يُثم بشدة.
- أما في المذهب المالكي، فيعتبر التشارك مع المسيحيين في شؤون أعيادهم أمرًا ممنوعًا تحريمًا شديدًا، يجب على المسلم تجنب المشاركة في أي شيء من شؤونهم.
- أما في المذهب الحنبلي، يُنصح بشدة بعدم تعرض المسلمين للأمور التي قد تجلب المزيد من المودة مع المسيحيين، تجنب تهنئتهم وزيارتهم في أعيادهم وكرّه الإسلام التشبه بالكفار والمشركين.
أدلة تحريم تهنئة النصارى بأعيادهم
يوجد هناك الكثير من الأدلة من الأحاديث والقرآن الكريم التي تؤكد على عدم تهنئة المسيحيين في عيدهم، ومنها:
- ورد عن الصحاب أنس بن مالك: “قَدِمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المدينةَ ولهم يَومانِ يَلعَبون فيهما، فقال: ما هذانِ اليَومانِ؟ قالوا: كُنَّا نَلعَبُ فيهما في الجاهِليَّةِ، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إنَّ اللهَ قد أبدَلَكما بهما خَيرًا منهما؛ يَومُ الأضحى، والفِطْرِ“ [أنس بن مالك].
- قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا} [سورة الفرقان: الآية 72].
- قال الله تعالى: {الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ۚ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ ۙ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [سورة المائدة: الآية 3].
نجد أن هناك اتفاقًا واضحًا بين أهل العلم في مذاهب مختلفة على حرمة تهنئة المسلمين للمسيحيين بأعيادهم، يرتكب المسلم إثمًا كبيرًا إذا قام بهذه الأفعال، ويجب أن يكون على علم بحكمها وأثرها على عقيدته وموقفه من الدين.